حذيفة إبراهيمناقشت الجلسة الأولى من جلسات المنتدى الخليجي للإعلام السياسي بنسخته الرابعة مفهومي «العولمة» و»الإرث الحضاري»، فيما تم التركيز على إشكالية تكريس العولمة لبعض القيم السلبية، حيث دعا المشاركون إلى تشكيل قوة ترتبط بدول التعاون، منطلقة من مكونات العروبة والإسلام للمدافعة عن المجلس.وناقشت الجلسة قضية «الهوية» التي تشكل عنصراً هاماً في التصدي للتدخلات الخارجية في الشأن المحلي، وما تبعها من بعض التأثيرات السلبية الناجمة عن الوجه الآخر للعولمة، من خلال الحفاظ على الهوية الخليجية، والحرص على التنوع والتعددية اللذين يعززان من التعايش السلمي داخل المجتمعات.وقال وزير الإعلام الأسبق د. محمد عبدالغفار، إن الإرث التاريخي يشكل المكون الأساسي للهوية الخليجية والهويات الأخرى، مشيراً إلى أن المنطقة تعاني من أزمات عميقة تؤكد على ضرورة معادلة الهوية بطريقة متوازنة.وأشار إلى أنه في الفكر الغربي، تبين لهم أن الهوية لا تتشكل إلا بوجود الآخر، مبيناً في الوقت نفسه أن العولمة بدأت مع بدايات دخول أوربا للرأسمالية.وأوضح عبدالغفار أن دول مجلس التعاون الخليجي تدرس في جامعاتها مفهوم الهيمنة الليبرالية وهو أمر موجود، حيث هناك القوة والتحالف العسكري، فضلاً عن اضغط الغربي للتحول الديموقراطية في منظورهم.وقال إن على دول مجلس التعاون وضع مفهوم استراتيجي للأمن خاص بها، كما فعل تحالف «الناتو» مشيراً إلى ضرورة زيادة التعاون فيما بين دول الخليج، لتكون قوة واحدة وتتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على أساس أنها قوة واحدة.وتابع «يجب أن نحث دول مجلس التعاون ليعملوا على مفهوم الهوية بطريقة صحيحة وعلمية»، داعياً إلى تشكيل قوة ترتبط بدول مجلس التعاون، منطلقة من مكونات العروبة والإسلام، للمدافعة عن المجلس.وأكد عبدالغفار أن على وسائل الإعلام دوراً كبيراً في تعزيز مفهوم الوطنية والهوية الخليجية، مشيراً إلى أن بعض وسائل الإعلام تدعو للعنصرية وهو وأمر مرفوض، بل عليه بناء الهوية الخليجية الإيجابية والمنفتحة.فيما قال رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية خالد المالك، إن دول الخليج لديها شعور كبير جداً بوجود مؤامرة كبيرة لابتلاع المنطقة، من خلال عدة طرق من بينها هويتها. وأضاف أن تجربة التغيير التي مرت بها دول الخليج، لم تفكر بأنه سيتم المس بالهوية الوطنية، مشيراً إلى ضرورة إجراء دراسات محلية حول الهوية والوحدة الخليجية، ويتم قراءتها بالشكل الصحيح، بما يصب في مصلحة دول الخليج.وأشار المالك إلى أن دول الخليج هي الأضعف ضمن الدول المتحالفة، إلا أن وجود التكتل الصحيح والفاعل يعزز مواجهة ضيف العولمة وتغيير الهوية الذي يطرق الأبواب حالياً، فضلاً عن مواجهة الدول القوية بكافة الأشكال.وشدد على أن الاستثمار الخليجي العالمي يضع دول الخليج بعيداً عن أي ميدان لاستهداف هوية دول الخليج من خلال العولمة، مؤكداً وجود استراتيجيات كبيرة لتعزيز الهوية الوطنية إلا أن الطريق طويل، مشيراً إلى وجود إرث وعقيدة إسلامية يجب التمسك بها وعدم قبول المساس بها لتعزيز تلك الهوية.مدير عام مؤسسة «وطني الإمارات» ضرار بالهول، قال إن دول الخليج تعاني من العولمة والتغيير والتغريب، مشيراً إلى أن الإمارات العربية المتحدة، أدركت خطر ما يجري، ولم تقف مكتوفة الأيدي. ولفت إلى أنه ومنذ بداية «وطني الإمارات» العام 2005، سعت لتعزيز الهوية الوطنية ومن ثم انتقلت لموضوع التعايش والتسامح، كما راحت تقيس مدى السلمية في مجتمع الإمارات مقارنة ببعض الدول.وبيّن بالهول أن الإمارات الثانية في التعايش، وهي معترضة على هذه النتيجة، كون الدولة الأولى ليس بها إلا قومية وعرقية واحدة، ولا يجوز مقارنتها بالإمارات العربية المتحدة.وشدد على أن الإمارات أدركت الخطر، واتخذت إجراءات من بينها وزيرة دولة للسعادة، حيث إن كان المواطن سعيد في منزله ومكان عمله، لن يتأثر بالأفكار الدخيلة، وستتعزز لديه الوطنية.
في الجلسة الأولى لمنتدى الإعلام الخليجي: الهوية تصد التدخلات الخارجية
17 نوفمبر 2016