لم يعد الإنترنت اليوم من وسائل الترفيه، فتوفره في كل مكان بات ضروريا حتى داخل الطائرة، حيث يشعر المسافرون بالطائرات بالانقطاع عن العالم خلال رحلتهم في الجو، ويتمنون لو كانوا يستطيعون خطف دقائق سريعة على الإنترنت أو الهاتف لإنهاء عمل لم يكملوه، أو لمراقبة استثمار أو لمجرد التسلية والتواصل مع الآخرين.ومع سعي شركات الطيران لتلبية رغبات عملائها وإرضائهم للمحافظة على مركزها، بدأ مجموعة منها بتزويد طائراتها بخدمة تسمح للمسافرين بالدخول إلى الانترنيت، وهو أمر سيكلفها حوالي 100 ألف دولار لتجهيز الطائرة الواحدة بهذه الخدمة، ما يدفع للتساؤل حول وجود مبرر مقنع لإنفاق هذا المبلغ.وعلى ما يبدو فإن الطلب على هذه الخدمة سيكون قويا جدا في الشرق الأوسط، وهذا بحسب تقرير لشركة هني ويل للهندسة، فنحو 35%، من الركاب مستعدون للتخلي عن مقعدهم المفضل مقابل بالبقاء متصلين بالإنترنت.وبحسب آخر الأرقام المتوفرة لأعداد ركاب شركات الطيران في المنطقة، فإن 27 مليون مسافر من أصل 39 مليونا على متن طيران الإمارات مستعدون لشراء هذه الخدمة، ونحو 18 مليون مسافر على متن الخطوط السعودية وأكثر من 7 ملايين لطيران الاتحاد، وتكون هذه الأرقام أكبر بكثير عند المقارنة مع الشركات الأميركية والأوروبية.وتقوم بعض شركات الطيران بتقديم هذه الخدمات بشكل مجاني واحتسابها ضمن سعر التذكرة، في حين يقدمها البعض الآخر مقابل رسوم معينة إذا كانت الشركة مهتمة أصلا بتقديم الخدمة للمسافرين بغض النظر عن سعرها.وعلى سبيل المثال، فإن "BA" ليست مقتنعة بعد بأهمية أو ضرورة تواجد الانترنت على متن طائراتها، فهي ستقوم بتجربتها على طائرة واحدة فقط، ولمدة سنة كاملة، لتقرر بعدها ما إذا كانت ستنفذها على جميع الطائرات أم لا.وفي المقابل، على ما يبدو فإن طيران الاتحاد في أبوظبي والتي فازت من قبل بأسرع شركات الطيران تطورا في العالم، مقتنعة تماما بالفكرة، فهي تسابق الزمن لتطبيق الخدمة على كامل أسطولها، وقد دفعت لشركة باناسونيك مليار دولار لتنفيذها.ويؤكد الواقع أن تصفح الإنترنت على الطائرة الذي كان يعتبر ضربا من الرفاهية، أصبح الآن ضرورة، وبات هو التوجه الجديد لشركات الطيران.
Business
شركات تزود طائراتها بالإنترنت بتكلفة 100 ألف دولار
19 نوفمبر 2013