دبي - استعرضت جلسة «رحلة إلى المستقبل» ضمن فعاليات قمة المعرفة 2016 التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تحت شعار «المعرفة.. الحاضر والمستقبل» وقدمها جيسون سيلفا، أهم التوجهات المستقبلية في مختلف مجالات تكنولوجيا المستقبل، خاصة أن التغييرات التقنية المستقبلية تتطلب إحداث تغيير في أنماط الحياة اليوم؛ حتى تتحقق الفائدة من التطورات التي تتيحها تقنيات المستقبل التي أصبحت تتجاوز مفهوم الزمان والمكان لتقدم دبي نموذجاً وصورة حية عن تطبيق تقنيات المستقبل.وقال سيلفا: «التكنولوجيا اليوم أصبحت تتطور بشكل كبير، والسبب في ذلك أن دماغنا وآليات التفكير أصبحت أيضاً تتطور، لتتمكن من التعامل مع المتغيرات الحالية وفق آليات جديدة تختلف عن الأسلوب البطيء الذي كانت تسير عليه آليات التفكير في وقت سابق. ومن هنا نرى العالم يتحول بسرعة من حولنا وهذا بسبب التطور التقني، وعلينا كذلك أن نركز على فهم ما يحدث حولنا في العالم».وأضاف أنه «لا بد من التمييز بين التغيير الخطي والتغيير المطرد الضخم الذي يحدث الآن؛ هذا التغيير الذي أدى إلى تحقيق ابتكارات تقنية كبرى والوصول إلى إنجازات كبرى حيث إن الهاتف الذكي اليوم هو أقل حجماً وكلفة من الكمبيوتر قبل 60 عاماً، والذي كان خارقاً في ذلك الوقت، كما أصبح يتفوق عليه كذلك في تقديم الخدمات وربما بمئات المرات».وقال سيلفا: «علينا أن نرى العالم من خلال عدسات المستقبل، حتى نتمكن من الوصول إلى المستقبل والاستفادة من جميع التقنيات التي يتيحها، والتي ستتيح التغير الكبير في طريقة التعامل مع جميع ما يدور حولنا، وستتغير معها آليات التعامل مع القطاعات الأساسية التي ترتبط بحياة الإنسان وسيكون الروبوت والذكاء الاصطناعي والطائرات من دون طيار والإنترنت، وغيرها من التقنيات المحور الرئيس والمحرك لتفكيرنا وعملنا».وأشار إلى أن «الروبوتات سيكون لها دور كبير في عالم المستقبل، وعلينا أن نتجاوز العقبات ونتقبل التحول الذي لا بد منه، ولا بد للناس أن يروا هذه التغييرات من جانب إيجابي، والبعد عن التعامل السلبي مع هذه المتغيرات».وأضاف سيلفا: «إن البعض يتخوف من الذكاء الاصطناعي، وليس هناك حاجة للتخوف من هذا الذكاء؛ لأننا نتحدث عن ذكاء يخدم ويسهم في تطور الإنسان في جميع المجالات، ويمكنه من الابتكار والوصول إلى ما كان يعجز الإنسان عن تحقيقه في وقت سابق. ولهذا فإن الذكاء الاصطناعي هو محرك رئيس للمستقبل الذي سيترافق مع كثير من التطورات التي على الجميع تقبلها والعمل على الاستعداد لها». وأوضح أن المجتمع البشري شهد تطورات كبيرة قادت للوصول إلى هذا التطور الذي نعيشه. ودبي تقدم اليوم صورة واضحة عنه، حيث إنها تمكنت من تحويل الأفكار المستقبلية إلى واقع لخدمة الإنسان والمجتمع.وأشار إلى أن «تأثير معرفة التقنيات المستقبلية يتطلب منا إحداث التغييرات في أنماط حياتنا وتفكيرنا، وفي مقدمتها التعليم حيث إن التعليم بحاجة إلى التغيير، لأننا بحاجة إلى أن نربي أجيالنا على آليات وطرق التعامل مع التقنيات المستقبلية وتمكينهم من الابتكار والانتقال إلى المراحل الأخرى من الابتكارات المستقبلية، إضافة إلى إيجاد تغييرات أخرى في طرق وبيئات العمل، وتغيير مناهج التفكير حتى نتمكن من فتح آفاق التطور للأجيال».