إن «ثقافة الاستهلاك» بدأت تتفشى في كثير من المجتمعات وهي التي تدفع الناس إلى الاستهلاك والركض خلف الكماليات بغض النظر عن الفوائد الفعلية من وراء ذلك، حتى وصل الأمر إلى فقد الإحساس بقيمة الأشياء، وجعل الناس تشتغل بالمظاهر وتبتعد عن الجوهر، وذلك عندما يصبح الإنفاق على الكماليات هدفاً لا ضرورة. واليوم أصبح المجتمع في حاجة ماسة للحصول على معنى الثقافة الاستهلاكية، نظراً لارتفاع كلفة المعيشة والأزمة الاقتصادية؛ مما جعلهم يعانون مشكلة كبيرة في تنظيم الدخل، وكذلك تحديد الأولويات ومعرفة البدائل المناسبة.وعليه يجب أن نتخلص من الإسراف والتبذير وأن نغير في الثقافة الاستهلاكية، ولكننا للأسف نجد أن الثقافة الاستهلاكية لدى بعض الشعوب غائبة عن تفاصيل حياتهم اليومية، بعكس ارتفاع مستوى الثقافة الاستهلاكية لدى الشعوب الغربية، وتنعكس هذه الثقافة بشكلها الإيجابي عن مداخيل المستهلكين من خلال خلق حالة من التوفير تسهم في تحويل المبالغ الموفرة إلى غايات أخرى. لذا من المفروض أن تكون من أولويات اهتماماتنا خلق وعي ثقافي استهلاكي للمستهلك، وتعويده على العادات الاستهلاكية الإيجابية، لنكون مهيأين لأي أزمات اقتصادية في المستقبل، خصوصاً في ما يتعلق بالارتفاع في الأسعار؛ مما يدفعنا إلى ترشيد الاستهلاك بشكل أفضل.وهنا يقع الدور الأكبر على المعنيين بالجمعيات المدنية وعلى رأسهم جمعية حماية المستهلك، من خلال حماية المستهلك وتثقيفه بما يحقق له الحد الأدنى من الثقافة الاستهلاكية، ويخلق بيئة استهلاكية صحية وقوية تناسب متغيرات العصر.أحمد عقاب