أكد سفير مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة: «أن افتتاح مرافق تسهيلات الإسناد البحري للبحرية الملكية البريطانية في البحرين سيعزز من قدرة المنامة على الدفاع عن الخليج»، واصفاً زيارة صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز باعتبارها حدثاً مهماً يعيد تأكيد التزام المملكة المتحدة تجاه منطقة الخليج عموماً والبحرين خصوصاً. واعتبر في مقال نشر بصحيفة «تليجراف» البريطانية يوم 10 نوفمبر الجاري، حصلت «بنا» على نسخة منه، أن عودة بريطانيا إلى منطقة شرق قناة السويس تعد مؤشراً مطمئناً على أن البحرين وبريطانيا سيظلان صديقين وحليفين قويين يتمتعان بعلاقات دبلوماسية ودفاعية وتجارية متميزة، خاصة مع استمرار التحديات والظروف الصعبة التي تواجه المنطقة.ولفت الشيخ فواز بن محمد إلى أن مرافق تسهيلات الإسناد البحري للبحرية البريطانية من أحدث المبادرات الدفاعية طويلة الأمد التي عززت العلاقات بين البحرين وبريطانيا.وقال إن التعاون بين البلدين أمر حيوي في مجابهة التطرف والتهديدات الإرهابية التي تواجهنا جميعا اليوم، مشيرا إلى دور المملكة المتحدة البارز في التصدي لهذا التحدي، ومبادراتها الرائدة التي وصفها بالأكثر فعالية لمعالجة ومحاربة أوجه ومظاهر التطرف قبل تجذره وانتشاره.وأشار سفير مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة إلى أن الخليج ليس منطقة تحديات فحسب، وإنما فرص واعدة أيضاً، موضحاً أن البحرين ملتزمة بالتعاون والشراكة مع بريطانيا في جميع المجالات بالنظر لحجم ومدى الروابط التي تربطهما، وتشمل العديد من القطاعات، فضلاً عن مظاهر التنسيق المستمر والاتصالات الدائمة بين قيادتيهما، وكان آخرها زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد إلى لندن الشهر الماضي. وفيما يلي نص المقال:«على هامش زيارته لمملكة البحرين قام صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز اليوم بافتتاح مرافق تسهيلات الإسناد البحري التابعة للبحرية الملكية البريطانية في المنامة. ويمثل الحدث طريقة مناسبة لإحياء الذكرى الــ200 للتعاون البحريني - البريطاني، لكن الأهم هو أنه يعيد تأكيد التزام المملكة المتحدة تجاه منطقة الخليج عموماً والبحرين خصوصاً.ومع تواصل الظروف الصعبة التي تواجهها المنطقة، تعتبر عودة بريطانيا إلى منطقة شرق قناة السويس مؤشراً مطمئناً على أن بلدينا سيظلان صديقين وحليفين قويين يتمتعان بعلاقات دبلوماسية عسكرية وتجارية متميزة.وتمثل مرافق تسهيلات الإسناد البحري للبحرية البريطانية أحدث المبادرات الدفاعية طويلة الأمد التي عززت العلاقات بين مملكتينا. وتعتبر هذه المنشأة ثاني أكثر مراكز العمليات نشاطا بالنسبة للقوات البحرية الملكية بعد بورتسموث. وستسمح للبحرية البريطانية بتغيير الطواقم والتزود بالإمدادات والقيام بعمليات الإصلاح والصيانة في منطقة الخليج دون الحاجة إلى العودة إلى المملكة المتحدة أو الموانئ الأخرى، وهو ما سيسهم في توفير الوقت وتقليل التكاليف.وتشكل المنشأة عنصراً واحداً من الوجود البريطاني الطويل في البحرين، فقد كان لسلاح الجو الملكي البريطاني صلات قوية بالبحرين لأكثر من 90 عاماً منذ أول تواجد له عام 1924 مروراً بإنشاء قاعدة خلال الحرب العالمية الثانية، ووصولاً إلى الدور الحاسم الذي لعبته طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني التي عملت من البحرين في تحرير الكويت في عام 1991. إن هذا التعاون بين البلدين أمر حيوي في مواجهة التطرف والتهديدات الإرهابية التي تواجهنا جميعاً اليوم، حيث يسود الشعور بهذه التهديدات بقوة في المنطقة، وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي. كما شهدت المنطقة ظهور تنظيم داعش بسبب فراغ السلطة في العراق وسوريا إلى أن أصبح يمثل تهديداً إقليمياً ودولياً.