السفير الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني*أرفع أسمى آيات التهاني لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوب دول المجلس بمناسبة انعقاد القمة الخليجية الـ 37 بمملكة البحرين، متمنياً أن تأتي هذه القمة بمخرجات تحقق أمنيات الشعوب الخليجية في الوحدة والتوحد لتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية.يأتي انعقاد القمة الخليجية في ظل تطورات إقليمية ودولية مهمة تمس عصب الشأن الخليجي وتتمحور معظمها في خلق أجواء أمنية غير مستقرة في المنطقة يمكن أن تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على دولنا الخليجية.وفي ظل هذه الوضع المتأزم أمنياً من حولنا فإن دولنا الخليجية التي تنعم بالأمن والاستقرار الآن وتنعم بمكانة دولية استراتيجية نابعة من قوة اقتصادها وقوة موقعها وتأثيرها الدولي فإن هذه المعطيات تتطلب منها بذل جهد مضاعف في اتجاه لعب دور إقليمي يخلق نوع من التوازن الأمني والسياسي في المنطقة ويسد كل الثغرات التي يمكن أن يلج منها ما يهدد أمنها واستقرارها، وليس أفضل من ذلك في أن تتحرك الجهود مجتمعة صوب تحقيق الاتحاد الخليجي الذي أصبح هدفاً سامياً يسعى إليه ويتمناه الجميع.وسوف يناقش أصحاب الجلالة والسمو خلال هذه القمة مستجدات الأوضاع السياسية إقليمياً وعربياً ودولياً وتأثيرها على دول المجلس خصوصاً فيما يتعلق بالأوضاع اليمنية والسورية والعراقية. فهذه الأحداث تلقي بظلالها السالبة على الأوضاع في دولنا الخليجية مما يتطلب تضافر الجهود وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات الأمنية لمواجهة هذه التحديات وقد جاء التمرين الأمني المشتركة (أمن الخليج العربي 1) والذي شاركت فيه كل الدول الخليجية تلبية لهذه المتطلبات والذي كان الهدف منه رفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي خطر سواء في الوقت الراهن أو المستقبل ويعد هذا التمرين نموذجا جيدا للتعاون بين دولنا واحد الأدوات الناجعة والمهمة لمواجهة أي تحديات أمنية تواجه المنطقة خاصة وان ما يمس أي دول من دولنا الخليجية فهو يمس كل الدول الخليجية.إن منطقتنا ودولنا الخليجية مستهدفة في أمنها واستقرارها وأن قادتنا قادرين على مواجهة هذه التحديات بتوحدهم وتكاتفهم فهم يمتلكون الكثير من المفاتيح التي تجعل كلمتهم هي العليا ولديهم من أسباب القوة ما يمكنهم من وضع الأمور في نصابها.لقد ظلت دولة قطر بقيادة صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني حريصة كل الحرص على وحدة الأمة الخليجية وقوتها وعلو مكانتها وقد تحدث سمو الأمير في كلمته أمام القمة الخليجية رقم 35، مؤكداً أن (الاتحاد الخليجي سيظل هدفاً سامياً يجب الحرص عليه). هذا الموقف يوضح بجلاء حرص دولة قطر وسمو الأمير على الاتحاد الخليجي الذي يحقق الأمن والسلام والرفاهية للشعوب الخليجية ويوحدها لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا الآن في هذا الإقليم المضطرب.ختاماً نتمنى أن تأتي هذه القمة تحمل البشريات وتحمل أمنيات الشعوب الخليجية بتوصيات قوية ونافذة ترسل رسالة لكل الأعداء بأننا متوحدون وأقوياء وقادرون على رسم خارطة المنطقة بما يحقق الأمن والسلام للجميع.سفير دولة قطر بمملكة البحرين*