كشف أمين عام تجمع الوحدة الوطنية عبدالله الحويحي أن عدد الأفراد الموقعين على وثيقة دعم التحول وتحقيق الاتحاد الخليجي بين دول مجلس التعاون بلغ 10 آلاف شخص حتى الآن، مشيراً إلى فتح باب الراغبين في التوقيع على الوثيقة حتى انعقاد القمة الخليجية الشهر المقبل.من جانبها، قالت المبعوث الخاص في الديوان الملكي سميرة رجب، بالجلسة الحوارية الأولى لليوم الثاني لمؤتمر الاتحاد الخليجي أمس التي حملت عنوان «ضرورات الاتحاد الخليجي ومردوده على شعب دول الخليج»، إن أصوات المواطنين الخليجيين والسياسيين والاقتصاديين والمثقفين والجامعيين والإعلاميين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ازدادت في السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد رسالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، بضرورة تطوير مجلس التعاون إلى اتحاد متكامل، وذلك بعد ما شهدته المنطقة ولاتزال من أخطار محدقة تنم عن أطماع خارجية واستهداف مباشر لاستقرار الأنظمة السياسية ولاستدامة حالة الرفاه الاجتماعي التي تميز شعوب دول مجلس التعاون بشكل خاص.وقالت إنه عندما يأتي الحديث عن مسألة ضرورة المرور من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، تختلف وجهات النظر، فيرى البعض بأن مرحلة الاتحاد لم تحن بعد، أو صعبة التحقيق بسبب بعض الاختلافات أو بسبب غياب بعض الشروط الأساسية للوصول لحالة الاتحاد. واستطردت أنه في حين يرى البعض الآخر أن المنطقة الخليجية جسم وهوية واحدة، متماسكة تاريخياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً منذ نشوء هذه المنطقة، وعليه فإن مبادئ وشروط تأسيس الاتحاد متوفرة، وما على دول مجلس التعاون التي يجمعها مستقبلا ومصيراً مشتركاً أن تخطو خطوة إضافية لتحقيق هذا الاتحاد.وبينت أن التجارب المماثلة التي أنشأت من خلالها اتحادات إقليمية، أثبتت أن معظم تلك الاتحادات التي تم تأسيسها عبر العالم، كانت على أسس تقارب اقتصادي أو سياسي فقط، في حين أن دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع بقواسم مشتركة وهوية واحدة، تتجاوز المصالح الاقتصادية، لتشمل الإرث التاريخي والثقافي والعقائدي واللغوي المشترك، والتشابه في العادات والتقاليد، والتجانس في الأنظمة السياسية والاقتصادية والتعليمية والإدارية مما يجعلها تتمتع بالفعل بشخصية وهوية خليجية موحدّة، يمكن أن يبنى على أساسها مشروع الاتحاد الخليجي بل كانت كل هذه القواسم المشتركة تستوجب بقائها موحدة كما كانت عبر التاريخ لولا المؤثرات السياسية والدولية التي عملت على تقسيمها.وتابعت أنه على عكس الاتحاد الأوروبي، كاتحاد إقليمي متعدد اللغات، فإن الخليجيين تجمعهم لغة واحدة هي اللغة العربية، بل حتى اللهجة الخليجية تكاد أن تكون واحدة تميز دول المجلس وتمثل عنصر تكامل واندماج أساسي في عملية التواصل والاتحاد.وبينت أن للإعلام الخليجي دوراً مهماً في ظهور ثقافة خليجية موحدة، تطورت وانتشرت في الوطن العربي والعالم من خلال الإنتاج الفني والموسيقي والصناعات الدرامية والسينمائية التي رسخت اللهجة الخليجية ضمن قائمة اللهجات العربية من المحيط إلى الخليج.وأضافت أن البعض تحدث عن توترات مذهبية في الفترة الأخيرة، كأحد عناصر عدم التناغم العقائدي، ونحن نؤكد جازمين أن هذه التوترات والادعاءات تدخل ضمن لعبة طائفية مقيتة، تهدف إلى تمزيق شعوبنا من الداخل والعمل على تفريقنا على أسس مذهبية بهدف إضعافنا وجعلنا لقمة سائغة للأطماع الخارجية والإقليمية، ممّا يجعل تجاوز هذه المسألة والعمل على توحيد شعوبنا وبلداننا هو الحل الأمثل للوقوف أمام هذه الأطماع والصمود أمام هذه التحديات الجديدة.