عواصم - (وكالات): قتل عدد من المدنيين في حلب وأصيب آخرون بحالات اختناق بسبب قصف النظام السوري والقوات الروسية أحياء المدينة ببراميل تحوي غاز الكلور، في وقت أعلنت روسيا أن طائراتها الإستراتيجية قصفت بالصواريخ المجنحة مواقع بسوريا. وأجبرت كثافة القصف الجوي والمدفعي على شرق حلب السكان المحاصرين على ملازمة منازلهم، وحالت دون وصول سيارات الإسعاف إلى الضحايا بعد ليلة تخللتها اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة.وقالت مصادر إن عدة حالات اختناق وصلت إلى المستشفى الميداني جراء إلقاء مروحيات النظام السوري براميل متفجرة تحوي غاز الكلور على حي هنانو والأرض الحمرة في مدينة حلب المحاصرة.وأضافت المصادر أن الطيران استهدف المستشفى ذاته بقنابل مظلية أدت إلى خروجه عن العمل جراء الدمار الذي لحق به، كما استهدف القصف بالبراميل المتفجرة والمدافع مختلف الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب. وقالت شبكة سوريا مباشر إن 7 قتلى من عائلة واحدة أغلبهم أطفال سقطوا في غارات جوية على بلدة عرادة بريف حلب الغربي، بعد استهداف منزلهم بالصواريخ، مما أدى إلى تدميره بشكل كامل. من جهته قال مركز حلب الإعلامي إن قتلى وجرحى سقطوا في غارات جوية على بلدتي قبتان الجبل وكفرجوم في ريف حلب الغربي، تزامناً مع غارات مماثلة على بعض أحياء حلب المحاصرة، واشتباكات على جبهة الشيخ سعيد بالمدينة. في هذه الأثناء، قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات إستراتيجية روسية قصفت بصواريخ مجنحة من منطقة في البحر الأبيض المتوسط مواقع لتنظيم الدولة «داعش» وجبهة فتح الشام «جبهة النصرة سابقاً» في سوريا. يذكر أن طيران النظام السوري والطيران الروسي يشنان منذ أيام غارات مكثفة على أحياء مدينة حلب وبلدات ريف المحافظة خلفت عشرات الضحايا، بعد رفض المعارضة المسلحة الخروج من أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها. ويأتي التصعيد العسكري في سوريا بعد اسبوع من انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والذي حدد أولوياته بقتال تنظيم الدولة وليس إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. ويرى محللون أن دمشق وحلفاءها يعملون على كسب الوقت قبل تسلم ترامب لمهامه. من جهة ثانية، أعلن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو أن المنظمة المكلفة بتدمير الأسلحة الكيميائية في أنحاء العالم تنظر حالياً في «أكثر من 20» اتهاماً باستخدام أسلحة مماثلة في سوريا منذ أغسطس الماضي. وكان مجلس الأمن الدولي مدد لمدة عام ينتهي في نوفمبر 2017، تفويض فريق المحققين الدوليين المكلفين بتحديد المسؤولين عن هجمات بالأسلحة الكيميائية وقعت في سوريا. وكان المحققون الدوليون خلصوا إلى اتهام النظام السوري باستخدام مروحيات لشن هجمات كيميائية على 3 مناطق شمال سوريا في العامين 2014 و2015. كما اتهموا «داعش» باستخدام غاز الخردل شمال سوريا في أغسطس 2015. وفي هذا السياق، قال أوزومجو إن التنظيم «قد يكون صنع بنفسه» غاز الخردل المستخدم في العراق وسوريا. في شأن متصل، قال يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة إن محققي المنظمة الدولية الذين يحققون في هجوم دام على قافلة للمنظمة قرب حلب في سبتمبر الماضي موجودون في المنطقة لجمع الأدلة وإنهم قد يحيلون الأمر لمجلس الأمن إن هم تمكنوا من تحديد منفذ «جريمة الحرب» هذه. وعبرت الولايات المتحدة عن اعتقادها بأن مقاتلتين روسيتين نفذتا الغارة على مقربة من المدينة مما أدى إلى مقتل 20 شخصاً وتدمير مخزن و18 شاحنة فضلاً عن انهيار هدنة استمرت أسبوعاً وهو ما نفته موسكو. إنسانياً، قال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن إمدادات الإغاثة نفدت لنحو 250 ألف مدني في الشطر الشرقي المحاصر من حلب ولا أحد من الأطراف المتحاربة وافق على مرور آمن لقافلة إغاثة.من جهة أخرى، تتركز المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة «داعش» على مرتفع إستراتيجي على بعد 25 كيلومتراً شمال مدينة الرقة السورية، بعد أسبوعين من بدء حملة لطرد المتطرفين من أبرز معاقلهم. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية في 5 نوفمبر الحالي حملة «غضب الفرات» لطرد المتطرفين من الرقة بدعم من التحالف الدولي، وتمكنت من السيطرة على عشرات القرى والمزارع.