أكد مدير مركز الوثائق التاريخية في مركز عيسى الثقافي الشيخ راشد بن عيسى آل خليفة أن «مملكة البحرين تميزت ومنذ عقود طويلة باحتضانها المؤسسات والجمعيات العاملة في مجال العمل التطوعي، وهي انعكاس لثقافة الشعب البحريني الذي لم يبخل في يوم من الأيام بتقديم الدعم والمساندة لمن يحتاجها، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي».جاء ذلك، خلال افتتاحه أمس فعاليات ملتقى البحرين للتطوع الإعلامي، نيابة عن نائب رئيس مجلس الأمناء الرئيس التنفيذي للمركز د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، والذي يستمر يومين بمشاركة نخبة من الإعلاميين ورواد العمل التطوعي في دول مجلس التعاون الخليجي.وعن الدعم الذي يقدمه «عيسى الثقافي» في دعم الفعاليات المختلفة، أعرب الشيخ راشد بن عيسى عن سعادة المركز الدائمة باحتضان مختلف الفعاليات، وهو من صميم فلسفة المركز التي تقوم على أن يكون داعماً رئيساً ومحتضناً لك الأنشطة والفعاليات التي تساهم في تنمية المجتمع البحريني والخليجي والعربي، مرحباً بتواجد الاتحاد العربي للعمل التطوعي في البحرين، ممثلة برئيس الاتحاد، حيث تعتبر البحرين من الدول المؤسسة للاتحاد والفاعلة فيه. ويأتي الملتقى الذي تنظمة الجمعية، بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام ومركز عيسى الثقافي والاتحاد العربي للعمل التطوعي، تأكيداً على دور الإعلام في نشر الوعي التطوعي بين الشباب والناشئة، حيث يتضمن عدداً من ورش العمل التي يقدمها متخصصون إعلاميون في مختلف أنواع العمل الصحافي. فيما قال رئيس الاتحاد العربي للعمل التطوعي يوسف الكاظم في كلمة، إن «العمل التطوعي يعد من أبرز الصفات النبيلة التي تتصف بها المجتمعات، ويعد من أعلى معاني الإحساس بالمسؤولية ومؤشراً مهماً على انتماء الفرد للجماعة».وأضاف أن للإعلام دوراً مهماً في كشف أهمية العمل التطوعي في المجتمع وتحفيز الأفراد على الانخراط بالعمل التطوعي، إلى جانب قيامه بإيصال رسالة واضحة لصناع القرار وتحفيز رجال الأعمال ونشر ثقافة العمل التطوعي، والتركيز على الدوافع والقيم الدينية في المجتمع، كما أن للإعلام دوراً هاماً في كشف التغييرات الاجتماعية وبناء حوافز جديدة وجذب الاهتمام.وأشار الكاظم إلى الدور في تعزيز قيم المشاركة والإحساس بالمسؤولية المجتمعية من خلال العمل وبسرعة على توظيف وسائل الإعلام التقليدية أو الحديثة إلى جانب تفعيل الندوات والمحاضرات وورش العمل لما تملكه تلك الآليات من تأثير مباشر على أفراد المجتمع.ونوه الكاظم إلى أن البحرين في هذا لمؤتمر حققت سبقاً جديداً من خلال إقامة ورش عمل خاصة تهدف إلى التعريف بالعمل التطوعي ونشر ثقافته بين مختلف الفئات، مقدماً شكره إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزاء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، لما يبذلونه من جهد كبير في الدعم اللامحدود لمسيرة العمل التطوعي في البحرين.مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بلدان الخليج العربي، سمير الدرابيع، تحدث عن الدور الذي يقوم به مركز الأمم المتحدة للإعلام باعتباره المصدر الوحيد للمعلومات المتعلقة بمنظومة الأمم المتحدة في الخليج العربي، إلى جانب تعزيز فهم الجمهور لأهداف الأمم المتحدة وأنشطتها.وأكد على الدور المنوط بجميع أفراد المجتمع في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتي تم اعتمادها العام الماضي من قبل المنظمة الدولية، مشيراً لأهمية عمل المتطوعين باعتبارهم من أهم معززات الثقة والتضامن والمعاملة بالمثل بين المواطنين، منوهاً إلى دعوة برنامج الأمم المتحدة إلى الاعتراف بالمتطوعين والعمل على دمج الأنشطة التطوعية في برامج التنمية.