أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أن اعتزازنا بتسامح المجتمع البحريني نشاهده في أهلها ونشاهده في تجاور المساجد مع المآتم والكنائس، وفي تجاور المعبد الهندوسي مع الكنيس اليهودي، وهو مشهد فريد ظل قائماً قروناً طويلة ليظل عنواناً للتسامح نعتز به.وشدد جلالته، في رسالة سامية لجميع المواطنين والمقيمين في البحرين، وجهها جلالته بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، على أنه منذ أن حملنا أمانة الحُكم، أخذنا على عاتقنا مسؤولية أورثها لنا أجدادنا من حكام آل خليفة الكرام، وهي مسؤولية الحفاظ على تنوع مجتمع البحرين المنفتح، وتعزيز قيم قبول الآخر، واحترام التعدد والاختلاف، حتى باتت هذه القيم مكفولة في دستورنا وقوانيننا الوطنية. ونصت الرسالة:»بِسْم الله الرحمن الرحيم، المواطنون والمقيمون الكرام..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..يحتفل العالم باليوم العالمي للتسامح، وهي مناسبة تذكرنا بقيمنا البحرينية الأصيلة، وهي قيم توارثناها أباً عن جد منذ قرون طويلة، قيم تعلمنا فيها الإخاء والتعايش، قيم تذكرنا بماضينا المجيد وحاضرنا الزاهر ومستقبلنا المشرق. التسامح الذي يحتفل به العالم، وتحتفي به البحرين جزء أصيل من ثقافة أهل البحرين الذين كانوا ومازالوا مثالاً حيّاً لمثل هذه القيم النبيلة التي لم تكن يوماً بعيدة عن هُوية هذا الشعب الأصيل بمختلف مكوناته الفريدة. من يجول في البحرين ويشاهد مكتسباتها الحضارية سيدرك حتماً أنها لم تُبنَ إلا بقيم أصيلة صارت سمة من سماتها المميزة. قامت بلادنا العزيزة على التسامح والانفتاح والمحبة والتعايش، وهو ما جعلها واحة للسلام بين جميع الأديان والمذاهب والأعراق نفتخر بها جيلاً بعد آخر.ما نشاهده اليوم من تجاور بين المواطنين والمقيمين باختلاف أصولهم في سكنهم وعملهم ومعيشتهم يعكس تسامح البحرين وأهلها، وتمسكهم بقيمهم الأصيلة، وهو ما نشدد عليه ونؤكد عليه دوماً باعتباره من ثوابت المجتمع التي لا ينبغي أن نحيد عنها أبداً.اعتزازنا بتسامح المجتمع البحريني نشاهده في أهلها، ونشاهده في تجاور المساجد مع المآتم والكنائس، وفي تجاور المعبد الهندوسي مع الكنيس اليهودي، وهو مشهد فريد ظل قائماً قروناً طويلة ليظل عنواناً للتسامح نعتز به. منذ أن حملنا أمانة الحُكم، أخذنا على عاتقنا مسؤولية أورثها لنا أجدادنا من حكام آل خليفة الكرام، وهي مسؤولية الحفاظ على تنوع مجتمع البحرين المنفتح، وتعزيز قيم قبول الآخر، واحترام التعدد والاختلاف، حتى باتت هذه القيم مكفولة في دستورنا وقوانيننا الوطنية.وإننا إذ نعقد العزم على اتخاذ كل التدابير الإيجابية اللازمة لتعزيز التسامح في مجتمعاتنا لقناعتنا التامة بأن التسامح ليس مبدأ يعتز به فحسب، فهو نابع من تقاليدنا ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف والترابط المجتمعي الذي عرف به شعب البحرين عبر التاريخ، ولكنه أيضاً ينطلق من الإيمان بأنه ضرورة للسلام وللتقدم الاقتصادي والاجتماعي لكل الشعوب في العالم . إن الاحتفاء بالتسامح يعني لنا النموذج البحريني فيما عُرف به شعب البحرين من الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا .ليس مقبولاً لدينا أو لدى شعب البحرين المساس بالثوابت الدينية أو المذهبية أو الطائفية، ومن يتجاوز ذلك فليس فيه من قيمنا الأصيلة التي نعرفها، لأننا ندرك أن في تعددنا وتنوعنا قوة ومنعة.حفظ الله البحرين وشعبها، وحفظ قيمها وهُويتها، وأدام على شعبها التسامح والمحبة والسلام.حمد بن عيسى آل خليفةملك مملكة البحرين
الملك في رسالة باليوم العالمي للتسامح: نعتز بتجاور المساجد مع المآتم والكنائس.. والمعبد الهندوسي مع الكنيس اليهودي
16 نوفمبر 2016