قال قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة إن فريقاً طبياً بالمستشفى تمكن من إنقاذ طفل خديج يزن 480 غراماً يعاني من انسداد ووجود ثقوب صغيرة بالأمعاء الدقيقة، مشيراً إلى أن إجراء عملية من هذا النوع يعتبر أمراً في غاية الدقة نظراً للوضع الصحي الحرج للطفل الخديج حيث ولد قبل موعد ولادته الطبيعي، وهي تعد الأولى من نوعها في مستشفى الملك حمد الجامعي.واستقبل المستشفى الحالــة فور قدوم الأم وهي تعاني من أعراض الولادة المبكرة وتمت إجراءات دخولها بسرعة، ومن ثم تحويلها إلى قسم أمراض النساء والولادة حيث كانت تحظى بمتابعة مستمرة بالمستشفى منذ الأشهر الأولى للحمل، وقام الفريق الطبي بإشراف الدكتور حسني ملص استشاري أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب وجراحة المناظير بإجراء الفحوصات اللازمة والتحاليل لتقييم حالة الأم وإعطائها العقايير اللازمة لوقف الولادة المبكرة، ومن ثم تقرر إجراء عملية قيصرية والتي تمت بنجاح وذلك حفاظاً على الأجنة. وأفاد الدكتور حسني أنه بلغ أوزان الأطفال الثلاثة ما بين 480 غراماً و700 غرام و880 غراماً بعد الولادة مباشرة، ومن ثم نقلهم إلى وحدة العناية المركزة للأطفال الخدج وحديثي الولادة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.واستقبلت وحدة العناية المركزة للأطفال الخدج وحديثي الولادة بالمستشفى الطفل الخديج بعد أجراء العملية له وتم وضعه تحت الرعاية الطبية اللازمة بإشراف الدكتورة هالة الدسوقي استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة.ونوهت الدكتورة هالة الدسوقي أن ولادة طفل خديج وزنه 480 غراماً ليس أمراً سهلاً، فضلاً عن أنه كان يعاني من انتفاخ في البطن وإمساك، حيث إن فرصة علاجه ونموه كانت شبه معدومة، لكن التدخل السريع من الأطباء المعالجين والطاقم التمريضي، مع استخدام المحاليل والأدوية المكثفة ساعد على تحسن حالة الخديج الصحية وعودة عملية الخروج لديه إلى حالتها الطبيعية.بدوره، أوضح العقيد طبيب عيسى السعد استشاري ورئيس وحدة العناية المركزة الخاصة للأطفال وحديثي الولادة أن الفريق الطبي والتمريضي بذل جهوداً كبيرة استمرت على مدى ثمانية أيام لمتابعة وعلاج الطفل، ما أدى إلى استقرار حالته الصحية، إلى جانب الاستمرار في التطور والنمو بشكل طبيعي حتى وصل وزنه إلى 520 غراماً.وأكد أن وحدة العناية المركزة الخاصة بالأطفال الخدج وحديثي الولادة مجهزة بأحدث المعدات الطبية مما يجعلها مهيئة لاستقبال حالات الولادة المبكرة ولغاية 24 أسبوع من الحمل، وممن يزنون 500 غرام فما فوق بالإضافة إلى وجود فريق طبي وتمريضي مدرب ومتخصص للتعامل بمهنية عالية مع فئة الأطفال الخدج، للمساعدة على اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة للحفاظ على حياة المواليد الخدج.وكان الطفل الخديج ذو 480 غراماً يعاني من انتفاخ في البطن وإمساك، وفوراً تم استدعاء الفريق الطبي بإشراف البروفيسور مارتن كوربالي استشاري جراحة الأطفال والذي قام بدوره بطلب إجراء أشعة بالصبغة حيث تبين بعدها أن القولون يعمل بشكل طبيعي مع وجود توسع في الأمعاء الدقيقة وتداخلها مع بعضها بعضاً مما أدى إلى انسدادها وبالإضافة إلى وجود ثقوب صغيرة بالأمعاء والتصاقات مما يستدعي تدخلاً طبياً بشكل عاجل جداً. وقام البروفيسور كوربالي والفريق الطبي المساعد له المكون من الدكتور حسين أحمد والدكتورة هند زيدان بإجراء عملية فتح صغير لبطن الخديج لا تتجاوز 4 سم استغرقت لمدة ساعة، حيث تم من خلالها استئصال الجزء المثقوب من الأمعاء وتوصيلها ببعضها وإعادتها لوضعها الطبيعي وهو إنجاز طبي فريد يعد الأول من نوعه في مستشفى الملك حمد الجامعي.ويجدر بالذكر أن فريقاً طبياً ضم عدداً من أطباء مستشفى الملك حمد الجامعي يتواجد حالياً في جمهورية فيتنام الاشتراكية برئاسة البروفيسور مارتن كوربالي والفريق الطبي المساعد له لإجراء عمليات جراحية لحالات متنوعة ونادرة للأطفال، وشملت العمليات إزالة الأورام وفصل التوائم السياميين والتي تكللت بالنجاح والعديد من العمليات الجراحية المعقدة والنادرة، وجاء ذلك من خلال خطة استراتيجية وضعتها إدارة مستشفى الملك حمد الجامعي تعنى بنقل الخبرات العالمية والخبرات الطبية الكبيرة للاستفادة منها للكوادر الطبية البحرينية بالمستشفى لتطوير الخدمات الطبية ووصولها إلى أرقى المستويات.