عواصم - (وكالات): قالت صحيفة «الإيكونوميست» البريطانية إن «فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة أمريكا يهدد دور الأخيرة حول العالم»، مشيرة إلى أن «فوزه تهديد للثوابت القديمة عن أمريكا ودورها كقوة بارزة في العالم»، موضحة أن «الشعور بتداعي تلك الثوابت القديمة هز حلفاء أمريكا»، فيما تراجع الرئيس المنتخب عن تعهده ببناء جدار على الحدود المكسيكية الأمريكية قائلاً إنه قد يتم بدلاً من ذلك «إقامة أسيجة» في بعض المناطق وأضاف إنه سيتحرك لترحيل ما يصل إلى 3 ملايين مهاجر موجودين بشكل غير قانوني بالولايات المتحدة ولهم سجلات إجرامية. وتناولت الصحيفة ما وصفته بـ «عصر ترامب»، لافتة إلى أن «الخوف من أن العولمة قد انهارت أصاب الأسواق بخسائر، ومع أن البريطانيين في حقبة ما بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي يعرفون هذا الشعور جيداً فإن الاستفتاء في بريطانيا ستحجبه عواقب الانتخابات الأمريكية، وفوز ترامب هدم الإجماع في الرأي، والسؤال الآن: ماذا سيحل مكانه؟».وشككت المجلة في أن سياسات ترامب ومزاجه ومطالب المنصب السياسي يمكن أن تجعل منه رئيساً جيداً، وقالت إن السياسات الشعبوية التي يتبعها ستنهار في النهاية بسبب تناقضاتها، وضربت مثلاً بتعهده بإلغاء خطة أوباما للرعاية الصحية بأن هذا الأمر يهدد بحرمان أكثر من عشرين مليون أمريكي من التأمين الصحي. وأضافت أنه حتى إذا لم يقم بترحيل المهاجرين غير الشرعيين فسيرسخ سياسة العرق الانقسامية.وتذكر المجلة سبباً آخر للقلق منه وهو مزاجه لأنه خلال حملته كان نرجسياً وشديد الحساسية للنقد وغير منضبط، وهذا يتنافى مع مهمة الرجل الأكثر نفوذاً في العالم، وهو ما يستلزم باستمرار التعرض للمهانات اليومية في الداخل والخارج.والسبب الثالث هو متطلبات المنصب، فالمشاكل العويصة هي التي ترفع إلى الرئيس لإيجاد حل لها، لكن أسلوب ترامب لم يظهر أي دليل على أنه متمكن من التفاصيل أو التركيز المستمر الذي تحتاجه متطلبات مكتب صنع القرار.وأشارت المجلة إلى أن عبقرية الدستور الأمريكي تكمن في الحد من الضرر الذي يمكن أن يسببه أحد الرؤساء، وأنه إذ ثبت فشله فسيأتي بعد 4 سنوات من هو أفضل منه، كما أن خطر الغضب الشعبي هو أن خيبة الأمل في ترامب ستزيد من الاستياء الذي أتى به في هذا المنصب في المقام الأول، وإذا كان الأمر كذلك فإن فشله سيمهد الطريق لشخص أكثر إصراراً على كسر النظام. وفي تطور آخر، تراجع ترامب عن تعهده ببناء جدار على الحدود المكسيكية الأمريكية قائلاً إنه قد يتم بدلاً من ذلك «إقامة أسيجة» في بعض المناطق وأضاف إنه سيتحرك لترحيل ما يصل إلى 3 ملايين مهاجر موجودين بشكل غير قانوني بالولايات المتحدة ولهم سجلات إجرامية. وقال ترامب إنه «بالنسبة لمناطق معينة» سيقبل تطويقها بسياج بدلاً من إقامة جدار بالطوب. وكان ترامب قد جعل تعهده بإجبار المكسيك على تمويل إنشاء جدار أحد محاور حملته الانتخابية. وقال ترامب «ولكن مناطق معينة سيكون إقامة جدار أمر ملائم بشكل أكبر. إنني واضح في هذا فهو يسمى بناء قد يكون هناك بعض التطويق بالسياج». وذكر ترامب أيضاً أنه فور توليه الرئاسة سيقوم بترحيل المهاجرين الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني ولهم سجلات إجرامية. وخلال الحملة قال ترامب إنه سيرحل 11 مليون مهاجر موجودين في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي معظمهم من أصول لاتينية. وقال ترامب في دعوته لبناء جدار حدودي إن المكسيك ترسل مجرمين ومغتصبين إلى الولايات المتحدة.من جانبه، قال كبير موظفي البيت الأبيض المعين راينس بريبوس إن ترامب مستعد لقيادة الولايات المتحدة، كما أن الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون مستعد للعمل معه. وخلال أول مئة يوم له في الرئاسة يريد ترامب أن يعالج قضايا من بينها مكافحة الهجرة غير الشرعية والتخفيضات الضريبية «وفهم» السياسة الخارجية الأمريكية ومكانة أمريكا في العالم وتعديل قانون الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرعاية الصحية «أوباماكير»، بحسب ما صرح بريبوس لشبكة «أيه بي سي». من جهة أخرى، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ للرئيس الأمريكي المنتخب أن التعاون هو «الخيار الصحيح الوحيد» للعلاقات بين البلدين، بحسب وسائل إعلام رسمية صينية.وقد تحدث الرئيسان هاتفياً، في وقت حذرت فيه الجريدة الرسمية الصينية من أن الولايات المتحدة قد تواجه إجراءات انتقامية، إذا فرضت الضرائب التي اقترحها ترامب على البضائع الصينية.وقد استهدف ترامب بشكل متكرر الصين خلال حملته الانتخابية، متعهداً بفرض تعريفات جمركية بنسبة 45 % على كل صادرات الصين إلى الولايات المتحدة.كما تعهد ترامب بأن يصنف الصين على أنها دولة تتلاعب بقيمة عملتها في اليوم الأول لمباشرته مهام رئاسته. من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم ترنبول إنه سيتم إعادة توطين 1200 من اللاجئين الموجودين في بابوا غينيا الجديدة وجزيرة ناورو في المحيط الهادئ بعد تولي ترامب السلطة. وسيكون التزام ترامب بالاتفاق الذي توصلت له أستراليا مع إدارة أوباما مطلع الشهر الحالي اختباراً مبكراً لموقف ترامب المناهض للهجرة. كان ترامب قد تعهد أثناء حملته الانتخابية بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة ثم غير موقفه إلى اقتراح منع دخول الأشخاص القادمين من بلاد «يجتاحها الإرهاب».