الدعوة التي صدرت عن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وضع فيها يده على الجرح الذي لن يندمل إلا بتحقيق المطلب الشعبي والرسمي ألا وهو الاتحاد الخليجي، لتعزيز أفق التعاون في مختلف مجالات الحياة والذي يصب بالضرورة في مصلحة مواطني دول مجلس التعاون.إن الرؤية الثاقبة والإصرار من لدن صاحب السمو الملكي دليل على اهتمامه اللا محدود واقتناعه بضرورة تحقيق الاتحاد، كيف لا وهو الذي عاش تأسيس ليس فقط مجلس التعاون بل ودول مجلس التعاون من الكويت إلى عمان، وحرص -سموه- على تطويرها وتعميقها والعمل على الدفع بها إلى أفق أرحب وأبعد.إن التحديات الإقليمية التي تعيشها المنطقة، خاصة ما يحدث في دول الجوار، لهي دليل على ضرورة العمل على تحقيق أعلى درجات التنسيق والتعاون، وخصوصاً في المجال الأمني والعسكري، للحفاظ على أوطاننا من محاولات بعض دول الجوار والمنظمات الإرهابية لزعزعة أمن واستقرار دولنا، والتي حرص سموه على تأكيدها. وإن ما حصل في العراق وسوريا، ووقوفنا صفاً واحداً خلف الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، واختلاط دماء جنود دول مجلس التعاون في خندق واحد دفاعاً عن مكتسباتنا وكرامتنا وأمننا، يعد دليلاً على ما يربط بيننا من أوثق عرى التعاون. نتمنى أن تنال رؤية سموه -حفظه الله- كل الاهتمام والمتابعة ممن يعنيهم الأمر وأن تتحقق في أسرع وقت ممكن، وما ذلك ببعيد، حيث ستعقد قمة دول مجلس التعاون في مملكتنا الغالية في ديسمبر القادم، وكلنا أمل أن نسمع أخباراً سارة تطرب آذاننا وتشرح صدورنا بإعلان اتحاد خليجي قائم على القناعة من قبل القادة وعلى ضرورة إزالة المعوقات التي تقف أمام تحقق هذا الهدف الشعبي. إننا يا صاحب السمو نشاطرك الأماني بأن يتحقق بعون الله وتوفيقه الاتحاد الخليجي المرتقب، وأن تعلو راية العز والاتحاد والنصر السؤدد في خليجنا المعطاء، وأن ينصر حكامنا ويوحد كلمتهم لما فيه خير شعوبهم، قال تعالى في كتابة العزيز «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». حنان بنت سيف بن عربي