ندد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بقيام المليشيات الانقلابية في اليمن باستهداف مكة المكرمة، مشدداً على أن استهداف البيت الحرام عمل إرهابي دنيء واعتداء استفزازي شنيع على حرمات المسلمين ومقدساتهم، واصفًا إياه بأنه انتهاك للحدود الشرعية وانسلاخ من القيم الإسلامية والإنسانية، ويكشف تجرد فاعليه ومن يقف خلفهم ويدعمهم من كل القيم والمثل والأخلاق.وأعرب عن تقديره لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة على يقظتها وبسالتها في إحباط هذا الاعتداء الآثم، والذود عن قبلة المسلمين ومهوى قلوبهم، معرباً عن تضامنه التام مع بلاد الحرمين الشريفين وقيادتها الحكيمة في كل ما تتخذه من إجراءات وتدابير لحفظ أمنها وصون مقدساتها.وثمن المبادرات الرائدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في مجال نشر وتكريس ثقافة السلام بين الطوائف والأديان، وتعزيز روح الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والتعصب بين الشعوب، والتشجيع على شيوع أسس التعايش الآمن والسلمي بين الأديان والطوائف والإثنيات المختلفة.وفي جلسته الاعتيادية أمس، برئاسة رئيس المجلس سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وبحضور نائب الرئيس الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، أكد المجلس أن مملكة البحرين في ظل هذه الرؤية الملكية الثاقبة والروح الخيرة والطيبة استطاعت المضي قدماً في تعزيز دورها الريادي وتجربتها الحيوية في تحقيق التعايش والوئام، مما جعلها نموذجاً يُحتذى في المنطقة والعالم.وأشار المجلس إلى أن تأسيس كرسي باسم عاهل البلاد المفدى في جامعة «لا سبينزا روما» لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان هو مبادرة رائدة لتعميم هذه الروح الطيبة والقيم النبيلة والثقافة الرصينة في سبيل تحقيق السلام الاجتماعي والتقريب بين الأديان والمذاهب. ورفع المجلس تهانيه وتبريكاته إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمناسبة منح سموه وسام الاستحقاق ذا النجمة الذهبية الكبرى من الطبقة الأولى من قبل عائلة هاسبورغ الملكية ومجلس مدينة هولابيرن بالنمسا، مؤكداً أن هذا التكريم الدولي المستحق يأتي تقديراً لجهود سموه في حماية المجتمعات ودعم وتعزيز الأنشطة الخيرية والإنسانية، وجهود سموه في ترسيخ السلام والقيم النبيلة لتحقيق رفاه الآخرين.وأكد أن الزج بالمقدسات العظيمة ومواطن الأمن والسلام في مشروعات الفتنة والدمار هو عمل فظيع وآثم وخطير، داعياً إلى تضافر الجهود لقطع الطريق على المساعي الإرهابية والشريرة لتمزيق وحدة الأمة وتشتيت كلمتها.وأدان «الأعلى للشؤون الإسلامية» الاعتداءات الإرهابية المتكررة التي يشنها الإرهابيون ضد السفن في مضيق باب المندب، مؤكداً أن استهداف الأبرياء وقطع الطرق البرية أو البحرية وتهديد أمن الدول والناس هو من الأفعال الشنيعة والمنكرة التي ينبغي وقفها والتصدي لها بقوة.وانتقل المجلس لبحث الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واستهلها بالاطلاع على مسودة اتفاقية تفاهم بين المجلس ومجلس شورى المفتين لروسيا والإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا الاتحادية، وأبدى المجلس ترحيبه بتعزيز العلاقات مع الجهات والمنظمات الإسلامية، مؤكداً أهمية تنمية العلاقات بين المؤسسات الدينية لخدمة الإسلام والمسلمين.ووقف المجلس على آخر المستجدات بشأن تنفيذ بعض مشروعات إعمار الجوامع حسب خطته التي أقرها سابقاً، مؤكداً مضيه في إعمار الجوامع في البلاد بالتعاون والتنسيق مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف وإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية؛ تعظيماً لبيوت الله تعالى، وخدمةً للمصلين والذاكرين، وتعزيزاً لدورها الحيوي في مجتمع البحرين المسلم.واستمع المجلس إلى تقرير اللجنة المختصة بشأن بعض الموضوعات الشرعية، وقرر الموافقة على تقرير اللجنة وإحالته على الجهات المعنية. كما استعرض طلباً جديداً من مجلس النواب يطلب فيه رأي المجلس حول توصيات لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس النواب بشأن مشروع قانون بتنظيم تسجيل المواليد والوفيات، وقرر المجلس إحالته على اللجنة المختصة بإبداء الرأي لدراسته ورفع تقرير بشأنه إلى المجلس. واختتم المجلس اجتماعه باستعراض الرسائل الواردة، واتخذ بشأنها القرارات اللازمة.
«الأعلى للشؤون الإسلامية» يندد باستهداف الانقلابيين لقبلة المسلمين
16 نوفمبر 2016