عواصم - (العربية نت، وكالات): اعتبر القيادي الإصلاحي والمساعد السياسي والأمني الأسبق في وزارة الداخلية الإيرانية، مصطفى تاج زادة، في أعنف تصريحات انتقد فيها نظام بلاده بسبب التدخل العسكري في سوريا، أن «دور إيران في قمع ثورة الشعب السوري وظهور تنظيم الدولة «داعش» كان كارثيا»، مؤكداً أن «إيران قمعت ثورة السوريين وأوجدت «داعش»»، فيما أعلنت السلطات الإيرانية أحكاماً غير معلنة ضد مقتحمي السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد.وقال تاج زادة، عضو اللجنة المركزية لجبهة المشاركة الإصلاحية المحظورة، في مقابلة مع دورية «روبرو»، إن «الحرس الثوري أخطأ منذ البداية في التدخل في سوريا ولكن الخطأ الأكبر هو ما ارتكبته الحكومة الإيرانية ووزارة خارجيتها حيث إنها لم تفعل اللازم للحيلولة دون تورط إيران في سوريا». ورأى تاج زادة، الذي أطلق سراحه في يونيو الماضي بعد قضائه 7 سنوات في السجن بسبب موقفه المؤيد لاحتجاجات الانتفاضة الخضراء عام 2009، أن «هناك عنصرية تكمن وراء الخطاب الإيراني الذي يقول إننا لو لم نقاتل في دمشق وحلب لاضطررنا للقتال في مدن إيران».وأضاف «بحجة حماية مقام السيدة زينب، أطلقنا حرباً طائفية وتكبدنا الكثير من القتلى وتسببنا بالكثير من الويلات، ليس في سوريا وحدها بل في العراق أيضاً». ورأى تاج زادة أن تدخل إيران في سوريا أدى إلى «ظهور وتقوية «داعش»»، معتبراً أن «كل ما استمر التدخل الإيراني في سوريا، كل ما زادت خسائرنا والضرر بمصالحنا. وعلى الأمد الطويل سيتهدد أمننا القومي وسنطيل عمر «داعش»». وأكد أنه «لم يكن هناك وجود لـ»داعش» في بداية الاحتجاجات. كان الشعب السوري بمختلف أطيافه يطالب بالحرية وفسح المجال أمام الحراك السلمي، ما كان من شأنه أن يمنع ظهور داعش. لكن إيران ونظام الأسد قمعا الثورة عسكرياً وقتلا الناس وأشعلا حرباً داخلية وأوجدا «داعش»».ورأى القيادي في جبهة المشاركة الإصلاحية أن «السلطة الحاكمة في إيران أشعلت حربا طائفية من خلال تناقض مواقفها السياسية عندما أيدت الاحتجاجات ضد القذافي ووصفتها بالثورة، في حين وصفت ما يحدث في سوريا بأنه فتنة، وهذا ما أعطى بمعارضي إيران دليلاً قوياً للقول إن الفرق بين الأسد والقذافي من وجهة نظر إيران هي أن الأول سني والثاني علوي». وأدان تاج زادة مساهمة بلاده في قمع ثورة الشعب السوري السلمية منذ البداية.ورأى تاج زادة أن هذا كان «أول خطأ ارتكبته إيران حيث إنها بدلاً من أن تنصح الأسد بتنفيذ إصلاحات والسعي لإشراك المحتجين في العملية السياسية وفي السلطة، أوصته بطردهم ووصفتهم بأهل الفتنة واتهمتهم بالعمل لحساب أجندة خارجية وطلبت قمعهم». وأضاف «بما أن القمع كان وحشياً ودموياً، فلم يكن هناك مجال للاستمرار بالاحتجاج السلمي مما دفع الجانب الآخر لاستخدام السلاح أيضاً». من ناحية أخرى، قالت وكالة ميزان للأنباء إن السلطة القضائية في إيران أصدرت أحكاماً بحق 20 شخصاً متهمين باقتحام بعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في يناير الماضي وستعلنها في المستقبل القريب. ونقلت وكالة ميزان عن قاض قوله إن أحكاماً صدرت على 20 متهماً و»ستعلن قريباً». ولم يذكر أسماء المتهمين العشرين أو ما إذا كانوا أدينوا.
قيادي إصلاحي: إيران قمعت ثورة السوريين وأوجدت «داعش»
02 نوفمبر 2016