واشنطن - (أ ف ب): يشكل فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية صفعة قاسية للرئيس باراك أوباما الذي انتخب قبل 8 سنوات في البيت الأبيض حاملاً رسالة أمل ووعداً بتحقيق مصالحة في الولايات المتحدة. على الصعيد السياسي، تشكل هزيمة هيلاري كلينتون بالطبع انتكاسة للرئيس الديمقراطي الذي برز في مقدم الحملة الانتخابية دعماً لوزيرة خارجيته السابقة، وجاب الولايات الأمريكية واضعاً مستويات التأييد القياسية له في خدمة مرشحة تعاني من نقص في الشعبية. لكن بمعزل عن المواجهة التقليدية بين الحزبين الأمريكيين الرئيسيين، فإن انتصار الملياردير الشعبوي السبعيني يشكل صفعة أليمة لأوباما. وكأن وصول ترامب إلى الرئاسة يعني أن هذا الرئيس المعروف بثقافته وهدوئه ومنطقه والذي كان دعا دوماً وبشكل صريح إلى التفاؤل وعدم الرضوخ للإحباط، لم يحسن قراءة جزء كامل من أمريكا، ولم يدرك مخاوفه وهواجسه. وكأنه لم يحدس «أمريكا الأخرى» هذه، أمريكا البيض الذين وجدوا أنفسهم مهمشين إزاء زوبعة عولمة تخيفهم ومجتمع يتطور بوتيرة سريعة جداً لا يمكنهم التكيف معها. ويمكن للرئيس الديمقراطي الذي ينهي ولايته بشعبية هائلة، أن يتساءل على المدى القريب ما الذي سيبقى من حصيلة أدائه بعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض. ولا يمكن تصور شخصين متعارضين أكثر من باراك أوباما ودونالد ترامب، سواء سياساً أو إنسانياً. فهما يتعارضان بالطبع في رؤيتهما للعالم، إنما كذلك في نظرتهما إلى النساء، والعائلة، والمال، والمؤسسات. وصولاً إلى أسلوبيهما، وطريقة نطقهما، واختيار كلامهما.
انتصار ترامب صفعة لأوباما
10 نوفمبر 2016