بيروت - (وكالات): فاز الزعيم المسيحي ميشال عون برئاسة الجمهورية اللبنانية بعد عامين ونصف من شغور المنصب نتيجة تسوية وافقت عليها غالبية الأطراف السياسية، في وقت عمت الاحتفالات مناطق لبنانية عدة. ومن المقرر أن يبدأ عون غداً واستناداً إلى الدستور، إجراء استشارات ملزمة مع الكتل النيابية لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، على أن يسمي الرئيس المكلف بعد غد الخميس، وفق ما أوضح رئيس المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي رفيق شلالا. وتعهد عون خلال خطاب القسم بأن يبقي لبنان بعيداً عن نيران النزاعات المشتعلة في المنطقة، وبإطلاق خطة اقتصادية تغير المسار المتدهور حالياً في البلد الصغير ذي الامكانات الهشة الذي يئن تحت وطأة وجود أكثر من مليون لاجىء سوري على أرضه. وإثر انتخاب عون، عمت الاحتفالات معظم المناطق اللبنانية ابتهاجاً بالفوز. وسارت المواكب السيارة التي تحمل صوره والإعلام البرتقالية الخاصة بالتيار الوطني الحر في مناطق عدة. ودعا التيار الوطني الحر محازبيه ومناصريه إلى احتفال مركزي وسط بيروت. ووصل عون ظهر أمس في موكب رسمي إلى القصر الرئاسي في بعبدا شرق بيروت، حيث تسلّم سلطاته الدستورية. وفي أول مرسوم وقعه، طلب من الحكومة الحالية «الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة». وقال عون في خطاب القسم الذي ألقاه أمام النواب بعد أدائه اليمين الدستورية، أن «لبنان السالك بين الألغام لا يزال في منأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة. ويبقى في طليعة أولوياتنا عدم انتقال أي شرارة إليه، وسنحارب الإرهاب». وأضاف عون «علينا معالجة مسألة النزوح السوري عبر تأمين العودة السريعة للنازحين، ساعين إلى إلا تتحول مخيمات وتجمعات النزوح إلى مخيمات أمنية». وتابع «لا يمكن أن يقوم حل في سوريا لا يضمن ولا يبدأ بعودة النازحين». وفاز عون بأكثرية 83 صوتاً من أصل 127 حضروا جلسة الانتخاب، مقابل 36 ورقة بيضاء، و7 أوراق ملغاة، وصوت للنائبة ستريدا جعجع. وبات عون الرئيس الثالث عشر للبنان. ويحظى عون منذ بداية السباق بدعم حليفه حزب الله، لكنه لم يتمكن من ضمان الأكثرية المطلوبة لانتخابه إلا بعد إعلان خصمين أساسيين تأييده، وهما جعجع الذي يتقاسم معه شعبية الشارع المسيحي، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أبرز زعماء الطائفة السنية. كما انضم إلى المؤيدين أخيراً الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ورغم التوافق السياسي حول عون، عبر العديد من اللبنانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن خيبة أملهم وانتشرت تعليقات مع هاشتاغ «الاثنين الأسود». ولرئيس الجمهورية في لبنان مكانة رمزية بوصفه «رئيس الدولة»، رغم أنه لا يتمتع عملياً بصلاحيات إجرائية واسعة، لكنه جزء من السلطة التنفيذية ومن التركيبة الطائفية التي يمثل فيها الطائفة المارونية، أكبر الطوائف المسيحية.
ميشال عون الرئيس الـ 13 للبنان
01 نوفمبر 2016