عواصم - (العربية نت، وكالات): تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشاب إيراني يهاجم حكومة بلاده بسبب ما يحدث من كارثة إنسانية في سوريا، متهماً النظام الإيراني بمشاركة بشار الأسد في ارتكاب جرائم الحرب ضد الشعب السوري، قائلاً «دون أدنى شك، بلادي مدانة أمام دموع أطفال سوريا». من ناحية أخرى، أصدر المرشد الإيراني، علي خامنئي، قراراً بإقالة اللواء محمد رضا نقدي، قائد ميليشيات «الباسيج» التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتعيين العميد غلام حسين غيب بور بدلاً منه، وذلك على خلفية الاحتجاجات الطلابية التي اجتاحت الجامعات الإيرانية الثلاثاء الماضي، بمناسبة يوم الطالب في إيران، الذي يصادف 6 ديسمبر من كل عام، حسبما رأى مراقبون. ووجه الطالب كلمته إلى علي مطهري نائب رئيس البرلمان الإيراني الذي كان حاضراً في صالة جامعة طهران بمناسبة يوم الطلاب، قائلاً «يا سيد مطهري، هذا هو واجبكم أنتم، فنحن لا نتوقع كثيراً من الآخرين، ولكن أنت صوت الشعب لذا نتوقع منك». يذكر أن «مطهري» ينتقد بين الحين والآخر الوضع في إيران، إلا أن السلطات الإيرانية تتعامل معه بحذر شديد فهو ابن منظر نظام إيران آية الله مرتضى مطهري الذي تم اغتياله في بداية اندلاع الثورة في إيران عام 1979. وأضاف الطالب «التاريخ هو أعدل محكمة ومن شأنه أن يديننا.. وأنا على ثقة بأن التاريخ سيديننا لأننا اخترنا الصمت تجاه الإبادة الجماعية المأساوية في سوريا». وتابع «نحن نتخوف من اليوم الذي يديننا فيه التاريخ بسبب تدخلنا في سوريا، وأنا كلي يقين بأننا مدانون لأننا نصمت أمام جرائم التطهير العرقي التي تحدث بسوريا».وتساءل «أين نقف نحن من جرائم إبادة الأجيال بسوريا؟ هل نقف بجانب جبهة الحق في سوريا؟».وأردف «من السهل القول إن هناك نصف مليون سوري قتل في الحرب بسوريا، ولكن الواقع يكشف عمق هذه الجريمة والمجزرة التي تشارك بلادنا فيها». وقال «سوريا اليوم دمرت، والأجيال السورية تم حرقها بالكامل، بلادي مدانة أمام دموع أطفال سوريا، وبكل تأكيد سيديننا التاريخ لأننا وقفنا بالجانب الآخر في الحرب السورية، أي جانب النظام السوري».وهاجم بشدة الرواية الإيرانية التي يقدمها نظام بلاده عن سوريا، مضيفاً «نحن نسمع رواية واحدة فقط عن سوريا، نحن نريد أن نعلن موقفنا، نحن نريد إيصال صوتنا، نحن ضد ما تفعله بلادنا بسوريا، وحتى علي مطهري الذي هو بجانب الشعب لم يدن الرواية الإيرانية عن سوريا». واستطرد الطالب الإيراني في كلمته بالقول «نحن نريد أن نقوم بإيصال هذا الصوت، لأن التاريخ سوف يديننا نحن ضد هذه الرواية التي تقدم لنا في الداخل عن سوريا».وقاطع الجمهور أكثر من 3 مرات كلمة الطالب الإيراني بالتصفيق الحار، الذي فاجأ الجميع، وتحدث عن سوريا، في إشارة إلى تأييدهم لحديثه عن موقف بلاده الذي يدعم الأسد. في سياق متصل، أصدر المرشد الإيراني، علي خامنئي، قرارا بإقالة اللواء محمد رضا نقدي، قائد ميليشيات «الباسيج» التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتعيين العميد غلام حسين غيب بور بدلاً منه، وذلك على خلفية الاحتجاجات الطلابية التي اجتاحت الجامعات الإيرانية الثلاثاء الماضي، بمناسبة يوم الطالب في إيران، الذي يصادف 6 ديسمبر من كل عام، حسبما رأى مراقبون.وأطلق الطلاب الذين تجمعوا في مختلف جامعات البلاد، شعارات تندد بقمع النظام لحرية التعبير، ووضع القيود على الحراك الطلابي، واعتقال وسجن نشطاء الحركة الطلابية في عموم البلاد.وصادفت الاحتجاجات الذكرى الـ18 لقمع الاحتجاجات الطلابية في العاصمة طهران عام 1998، حيث كان لنقدي دور بارز في البطش بالطلبة مع قادة آخرين من الحرس الثوري، مما أدى إلى إدراج اسمه في قائمة عقوبات مجلس الأمن التي فرضتها الأمم المتحدة على شخصيات إيرانية.كما وُضع اسمه على لائحة العقوبات الأوروبية في أبريل 2013 عندما تبين أنه لعب دوراً بارزاً مع 32 مسؤولاً آخرين في القمع الدموي لاحتجاجات الانتفاضة الخضراء في عام 2009 حيث كان من ضمن المحققين الذي استجوبوا المعتقلين الذين مات عدد منهم تحت التعذيب.من جهة أخرى، أعلن المدعي العام الإيراني، أحمد علي منتظري، الذي يترأس لجنة الرقابة على الإنترنت في البلاد، عن حجب وإغلاق 14 ألف موقع وحساب على شبكات التواصل الاجتماعي في البلاد.وأكد منتظري خلال مقابلة مع قناة «خبر» الإيرانية، أن السبب الرئيسي في حجب وإغلاق هذه المواقع والحسابات هو محتواها «المعادي للدين والأخلاق»، على حد تعبيره. وتشن السلطات منذ فترة حملة على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في أنحاء مختلفة من البلاد، خاصة ضد عارضي الأزياء عبر الإنترنت، حيث أعلنت الأجهزة الأمنية اعتقال من وصفتهم بعدة شبكات نشطة من شباب وفتيات تم رصدهم من قبل «الجيش الإلكتروني» وهم يقيمون عروضاً للأزياء عبر تطبيق «إنستغرام». يذكر أن مؤسسة «فريدوم هاوس»، صنفت إيران، في تقريرها السنوي لعام 2016 ضمن قائمة الدول الأكثر قمعاً لحرية الإنترنت والإعلام، نظراً لحجبها مواقع التواصل الاجتماعي وفلترة المواقع الإلكترونية واعتقال نشطاء الإنترنت.وقالت المؤسسة الدولية التي ترصد حرية الإعلام والإنترنت في العالم من مقرها في واشنطن، إن إيران احتلت المرتبة 87 ضمن الدول «غير الحرة»، وصنفت ضمن أكثر 3 دول في قمع حرية الإنترنت بعد الصين وسوريا.
طالب إيراني من قلب جامعة طهران: بلادي مدانة أمام دموع أطفال سوريا
09 ديسمبر 2016