عواصم - (وكالات): حققت قوات الرئيس بشار الأسد وحلفاؤها تقدماً في عمق الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب، في وقت يثير التصعيد العسكري مخاوف دولية حول مصير المدنيين المحاصرين. وأعلن منسق المساعدات الإنسانية لدى الأمم المتحدة ستيفن أوبراين أن «قرابة مليون سوري يعيشون حالياً تحت حصار» أطراف النزاع في سوريا. وأشار أوبراين أمام مجلس الأمن الدولي إلى «زيادة كبيرة» منذ عام في استخدام «التكتيك العنيف»، خصوصاً من قبل الحكومة السورية. ومنذ 2012، تاريخ انقسامها بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام، شكلت مدينة حلب ساحة معارك محورية في النزاع السوري، ومن شأن استعادة قوات النظام السيطرة على قسمها الشرقي أن يشكل ضربة قوية للفصائل المعارضة. ووصف السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت القصف على شرق حلب بأنه «همجي»، فيما ندد نظيره الفرنسي بـ «إستراتيجية حرب شاملة لاستعادة حلب بأي ثمن». من جهتها، اتهمت السفيرة الأمريكية سامنتا باور 12 عميداً وعقيداً سورياً بالاسم بأنهم أمروا بشن هجمات على أهداف مدنية أو بتعذيب معارضين. وقالت باور «لن تدع الولايات المتحدة من تولوا قيادة وحدات ضالعة في هذه الأعمال يختبئون خلف واجهة نظام الأسد (...) يجب أن يعلموا بأن انتهاكاتهم موثقة». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «حققت قوات النظام وحلفاؤها من روس وإيرانيين ومقاتلين من «حزب الله» اللبناني تقدماً إستراتيجياً بسيطرتها على القسم الشرقي من حي مساكن هنانو»، مشيراً إلى استمرار «الاشتباكات العنيفة» بين الطرفين. واستأنفت قوات النظام منذ الثلاثاء الماضي قصفاً جوياً ومدفعياً غير مسبوق على الأحياء الشرقية، مستهدفة أبنية سكنية ومرافق طبية عدة، ما تسبب بمقتل أكثر من مئة مدني وفق المرصد. وبدأت قوات النظام هجوماً برياً على أحياء حلب الشرقية في 22 سبتمبر الماضي، توقف إثر إعلان روسية هدنتين متتاليتين من جانب واحد. وأوضح عبد الرحمن أن التقدم في مساكن هنانو «هو الأول من نوعه داخل الأحياء الشرقية منذ سيطرة الفصائل المعارضة عليها». وأضاف «لهذا الحي رمزية كبيرة باعتباره أول حي تمكنت الفصائل من السيطرة عليه في مدينة حلب قبل التوسع إلى بقية الأحياء». وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من دمشق أن الجيش تمكن من «اقتحام مساكن هنانو، أهم وأكبر معقل للمسلحين في الأحياء الشرقية» ومن «كسر خطوط دفاعهم الأولى في الحي». ونقلت عن خبراء عسكريين أنه في حال تمكن الجيش من السيطرة بشكل كامل على مساكن هنانو، فإنه «يسقط نارياً أحياء الإنذارات والحيدرية وأرض الحمرا»، وهو ما أكده المرصد السوري. وتحدث عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي، أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، ياسر اليوسف عن «معارك محتدمة» في الحي. ويثير التصعيد العسكري الحالي مخاوف المجتمع الدولي حيال مصير المدنيين المحاصرين. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تشاؤمه إزاء الوضع في سوريا. وقال «بعدما اتخذت روسيا وإيران قراراً بدعم الأسد في حملته الجوية الوحشية (...) من الصعب أن نرى طريقة لكي تحافظ المعارضة المعتدلة والمدربة على موقعها لوقت طويل» في حلب.
قوات الأسد تتوغل داخل أحياء حلب الشرقية ومخاوف دولية حيال المدنيين
22 نوفمبر 2016