أكد تقرير حديث أصدرته شركة نفط الهلال الإماراتية أن انخفاض تكاليف خطوط الإمدادات النفطية يمنح المواقع الجغرافية لدول الممر أدواراً استثنائية، في وقت تعتبر أنابيب النفط الإمدادية إحدى أهم المحركات الرئيسة لنقل مشتقات النفط، وتسهيل وصولها بدقة وانتظام بين البلدان ومناطقها المختلفة.وقالت «نفط الهلال»، إن أسواق الطاقة العالمية تشهد تطورات ملحوظة في عملية إنتاج النفط واستيراده، حيث لعبت أنابيب الإمداد دور هام بتحسين مستويات الإنتاج وانخفاض الأسعار خاصة في الدول الأوروبية، إضافة إلى أنها أثرت على الأسعار المتداولة لمشتقات النفط وزادت من حركة اضطرابها في الأسواق.وبين التقرير أن المنتجين للطاقة باتوا يبحثون عن أسواق جديدة لتأمين التدفقات والممرات لمشتقات النفط إلى دول الاستهلاك، ما أدى إلى زيادة التنافسية بين المنتجين، حيث يتوقع أن ترتفع الحصص السوقية للدول التي تمر منها الأنابيب النفطية، وأن تحتل مواقع مميزة على الخارطة العالمية للإنتاج والتصدير. وأوضحت «الهلال» أن الغاز أصبح من مصادر الطاقة الرئيسة للكثير من الاستخدامات حول العالم، نتيجة لتراجع احتياطي النفط عالمياً، والتوسع الحاصل على الاستخدام الآمن له ونتائجه الإيجابية على المناخ الطبيعي التي حدت من تلوثه، الأمر الذي أدى إلى تحسن خطط السيطرة على مناطق احتياطي الغاز. وأشار التقرير إلى أن السياسات الدولية والصراعات التي تواجهها الدول تعتبر من الأساسيات في عملية تسارع الخطط وإبرام الاتفاقيات بين الدول المصدرة للنفط ومشتقاته إلى دول الاستهلاك، بينما شكلت الأراضي التركية همزة الوصل لربط أهداف جميع الأطراف المشتركة في عملية الاستيراد والتصدير للنفط، كونها تستحوذ على جزء كبير من سوق الاستهلاك الأوروبي للغاز الروسي، وتمنع أي منافسة قد تكون بادية مع الدول المنتجة للغاز في الشرق الأوسط.ولفتت «الهلال» إلى دول العبور تقوم بدور محوري مهم في عملية إمداد الدول المستوردة لمشتقات النفط، بغض النظر عن مدى قبول أو رفض الدول المستوردة لهذا الدور، حيث إن للموقع الجغرافي دور كبير في رفع كفاءة الإمدادات وتأمين الأسواق في الوقت والكثافة المناسبة وبشكل خاص في ظل الظروف غير المستقرة التي تعاني منها أسواق الطاقة العالمية.وأكدت أن المؤشرات الحالية تظهر قابلية بعض الدول إلى الاتجاه نحو الاستغناء عن الدول المضيفة لخطوط الأنابيب لما لها من تأثيرات سلبية على عملية الاستيراد والتصدير، وأعباء مالية وتكاليف تشغيلية على جدول الإنتاج والبيع في ظل تدني الأسعار السائدة. ويرى التقرير أن الدول المضيفة لخطوط الأنابيب تتمتع بقوة ضغط وخيارات متعددة بفضل موقعها الجغرافي تؤهلها لفرض شروطها على المشهد بأكمله، ضاربة مثالاً على ذلك، بأن الأراضي التركية تحتضن خط سير تركي لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا، وخط نقل الغاز العابر للأناضول، الذي ينقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا.وأشار إلى أن الأبواب ستبقى مفتوحة أمام البلدان المنتجة والمصدرة لمشتقات النفط لمد المزيد من الخطوط وعقد المزيد من الاتفاقيات الجديدة لتحسين مستويات الإنتاج والأسعار.وقالت «الهلال» إن من أهم العوامل والمتطلبات الأساسية لتبقى دول الممر تتمتع بقوتها ونفوذها، الاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني، إضافة إلى المحافظة على الدور المحوري لوجودها في الأسواق، ومواكبة التطورات الحاصلة في الأسواق العالمية للنفط والأسعار المتداولة، ما من شأنه تعزيز أدوارها وبقاءها قيد الطلب من خلال استخدامها أدوات ووسائل ذات تكاليف منخفضة لنقل المشتقات من الدول المنتجة والمصدرة إلى أسواق الاستهلاك.