قتل جنديان من الجيش اليمنى إثر انفجار لغم أرضي، أثناء نشر جنود من الجيش لمراقبة وقف إطلاق النار بين جماعتي الحوثي والسلفيين في دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن بناء على اتفاق هدنة جديد بين الجماعتين توصلت إليه وساطة رسمية من الرئاسة والبرلمان اليمني.وأكد عضو في لجنة الوساطة أن اتفاق الهدنة الذي بدأ سريانه مساء اليوم الخميس يقضي بوقف إطلاق النار ونشر 30 جندياً لمراقبة الالتزام بالاتفاق وأيضا السماح بإدخال مواد غذائية وتموينية إلى منطقة دماج لجماعة السلفيين المحاصرة من قبل الحوثيين وذلك بعد مرور 48 ساعة من بدء سريان الاتفاق.يذكر أن هذا ثالث اتفاق هدنة يتم التوصل إليه بين الجماعتين المتناحرتين في صعدة منذ نهاية أكتوبر الماضي, حيث انهار الاتفاقان السابقان بعد ساعات قليلة على بدء سريان كل منهما.وفي وقت سابق، قالت اللجنة الرئاسية المكلفة بحل الخلاف في منطقة دماج بمحافظة صعدة "شمال اليمن" إن جماعة الحوثي تواصل عرقلة جهود وقف إطلاق النار في تلك المنطقة.وأوضح يحيي منصور أبو أصبع، رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بحل الخلاف في منطقة دماج بصعدة، أن اللجنتين الرئاسية والبرلمانية تواصل لليوم الثاني على التوالي جهودهما الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار في منطقة دماج، إلا أن هناك عراقيل كثيرة حالت دون دخول اللجنتين مع فريق المراقبين إلى المنطقة.ونقل الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع اليمنية عن أبو أصبع قوله: "إنه بعد الاتفاق أمس الأول مع أنصار الله جماعة الحوثي، لتأمين دخول اللجنتين ومعها مراقبون من قيادة القوات المسلحة إلى دماج، توجهنا صباح أمس إلى نقطة (الخانق) وانتظرنا حتى الظهر، لنتفاجأ برفض دخولنا من تلك النقطة، رغم الاتفاقات السابقة مع مكون جماعة الحوثي"، مشيراً إلى أن فشل اللجنتين الرئاسية والبرلمانية في الدخول إلى دماج يعد الثاني خلال اليومين الماضيين.وقالت مصادر سلفية إن مسلحين حوثيين قتلوا طفلا لا يتجاوز عمره 3 سنوات بعد اختراق طلقة نارية لجسده في منطقة دماج، مضيفا أن الطفل يدعى عبد الرحمن صادق الحيمي, وقتل برصاص قناص من مقاتلي الحوثي.وفي سياق متصل قال محللون وسياسيون أن جماعة الحوثي تصر على رفض أي وساطات أو حلول سلمية سابقا، بغية تطهير محافظة صعدة من أي وجود مذهبي آخر وبالتالي السيطرة الكاملة على صعدة وجعلها إقليما أو عاصمة لإقليم حوثي في شمال اليمن.وقال الدكتور عمر مجلي الأمين العام لرابطة أبناء صعدة وحرف سفيان: "الحوثيون لا يحترمون جهود أي وساطة لأن لهم مشروعاً حتى على حساب دماء الآخرين، وعلى حساب إقلاق الأمن والسلم الاجتماعي ولو على حساب إفشال الحوار الوطني ويريدون أن ينفذوا برنامجاً وأجندة, ومن خلال تجربتنا في صعدة من يوم أن بدأ التمرد الحوثي في مران شكلت لجان على أساس أن يتركوا العمل المسلح والتشجيع على عدم العنف وإلى الآن، سواء في وساطات مع الدولة أو وساطات ما بين الحوثيين وجهات قبلية لا يوجد نجاح لأي جهود وساطة يمكن أن نقول إنها قد نجحت".وفي تصريحات صحفية انتقد مجلي إشراك جماعة الحوثي في مؤتمر الحوار الوطني مشيرا إلى أن الحوثي ليس لديه التزام تجاه مؤتمر الحوار الوطني حيث يعمل تحالفات في المؤتمر في الوقت الذي يحارب في صعدة.