بيروت - (رويترز): أثار انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة قلقاً بين جماعات المعارضة السورية وتفاؤلاً حذراً في دمشق حيث ينظر لانتصاره على أنه نتيجة أفضل من فوز الديمقراطية هيلاري كلينتون. ولطالما وجهت المعارضة السورية انتقادات شديدة لما ترى أنه دعم غير كافٍ من إدارة الرئيس باراك أوباما لمعركتها ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد رغم أن واشنطن راع مهم للانتفاضة. لكن تصريحات ترامب بشأن سوريا وموقفه الأكثر انفتاحاً على روسيا حليفة الأسد أثارا قلق المعارضة بشأن السياسة التي قد ينتهجها بخصوص الصراع السوري الذي تنفذ فيه القوات الروسية ضربات جوية ضد جماعات المعارضة المسلحة. وتقول المعارضة السورية إن أوباما فشل في دعمها بشكل كافٍ بعد أن دعا لرحيل الأسد عن السلطة وأخفق في فرض «خطه الأحمر». وقال أبوحامد رئيس المجلس العسكري لجماعة لواء الحق متحدثاً من حماة «الأمريكان ما صدقوا معنا. أغرقونا في مستنقع والكل يتاجر بدماء السوريين ومعاناتهم». ويعتقد بعض المعارضين أن ترامب لن يحدث أي اختلاف في السياسة الأمريكية الراسخة منذ فترة طويلة تجاه المنطقة. وقال أبوأسعد دابق وهو قائد في جماعة تدعمها تركية تحارب تنظيم الدولة «داعش» شمال سوريا «ترامب مثل أي رئيس أمريكي، السياسة الغربية وبالأخص الأمريكية صارت واضحة في الشرق الأوسط في عدائها لتطلعات الشعوب المظلومة». وفي دمشق قال عضو في البرلمان السوري إنه متفائل بأن السياسة الأمريكية ستتحول لصالح الأسد لكنه تفاؤل مشوب بالحذر. وأضاف شريف شحادة «ينبغي أن نكون متفائلين لكن بحذر». وساعد التدخل الروسي دعماً للأسد في تغيير كفة الموازين لصالح دمشق ضد مقاتلي المعارضة الذين كانوا يحققون انتصارات ثابتة على الأرض كما منح موسكو نفوذاً حاسماً في المساعي الدبلوماسية. وقال جورج صبرا السياسي السوري المعارض «نحن لا نتوقع أشياء كثيرة من الإدارة الأمريكية الجديدة ولكن نأمل أن نرى وجها للرئيس دونالد ترامب يختلف كلياً عن الوجه الذي شهدناه له كمرشح للرئاسة». وقال ترامب في وقت سابق إن هزيمة «داعش» لها أولوية على إقناع الأسد بالتنحي وحذر من أن كلينتون ستدخل الولايات المتحدة إلى حرب عالمية جديدة بشأن الصراع في سوريا.