وشرح الدرابيع ما يمكن أن يتعرض له المتطوعون من أخطار نتيجة التقلبات الأمنية الخطيرة التي يعيشها العالم، مشيراً إلى فقدان عدد من المتطوعين في مناطق مختلفة في العالم، داعياً المجتمع الدولي والحكومات إلى تقديم كل الحماية لهم، باعتبارهم عنصراً هاماً في دعم ومساندة الأفراد في مناطق النزاعات والكوارث.وأشار إلى أن متطوعي الأمم المتحدة يقومون بعدد من الأنشطة خارج عملهم، مؤكداً أن التطوع ليس مقتصراً على أمر واحد أو جنس أو دين أو مكان جغرافي، معبراً عن استعداد برنامج الأمم المتحدة لمساعدة كل الراغبين على الانخراط بأنشطة تطوعية. في حين قال رئيس جمعية البحرين للعمل التطوعي عبدالعزيز السندي إن إقرار العالم بالاحتفال باليوم العالمي للتطوع في الخامس من ديسمبر دليل على أهمية العمل التطوعي وما يحمله من معان سامية وتكاتف إنساني. وتناول السندي الأهمية القصوى للإعلام في نشر ثقافة العمل التطوعي، معتبراً أن الإعلام هو من القوى المؤثرة باعتباره السلطة الرابعة في مختلف جوانب الحياة، وبإمكانه إيصال الرسائل إلى أكبر شريحة من المجتمع ولمختلف الفئات العمرية. وأشار السندي إلى أن اختيار عنوان الملتقى هذا العام تم بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام، حسب متطلبات المنظمات الأهلية والتطوعية، وهو من المواضيع التي لم يتم التطرق لها من قبل.وتحدث المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في البحرين والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أمين الشرقاوي، عن أسباب إقرار أهداف التنمية المستدامة المتحدة.وأشار إلى التغييرات الكبيرة التي يعيشها كوكب الأرض من حيث التنامي الكبير في عدد السكان، حيث ازداد العدد من مليار عام 1800 إلى حوالي 7.5 مليار حالياً، في مقابل أن النشاط الاقتصادي يتضاعف كل 23 سنة وبمعدل نمو 3%، وهو ما يضع العالم أمام تحد حقيقي في موازنة الموارد مع متطلبات البشر. واستعرض الشرقاوي عدداً من الأمثلة على التغييرات الكبيرة التي شهدها العالم حيث شهد عام 2014 أعلى درجة حرارة مسجلة، بجانب التغييرات في الحياة الاقتصادية والبيئة، والتي لا يتم إدراكها بشكل يومي، مشيراً إلى أن هناك هدراً يقدر بحوالي 25% من إجمالي الغذاء في العالم، داعياً إلى أن يتحمل كل فرد مسؤوليته في الحفاظ على الموارد المتاحة خدمة للأجيال القادمة. وبدأت فعاليات الندوة الحوارية «دور الإعلام في تعزيز العمل التطوعي» بمشاركة رئيس الاتحاد العربي للعمل التطوعي، ومدير تلفزيون البحرين يوسف إسماعيل، والإعلامي البحريني غسان الشهابي، وإدارة الندوة فاطمة خليل.وتناول المشاركون في الندوة دور الإعلام في نشر ثقافة التطوع بين مختلف فئات المجتمع، والعوامل المؤثرة على طبيعة العمل التطوعي، ودور وسائل الإعلام التقليدية والحديثة وقدرتها على نقل فكرة التطوع إلى الشباب والناشئة، إلى جانب مناقشة بعض الأفكار والآراء التي طرحها الحضور.وبدأت فعاليات اليوم الأول لورش العمل الإعلامية المختلفة للمشاركين، حيث يقدم مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام سمير الدرابيع ورشة «المتحدث الرسمي»و «إدارة المؤتمرات الصحافية»، وتقدم الصحافية تمام أبو صافي ورشة «المقابلات الصحافية»، وتقدم الكاتبة فاطمة عبدالله ورشة «فن التحرير الصحافي»، فيما يقدم على محمد ورشة «إدارة المواقع الإلكترونية»، ويقدم عبدالله الدوسري ورشة «قنوات التواصل الاجتماعي»، ونهى الحويري ورشة «الإعلام الإلكتروني».