وأكدت أن تاريخ منطقة الخليج العربي يبقى الشاهد الأصلي على عروبة المنطقة بفضل القبائل والعائلات العربية التي عاشت وتنقلت بين أرجاء الجزيرة العربية وساهمت في تطوير وازدهار ما وصلت إليه المنطقة من تقدم ورقي على جميع المستويات.وتابعت نؤكد أن العروبة هو عنصر محوري للهوية الخليجية، وهو نقطة قوة لا جدل فيها أمام ما يحاك من مشاريع إقليمية خبيثة، تستخدم فيها عروبة شعوب المنطقة للتفرقة والتمزيق لأسباب سياسية وأطماع خارجية أصبحت معروفة لدى الجميع، وبالتالي وجب أن تكون عروبة هويتنا الخليجية عنصر وحدة وأساس استراتيجي لتكون منطقة الخليج عمقاً للأمة العربية. وقالت إن الشعوب الخليجية تحمل معها إرثاً تاريخياً موحداً، إذ عاشت الشعوب الخليجية أحداثاً ووقائع تاريخية مشتركة منذ فترة ما قبل الإسلام، مروراً بفترة الغزوات الخارجية والاستعمار الغربي، ووصولاً إلى فترة بناء الدولة الحديثة والازدهار العلمي والمعرفي في القرن الحادي والعشرين.وأكدت أن تجانس الأنظمة السياسية لدول مجلس التعاون، يعتبر نقطة قوة هامة في دعم الهوية الخليجية من منظور الهوية السياسية فالنظام الملكي المعتمد في دول المجلس يسهّل بصورة كبيرة عملية التعامل السياسي، على عكس الاتحادات الإقليمية الأخرى التي كثيراً ما تجد نفسها أمام عوائق سياسية وقانونية بسبب اختلاف الأنظمة السياسية للبلدان المكونة للاتحاد.وتابعت تكاد تكون أنظمة التعليم في دول مجلس التعاون موحدة، فنادراً ما يواجه المواطن الخليجي مشكلة في التسجيل أو الانتقال من مؤسسة تعليمية خليجية إلى أخرى، وأكبر دليل على ذلك ما تزخر به مؤسسات البحرين الجامعية من طلبة خليجيين، إضافة لوجود منارة علمية جامعية خليجية مشتركة تتمثل في جامعة الخليج العربي التي تستقبل سنويا طلبة من جميع دول مجلس التعاون.وقالت إن بعض الفرضيات تقول إن منطقة الخليج مستهدفة من الخارج، وهي موضع أطماع خارجية ليست جديدة ولكن تجددت في الفترة الأخيرة بحكم التطورات السياسية والرهانات الجيواستراتيجية في المنطقة والعالم.وأشارت إلى أن 60% من احتياطيات النفط العالمي في منطقة الخليج، فضلاً عن 40% من احتياطيات الغاز العالمي.وقالت إن المنطقة تحوي 30% من إنتاج النفط في العالم، وتنتج 12% من الغاز في العالم، فيما تزود الدول الغربية بربع احتياجاتها من الطاقة، وتزود أوروبا وحدها بثلث احتياجاتها من الطاقة، فضلاً عن أنها تمثل الممر البحري الوحيد بين الخليج والمحيط الهندي، وتمكن من مرور 90% من إنتاج النفط في المنطقة.وتساءلت كيف يسمح لمنطقة ثرية، استراتيجية وحيوية بهذا الشكل أن تتحد أو حتى تنسق مواقفها فيما بينها؟ أي كيف يقبل الآخرون أن تصبح هذه المنطقة كتلة قوية ذات قرار سيادي واحد؟وقالت إن هناك تجمع البريكس الذي يضم كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، التي تعمل على بناء منظومة اقتصادية وسياسية قوية لحماية البلدان الصناعية الناشئة، والوقوف أمام ديكتاتورية الاقتصاديات الغربية التقليدية، حالياً، ولا يتم تقديمه بقوة في الإعلام.وتابعت هنا نحن كخليجيين، أمامنا اليوم فرصة ذهبية لرفع شعار الوحدة الخليجية حول هويتنا الخليجية الموحدّة، التي تفتقر لها الاتحادات والتجمعات الإقليمية الأخرى، لتكون المحرك الأساسي في الوقوف أمام التحديات الخارجية والتطورات السياسية والاقتصادية التي تسود المنطقة، والوصول إلى تكتل خليجي يحمي مصالحنا المشتركة ومستقبل أجيالنا القادمة.من جانبه، قال المدير التنفيذي لـ «دراسات» خالد الرويحي إن معظم متخذي القرار في الشرق الأوسط لم يعوا بأن العالم الماضي تغير، وليس هناك عالم يمكن لأي دولة تبقى فيه دون الاعتماد على الأمن.وأشار إلى غياب الحدود التقليدية عن الأزمات، حيث تتداخل المشاكل الإقليمية والمحلية والعالمية مع بعضها البعض، وهو ما نراه في الأزمة السورية، حيث تحولت من مشلكة داخلية، إلى مشاكل كبيرة بين الدول. وأضاف نحن نعيش بعالم ليس له علاقة بالماضي، وثورة المعلومات هامة، والمشكلة التي يعتقدها العرب هي «سوشال ميديا».