عواصم - (وكالات): قال سكان في مدينة الموصل شمال العراق إن مقاتلي تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي الذين يحاولون التشبث بمعقلهم الرئيس بالعراق عرضوا جثث 5 أشخاص بعد صلبهم بتهمة نقل معلومات إلى «العدو» وبدأوا في تسيير دوريات بشوارع المدينة للتدقيق في أطوال لحى الرجال. وعرضت الجثث الخمس المصلوبة عند تقاطع طرق في رسالة واضحة إلى السكان الباقين في المدينة البالغ عددهم نحو 1.5 مليون نسمة بأن المتطرفين ما زالوا يمسكون بزمام الأمور رغم خسارتهم بعض المناطق شرق المدينة. ويدير آلاف المقاتلين من «داعش» الموصل أكبر مدينة خاضعة لسيطرتهم في العراق وسوريا منذ اجتياحهم أجزاء واسعة من البلدين في 2014. وقال سكان في اتصالات هاتفية إن الكثير من أحياء المدينة باتت أهدأ مقارنة بالأيام القليلة الماضية إذ سمح للمواطنين بالخروج لشراء الطعام حتى في المناطق التي شهدت قتالا ًعنيفاً في الأسبوع الماضي. وقال أحد السكان في الموصل «خرجت بسيارتي للمرة الأولى منذ بدء الاشتباكات شرق المدينة. شاهدت عدداً من شباب الحسبة وهم يدققون في اللحى والملابس ويبحثون عن المدخنين». وشرطة الحسبة التابعة لتنظيم الدولة هي شرطة دينية تفرض التفسير المتشدد للدين وخاصة في مجال السلوك. وتحظر هذه الشرطة التدخين وتفرض على النساء ارتداء النقاب والقفازات وتحظر على الرجال التشبه بشبان الغرب في الملابس وخاصة ارتداء الجينز. وبدأ المتطرفون مقاومة شرسة بعد أن طلب منهم زعيمهم أبو بكر البغدادي في خطاب في الأسبوع الماضي البقاء على ولائهم لقادتهم وعدم التراجع في «الحرب الشاملة». وقال مسؤولون عسكريون عراقيون إنهم يملكون مصادر معلومات داخل المدينة تساعدهم على تحديد مواقع مراكز تنظيم الدولة لتستهدفها غارات قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وبدا مشهد الجثث المعروضة علناً وحشياً شرق الموصل وبدا أنه تحذير لغيرهم من المتعاونين المحتملين. وفي إشارة ثانية إلى التضييق على الاتصالات بالعالم الخارجي قال شرطي متقاعد إن مسؤولين في التنظيم المتطرف يحاولون التدقيق في شرائح الاتصالات للإطلاع على بياناتها. وقال الكثير من السكان القريبين من مكان القتال إن حجم الاشتباكات كان مخيفا وكانت أصوات الرصاص وقذائف المورتر والغارات تتردد في الشوارع. في سياق متصل، تتعرض قوات البشمركة الكردية في بعشيقة شمال الموصل لاطلاق نار كثيف من منازل تبدو فارغة عند اقتحامها. وكانت قوات البشمركة استعادت السيطرة على بعشيقة الأسبوع الحالي، بعدما خاضت حرب شوارع مدعومة بغارات جوية ألحقت أضرارا كبيرة بالبلدة. وتعد استعادة السيطرة على بعشيقة إحدى أهم الخطوات في تأمين المحيط الشرقي الكامل لمدينة الموصل، بعد 3 أسابيع من بدء القوات العراقية عملية عسكرية ضخمة لاستعادة ثاني أكبر مدن البلاد. ورغم السيطرة شبه الكاملة للبشمركة على بعشيقة، إلا أن تلك القوات تكافح لطرد فلول المتطرفين الذين يستخدمون شبكة أنفاق تحت الأحياء السكنية. من ناحية اخرى، فر أكثر من 41 ألف شخص من منازلهم منذ بدء العملية العسكرية لاستعادة المدينة في 17 أكتوبر الماضي، بحسب ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة. وحذرت المنظمات الانسانية من أن أكثر من مليون شخص قد ينزحون بفعل معركة الموصل، آخر المدن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وتزداد أعداد النازحين، ولو انها تبقى أدنى من التوقعات. وسجلت زيادة بلغت 7 آلاف شخص عن الرقم الذي أعلنته المنظمة. والغالبية العظمى من النازحين هم من محافظة نينوى التي تعد الموصل كبرى مدنها، بالاضافة الى نازحين من محافظات أخرى. ورغم أن السيناريو الأسوأ للنزوح لم يتحقق بعد، فمن المتوقع أن يسهم تقدم القوات العراقية إلى عمق الموصل في ارتفاع عددهم. وأشارت الأمم المتحدة وسكان من الموصل منذ أسابيع إلى أن «داعش» يجبر المدنيين الذين يعيشون في المناطق المحيطة بالموصل الى الانتقال الى المدينة لاستخدامهم دروعاً بشرية في المعركة المقبلة.