أثار الزعيم الجنوبي المقيم في الخارج علي سالم البيض جدلاً واسعاً في الشارع السياسي اليمني من خلال برقية تعزية بعث بها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني على خلفية التفجيرات التي استهدفت السفارة الإيرانية في بيروت يوم الثلاثاء 19 نوفمبر تشرين الثاني الجاري.ودأبت السلطات اليمنية على توجيه الاتهامات لإيران بدعم وتمويل الفصيل المتطرف في الحراك الجنوبي الذي يتزعمه علي سالم البيض إضافة إلى دعمها للحوثيين الشيعة, وهو ذات الاتهام الذي صدر عن السفارة الأميركية بصنعاء أكثر من مرة غير أن البيض ظل ينفي أي ارتباط له بطهران.وكان لافتاً اليوم الأربعاء ما بثته مواقع ناطقة باسم تيار البيض وأخرى مقربة منه حول برقية تعزية بعث بها البيض للرئيس الإيراني وتضمنت ديباجتها مخاطبته ب"فخامة الرئيس الشيخ حسن روحاني".وبحسب ما جاء في البرقية فقد تقدم البيض بالتعزية في ما اعتبره "استشهاد الشيخ" إبراهيم الأنصاري الملحق الثقافي الذي راح ضحية ما وصفه البيض بالعمل الإرهابي والتفجيرات الإجرامية التي استهدفت سفارة إيران في بيروت.ووفقا للمراقبين فقد عبر البيض عن موقف سياسي حين قال في برقية التعزية "إننا ندين بشدة هذا العمل الإرهابي الذي يهدف بالأساس إلى إرغام إيران الإسلامية على تغيير مواقفها المبدئية الداعمة للمقاومة اللبنانية والقوى العربية الممانعة في وجه المخطط الصهيوني, وتخليها عن دورها الرائد المتصدي لقوى الاستكبار وسياساتها في المنطقة لفرض سياسة الاستسلام".وفي تعليق لـ"العربية.نت" تحدث المحلل السياسي كامل الشرعبي قائلاً: علي سالم البيض حاول قبل سنوات الحصول على دعم من بلدان الإقليم وخصوصا دول مجلس التعاون من أجل مشروعه الانفصالي أو ما يسميه هو فك ارتباط جنوب اليمن عن شماله ولكنه لاقى تأييدا خليجيا ودوليا لوحدة اليمن وأمنه واستقراره فكان أن قدم نفسه كحليف لطهران للحصول على دعم وهو الأمر الذي التقت معه رغبة إيرانية قوية في توسيع دائرة حلفائها داخل اليمن لتشمل قوى جنوبية بدل الانكفاء على حليف مذهبي منكفئ على نفسه في أقصى شمال البلاد وهو التيار الحوثي.وتابع الشرعبي، "بتحليل مضمون لبرقية التعزية نجد أن القول إن ذلك العمل الإرهابي يهدف إلى إرغام إيران على تغيير مواقفها المبدئية الداعمة للمقاومة اللبنانية والقوى العربية الممانعة في وجه المخطط الصهيوني ..الخ, هو ذات الحديث الذي ينطق به حسن نصر الله باستمرار, كما أن البيض أراد ان يعتبر نفسه زعيما لواحدة من قوى الممانعة العربية, وضمنياً أراد أن يقول إنه في حالة عداء مع ما يسمى بقوى الاعتدال وأنه باختصار يعادي من تعاديه إيران".وكان السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين والذي انتهت فترة عمله مؤخرا قد اتهم الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض بتلقيه دعما من إيران، بهدف تحقيق مشروعه لفك ارتباط الجنوب عن الشمال بعد 23 عاماً على توحيد شطري اليمن في 22 مايو 1990.وقال السفير الأميركي في مؤتمر صحافي: "علي سالم البيض يسكن في بيروت ويتلقى دعماً مالياً من إيران.. ليس لدينا شك في تقديم البيض هذا الدعم للحراك الانفصالي وسيكون مسؤولا عن ذلك".وتابع فايرستاين "نحن قلقون من الدور الإيراني في اليمن، وهناك براهين على دعم إيران لبعض العناصر المتطرفة في الحراك الجنوبي بهدف إفشال المبادرة الخليجية".