وأشار إلى أن أهم الأزمات التي قد يمر بها العالم خلال الفترة المقبلة، هي الأزمات المائية، والنزاعات الأهلية،،وفشل التأقلم مع تغير المناخ، فضلاً عن البطالة والتوظيف الأدنى، والحروب الرقمية، والأصول المالية الوهمية، وغيرها مما قد يتسبب ذلك بحروب ومشاكل بين الدول.وأكد أن القوى المؤثرة في الشرق الأوسط هي الولايات المتحدة، وروسيا، وحلف الناتو، والاتحاد الأوروبي، في حين أن القوى الإقليمية هي تركيا، إيران، دول مجلس التعاون. وتابع أن الشرق الأوسط وحتى العام 2003، كانت الدول تعيش بسلام، حتى ولد مشروع الفوضى الخلاقة، وللأسف فإن مئات الآلاف يقتلون وبموافقة الأمم المتحدة بسبب ذلك المشروع.وأشار إلى أن إيران هي الشيطان الأكبر، حيث لها جذور في كل مشاكل الشرق الأوسط.وبين أن هناك 5 ضرورات للاتحاد الخليجي، أولها تحقيق معادلة التوازن للقوى الإقليمية، بسبب تغير المفهوم التقليدي لأمن الخليج منذ غزو العراق، وانتهاء صلاحيات معظم الشراكات العسكرية والأمنية مع الولايات المتحدة، وبعض الدول الكبرى وهناك صعوبة في إيجاد حليف بديل بسبب الأوضاع هناك، فضلاً عن تحقيق إيران لأهدافها التوسعية، واستغلال الدول الكبرى لنفوذها الدولي ضد الخليج.وبيّن أن الضرورة الثانية كانت بسبب خلق الموقع المناسب لدول الخليج ضمن أي اتفاقات إقليمية متوقعة، والأزمات المنتشرة حول منطقة الخليج العربي، والقدرة على مواجهة مشاريع التفكيك يتطلب رأي خليجي موحد، وتوزيع مراكز القوى الإقليمية يتطلب وجود قولة خليجية، مشيراً إلى أن العالم لم يعد كثيراً محتاجاً لنفط الخليج، أما الضرورة الثالثة، فهي إنهاء حالة الاستقطاب الخليجي على المستويين المحلي والإقليمي، مع احترام السياسة الخارجية لكل دول، ونجاح بعض الأطراف الإقليمية في توظيف التباين في سياسات دول الخليج للحيلولة دون الاتفاق على إيجاد صوت خليجي موحد، أما الضرورة الرابعة، فهي الحفاظ على الموارد الخليجية والاستغلال المستقبلي الأمثل لها، ونحن نمر بأزمة نفط حالياً، فضلاً عن الحرب الباردة والتي رأينا مؤشراتها في سوريا، من خلال مغازلة روسيا لدول المنطقة.وأكد أن حجم الإنفاق العالمي على التسلح اضمحل، حيث كانت أمريكا تنفق أكثر من مجموع سبع دول التي تليها، ولكن في العام 2011 حدث تدهور في الاقتصاد الأمريكي، وقدرة أمريكا على مواجهة العالم قلت، وهو مؤشر جداً مهم لمنطقتنا.وأشار إلى وجود تحول في القوة من جديد، حيث إن الصين تمتلك المعرفة الرقمية، والغرب يقبل بهذا التحول.واستطرد في حال توحدت دول الخليج ستكون سادس أقوى اقتصاد عالمي.من جانبه، أكد د.محمد إدريس أنه ينحاز للاتحاد الخليجي كونه أصبح ضرورة أمنية واستراتيجية عربية قبل أن يكون خليجية، حيث إن الأمة في أمس الحاجة إلى كتلة أمنية استراتيجية خليجية تكون بداية لتأسيس كتلة عربية جديدة بعد سنوات من الانحدار. وأشار إلى أن الأسباب مهما كانت لم تعد مبرراً للتفرق، في حين أن هناك أخطاراً لا يجب أن تواجهها دولة واحدة فقط. وتساءل إذا اعتدنا أن نعتمد في أمننا على قوى خارجية دولية أو إقليمية، فهل أي من هؤلاء لديه استعداد أن يضحي من أجل الخليج أو لديه القدرة على الدفاع عن الخليج. وقال إن الأمن لا يشترى، مشيراً إلى أن النظام العالمي الحالي بات لا يسمح للدول الصغيرة أن تبقى. وأكد أن مصادر التهديد أصبحت إقليمية وليست خارجية فقط، في ظل مسلسل التقسيم والصراع العرقي والطائفي والدول تفتت والهويات الوطنية تتداعى أمام الهوية الطائفية والبحرين تعاني من هذا الأمر. وتابع أنه في الحقيقة ليس لنا أي حليف دولي أو إقليمي يدافع عنا، ولذا أصبح الاتحاد ضرورة استراتيجية له دوافعه.