عواصم - (وكالات): ينتشر مقاتلون من قوات الحشد الشعبي على الخطوط الأمامية للجبهة على بعد 4 كيلومترات من بلدة تلعفر الاستراتيجية التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة «داعش»، في وقت يسمع صوت إطلاق رصاص القناصة وتساقط قذائف هاون على مقربة من المكان. واستعاد مقاتلو الحشد الشعبي قبل أيام قاعدة تلعفر الجوية ويواصلون تقدمهم في اتجاه البلدة الواقعة على بعد 55 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة الموصل. ومع نزول مجموعة من القوات قرب الموصل في المعركة الأهم لهزيمة «داعش»، بدأ الاهتمام يتحول إلى سيناريو ما بعد الحرب في المدينة التي تعتبر من أكبر مدن العراق والأهم استراتيجياً. وتبدو هنالك العديد من المصالح المتنافسة في معركة الموصل، المدينة التي أعلن فيها أبوبكر البغدادي نفسه «خليفة» في يونيو 2014. تحالفات أصحاب المصالح تبدو مؤقتة وتحرير السكان ليس من أهم أولوياتهم، ويتبين أن هذه معركة ليست لأجل مستقبل العراق بل ربما الشرق الأوسط الكبير. والحكومة التي يهيمن عليها الشيعة بحاجة لاستعادة الموصل لإعادة تأهيل نفسها على بسط السلطة، وهذا بحاجة لتغيير العقليات التي كانت سائدة قبيل سيطرة «داعش»، لكن تبدو هناك مؤشرات على تصلب المواقف في خضم لهيب الحرب. وتتحرك ميليشيات الحشد الشعبي صوب الموصل رافعة أعلام «كتائب حزب الله» و»عصائب أهل الحق» و»منظمة بدر»، التي تعتبر من أكبر الميليشيات الشيعية، كما يعتبر العديد منها من المقربين إلى المرجعية بالعراق - القيادة الدينية الشيعية. وأقيمت نقاط تفتيش ورفعت عليها صور الخميني، المرشد الذي قاد الثورة الإيرانية، في تصرف من شأنه أن يعكس الطبيعة الإيديولوجية لمشاركتهم. وفي الخطوط الأمامية يلوح أبوعزرائيل مجرم الحرب الطائفي الذي لا يقل وحشية عن جلادي تنظيم «داعش»، حيث يقوم بشواء ضحاياه وتقطيعهم كالكباب. فقد ظهر مؤخراً في صورة بجانب أبومهدي المهندس، وهو قيادي ميداني بالحشد الشعبي صنفته وزارة الخزانة الأمريكية كإرهابي عام 2009، وهو نائب قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والذي يعتبر الشخصية الأقوى بالعراق الآن، فقد عاد أبوعزرائيل من إيران بعد لقائه بمحمد نقدي، قائد قوات الباسيج التابعة للحرس. ويمثل تقدم قوات الحشد الشعبي، الفصائل الشيعية المدعومة من طهران والموالية للحكومة، جزءاً من عملية واسعة تنفذها قوات عراقية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة المتطرفين. وتسعى القوات إلى قطع طرق الهرب والإمداد على المتطرفين بين الموصل ومواقعهم في سوريا المجاورة. وأثارت اتهامات تحدثت عن قيام مقاتلين من «الحشد الشعبي» بتجاوزات بحق المدنيين، مخاوف من حصول عمليات انتقامية في الموصل ذات الغالبية السنيـة.
أبوعزرائيل الطائفي وجلادو «داعش».. وجهان لعملة واحدة
22 نوفمبر 2016