عواصم - (وكالات): قتل عشرات المدنيين النازحين من مناطق شرق حلب شمال سوريا في غارات وقصف مدفعي لقوات الرئيس بشار الأسد، في حين فر أكثر من 50 ألف شخص آخرون من مناطق سيطرة مقاتلي المعارضة شرق المدينة حيث الحصار والقصف والدمار وانقطاع شبه تام للكهرباء والإنترنت، في وقت عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً لبحث الوضع المتدهور في المدينة السورية. وحذر مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين من أن القسم الشرقي من حلب قد «يتحول إلى مقبرة ضخمة» إذا لم تتوقف المعارك واستمر الحؤول دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان.في غضون ذلك، طالب الائتلاف السوري المعارض الأمم المتحدة باتخاذ خطوات «فورية» لوقف الهجوم «الوحشي» على المدنيين في مدينة حلب، متهماً نظام الأسد وحلفاءه بتحويل الأحياء الشرقية إلى «تابوت حقيقي».وذكر الدفاع المدني أو «الخوذ البيضاء»، وهم متطوعو إنقاذ وناشطون في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، أن القصف المدفعي لقوات الأسد استهدف عشرات المدنيين النازحين في جب القبة كانوا هربوا من مناطق أخرى في الأحياء الشرقية. ونشرت الجمعية صوراً مروعة عقب القصف تظهر جثثاً وأشلاء متناثرة على طريق تحيط به أبنية مدمرة، بالإضافة إلى حقائب وأكياس متناثرة. وواصلت قوات النظام هجومها على الأحياء الشرقية بعد التقدم السريع الذي أحرزته بسيطرتها منذ السبت الماضي على كامل القطاع الشمالي. وغداة تحذير مسؤولة في الأمم المتحدة من «انحدار بطيء نحو الجحيم» مع تدهور الوضع الميداني، أحصى المرصد السوري خلال 4 أيام فرار 50 ألف نازح من شرق حلب، بينهم 20 ألفاً إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، و30 ألفاً إلى حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الأكراد.وبعد سيطرتها على أكثر من ثلث الأحياء الشرقية منذ السبت الماضي، تواصل قوات الأسد وحلفاؤها تقدمها باتجاه القطاع الجنوبي من الأحياء، بهدف استعادة السيطرة على كامل المدينة. وأفاد المرصد بتقدمها داخل حي الشيخ سعيد جنوب المدينة في موازاة استمرار الاشتباكات في حيي طريق الباب والشعار. ودعا رئيس المجلس المحلي لأحياء حلب الشرقية بريتا الحاج حسن إلى تأمين «ممر آمن» للسماح لمئات الآلاف من المدنيين المحاصرين والمعرضين للقصف. وفي دمشق نقلت وكالة سانا عن مصدر عسكري أن الطيران الإسرائيلي أطلق صاروخين على ريف دمشق فجر أمس دون أن يحدث إصابات.وفي نيويورك، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً بطلب من فرنسا للتباحث في الوضع المتدهور شرق حلب. ومن المقرر أن يستمع أعضاء مجلس الأمن خلال الاجتماع إلى إحاطة عبر الفيديو من المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا. وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أن اجتماعاً يضم الولايات المتحدة ودولا اوروبية وعربية «ترفض منطق الحرب الشاملة» في سوريا، سيعقد في 10 ديسمبر الحالي في باريس.