ناقشت «قمة المعرفة 2016» التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في فندق جراند حياة دبي، نظرة الشباب العربي إلى المستقبل من خلال جلسة بعنوان «الشباب.. المستقبل» بحضور سفراء الشباب العرب.وبذلك شهدت عدد من الفعاليات الشبابية حالة من الحراك لزيادة مشاركة الشباب في العملية السياسية لتوصيل صوتهم، مشيرين إلى أن الأمر مازال بحاجة إلى توفير مزيد من الفرص لتمكينهم والأخذ بأيديهم وتعريفهم الآليات والقنوات الصحيحة في هذا الاتجاه.وشارك في الجلسة، كل من رئيسة مجلس علماء الإمارات سارة الأميري، عضو المجلس الوطني الاتحادي عن إمارة أبوظبي ورئيس منتدى البرلمانيين الشباب في الاتحاد البرلماني الدولي سعيد الرميثي، وعوشة السويدي - مطور رئيس أول - مكتب الخبراء والمستشارين مؤسسة التنمية الأسرية، ورها حسن محرق، أصغر إمرأة عربية وأول سعودية وخليجية تتسلق جبل إفرست. واستهلت الأميري الجلسة بالاستشهاد بـ «استطلاع أصداء بيرسون-مارستيلر السنوي لرأي الشباب العربي 2016» قائلة: «إن إحدى النتائج الرئيسة للاستطلاع أشارت إلى أن أكثر الشباب العربي يرغبون في الاستقرار، وأن الافتقار إلى الفرص والوظائف يعد السبب الأول وراء تحول الشباب إلى التطرف»، مشيرة إلى أن الشباب وتلبية احتياجاتهم يعد أمراً أساسياً لمستقبل المنطقة. وحول نظرة الشباب للمشاركة البرلمانية، قال الرميثي: «لا ينظر الشباب في العالم العربي والعالم كله إلى البرلمانات كأداة لتوصيل صوتهم، وأصبح هناك تهميش لدور البرلمانات».وأشار إلى أن هناك حالة من الحراك لزيادة دور الشباب وتمكينهم من المشاركة في الترشح للبرلمانات؛ إلا أن الشباب يواجهون تحديات كثيرة تمنعهم من المشاركة في العملية السياسية، فهم في مرحلة بحاجة إلى استكمال تعليمهم واكتساب المهارات وبدء مستقبلهم.وأضاف الرميثي أنهم في الوقت نفسه لديهم الرغبة في المشاركة إلا أنهم لا يعرفون الآليات التي تمكنهم من التعبير عن آرائهم بالشكل الصحيح ويحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم. وقال: «ينبغي على كل شاب في موقعه أن يحاول صنع الفرق، ويحقق قصة نجاح، وألا يصغى لكلام الآخرين الذين يحاولون أن يحبطوه ويثبطوا من عزيمته»، ضارباً مثالاً بنفسه عند بداية ترشحه للبرلمان ومحاولات الكثير لإحباطه وإثنائه عن ذلك؛ إلا أنه لم يصغ إليهم وواصل طريقه. وأكد على أهمية ريادة الأعمال بالنسبة للشباب، وأنه ينبغي عليهم التحرر من فكرة العمل في الحكومة بعد التخرج وعدم انتظار الدعم منها، مشدداً على ضرورة التحرك والابتكار والإبداع والتسلح بالعلم والمعرفة للتغلب على الصعوبات؛ لأن الأفكار القوية المبتكرة سوف تصل في نهاية الأمر. في حين أوضحت عوشة السويدي كيف أن المبادرات الناجحة على غرار «جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي والدولي» تعمل على تشجيع الشباب على الإبداع في جميع المجالات، فضلاً عن الجهات والمؤسسات الداعمة للشباب وحثها على وضع استراتيجيات لهم. وقالت إن الجيل الحالي ينظر إلى العالم بصورة مختلفة عما سبق وبات الشباب يلعبون دوراً مؤثراً، مشيرة إلى أن الجيل الحالي أخذ خطوة كبيرة نحو التغيير وبذل جهوداً لإيصال صوته، الأمر الذي يتطلب إتاحة المزيد من الفرص للشباب ليقودوا عملية التغيير ولا سيما أنهم يتمتعون بالمهارات والمواهب. ونصحت السويدي، الشباب بألا يركنوا إلى الكلمات المحبطة؛ بل يجب أن يجعلوها حافزاً لهم على مواصلة العمل والنجاح، مؤكدة أن الشباب يحتاج دائماً إلى التوجيه وتوضيح الأمور.واستعرضت رها محرق تجربتها في تحقيق حلمها في تسلق الجبال، هذه الرياضة الصعبة لا سيما بالنسبة للنساء والحافز وراءه، قائلة: «إنه كان لديها حلم وإن أصعب شيء بالنسبة لها هو إقناع نفسها والمجتمع ووالدها، بأن هذا الحلم ممكن تحقيقه، فقد رأت في والدها المجتمع؛ وإذا ما تمكنت من إقناعه بأن امرأة يمكنها تسلق الجبال فقد تمكنت من إقناع المجتمع».وأشارت محرق، إلى أن رفضه في بداية الأمر زادها إصراراً على الاستيقاظ مبكراً ومواصلة التدريب أكثر فأكثر إلى أن وافق في النهاية بعدما وجد فيها هذا الإصرار.وأشارت إلى أهمية الحوار مع الأهل ومصارحتهم بالأحلام الكبيرة والإصرار على تحقيقها، وعدم الاهتمام بما يقوله الآخرون، لافتة إلى أنه ينبغي أن يُغرس في الطفل الصبر والاجتهاد في البحث في تحصيل المعلومة والسعي وراء تحقيق الهدف وأن كل شيء ليس سهلاً.