لقد لعبت المملكة المتحدة دوراً بارزاً وفعالاً في التصدي للتحدي العالمي المتمثل في الإرهاب والتطرف، فهي عضو بارز في التحالف الدولي ضد الإرهاب، كونها تشارك في العمليات الدولية لتفكيك وهزيمة الجماعات الإرهابية.أما على مستوى الجبهة الداخلية، فتعتبر برامج محاربة التطرف في المملكة المتحدة من بين الأكثر فعالية في أي مكان في العالم. وتعد مثل هذه المبادرات لمعالجة التطرف قبل أن يتجذر، هي الحل الوحيد طويل الأمد للقضاء على هذه المشكلة، غير أن منطقة الخليج اليوم ليست منطقة تحديات فقط، إنها منطقة فرص واعدة كذلك، فحكومة مملكة البحرين ملتزمة بالتعاون القوي والفعال والشراكة مع المملكة المتحدة في جميع المجالات. ففي نهاية الشهر الماضي زار حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لندن، حيث التقى جلالة الملكة إليزابيث الثانية، ورئيسة الوزراء تيريزا ماي، وسفراء دول الخليج إلى المملكة المتحدة، وعدداً من البرلمانيين.وخلال الزيارة، قدم عاهل البلاد المفدى، إلى تيريزا ماي دعوة لحضور القمة الـ37 لدول مجلس التعاون الخليجي، التي تستضيفها المنامة الشهر المقبل.إن جلالته وبصفته رئيساً للقمة الخليجية المقبلة، أكد اهتمام مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوصل لاتفاقية تجارة حرة بين المملكة المتحدة ودول المجلس، وهو ما من شأنه أن يزيد بشكل كبير نفاذ المملكة المتحدة إلى السوق الخليجية التي تقدر قيمتها حاليا بحوالي 1.3 تريليون جنيه إسترليني. وتشير التقديرات إلى إمكانية ارتفاع قيمتها بـ400 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2020. وبلغ حجم التجارة الثنائية بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة 432 مليون جنيه إسترليني في عام 2015 وحده، أي بزيادة قدرها 35% عن العام السابق.«إن مملكة البحرين ملتزمة بقوة بتوسيع هذه العلاقات التجارية ذات المنفعة المتبادلة، فهي تستضيف بالفعل عدداً كبيراً من الشركات البريطانية، منها 500 علامة تجارية بريطانية، و90 فرعاً لشركات بريطانية، و350 شراكة تجارية بحرينية - بريطانية. وتنشط هذه الشركات في بعض القطاعات الرئيسة في البحرين، بما في ذلك الأعمال المصرفية والمحاسبة والقانون والصناعة.وتعمل مملكة البحرين على تعزيز قدرتها على جلب المستثمرين معتمدة على موقعها الاستراتيجي المتميز كبوابة إلى الأسواق الخليجية سريعة النمو، ومستفيدة من اليد العاملة المؤهلة وبيئة أعمالها الليبرالية التي توفر نظاماً ضريبياً منخفضاً وتضمن أقل تكاليف للأعمال في المنطقة.في عالم ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، توفر هذه العلاقات التجارية التاريخية منصة مثالية لتعميق وتوسيع الروابط التجارية مع المنطقة بأسرها. قد ساعد بلدانا بعضهما البعض دائماً، سواء كان ذلك من خلال اتفاقيات التجارة أو المشاريع الدفاعية المشتركة. وتمثل زيارة صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز للبحرين لحظة متميزة كونها تأتي في خضم احتفال البلدين بمرور قرنين من الاحترام والتعاون بينهما. إن مملكة البحرين ملتزمة بقوة بمواصلة تعزيز هذه العلاقات مع المملكة المتحدة لفترة طويلة في المستقبل».