القاهرة - (وكالات): قتل 23 شخصاً، معظمهم من النساء، وأصيب 50 آخرين، في اعتداء استهدف صباح امس الكنيسة البطرسية قرب الكاتدرائية المرقسية، مقر بابا الأقباط الارثوذكس البابا تواضروس الثاني في حي العباسية وسط القاهرة في التفجير الأكثر دموية ضد الأقباط منذ سنوات. وقال مسؤولون أمنيون إن الانفجار وقع داخل الكنيسة قرابة الساعة العاشرة صباحاً. وأكدوا أن التفجير ناجم عن قنبلة زنة 12 كلغ من مادة «تي إن تي». وأكدت وزارة الصحة في وقت سابق في بيان «وفاة 25 شخصاً وإصابة 31 آخرين في انفجار استهدف الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية بالعباسية». وعقب تفقد رئيس الوزراء شريف إسماعيل موقع الاعتداء، أصدر مكتبه بياناً يؤكد «مصرع وإصابة العشرات معظمهم من السيدات». من جهته، دان الرئيس عبدالفتاح السيسي «ببالغ الشدة العملَ الإرهابي الآثم الذي تعرضت له الكنيسة» وأعلنت رئاسة الجمهورية الحداد الرسمي مدة 3 أيام. وقال السيسي إن «هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، وأن مصر لن تزداد كعادتها إلا قوةً وتماسكاً أمام هذه الظروف». وأضاف أن «الألم الذي يشعر به المصريون في هذه اللحظات لن يذهب هباءً، وإنما سيسفر عن تصميمٍ قاطع بتعقب وملاحقة ومحاكمة كل من ساعد بأي شكل في التحريض أو التسهيل أو المشاركة والتنفيذ في هذا العمل الآثم وغيره من الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البلاد». وقال صحافيون في المكان إن زجاج الكنيسة تهشم جراء التفجير وتناثرت أجزاؤه في الباحة المؤدية إلى قاعة الصلاة. كما أفادوا بأن التفجير وقع قرب أحد الأعمدة داخل الكنيسة ما أدى إلى تفحمه وأحدث حفراً في الأرضيات الرخام وفي الأرائك الخشبية التي يجلس عليها المصلون وكذلك في لوحات القديسين على الجدران.وقامت السلطات بأخذ كاميرات المراقبة الخاصة بالكنيسة لبدء التدقيق فيها، بحسب ما قال عناصر من الشرطة في موقع الاعتداء. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء لكن المتطرفين في سيناء سبق أن استهدفوا المسيحيين وكذلك المسلمين الذين يتهمونهم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.ودعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى «الوحدة الوطنية» عقب الاعتداء. وقالت في بيان إنها تأسف لـ»الحادث الخسيس والجبان» الذي تعرضت له كنيسة العباسية ولـ»العنف والإرهاب الذي يعتدي على مصلين آمنين». وتابع البيان أن «الكنيسة المصرية تؤكد حفظ الوحدة الوطنية التي تجمع كل المصريين على أرض مصر المباركة ونصلي أيضاً لأجل المعتدين لكي يرجعوا إلى ضمائرهم». من جهته، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب التفجير واصفاً إياه بأنه «عمل إرهابي جبان». وقال الإمام الأكبر أحمد الطيب في بيان إن «التفجير الإرهابي الخسيس الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، جريمة كبرى في حق المصريين جميعاً». وأضاف أن الاعتداء يثبت أن «الإرهاب اللعين يستهدف من ورائها زعزعة أمن واستقرار مصرنا العزيزة ووحدة الشعب المصري». وتابع أن «العمل الإرهابي الجبان لا تقوم به إلا فئة باغية استحلت الأنفس التي حرمها الله وتجردت من مشاعر الرحمة والإنسانية معرضةً عن التعاليم السمحة التي نادت بها جميع الأديان، بل وعن القيم والمبادئ الأخلاقية». وتوالت الإدانات العربية والدولية على الصعيد الدولي لهذا الاعتداء. من جانبه، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن «جرائم الإرهاب في اليمن وتركيا ومصر تؤكد أن الحرب ضد التطرف والإرهاب مواجهة ممتدة، وتطويع الإرهاب لتوجهات سياسية شاذة خطر مشترك يهدد الجميع». وأضاف الوزير الإماراتي في حسابه على موقع «تويتر» إن «الصلة بين التطرف والإرهاب واضحة، والهدف تحقيق أهداف سياسية تحت عباءة الدين، عبرنا مرحلة الغفلة والسذاجة وأصبحت هذه الحقيقة واضحة». وتابع «يأتي دور الإخوان مؤكداً الصلة بين التطرف والإرهاب في الجرائم التي تستهدف مصر الشقيقة، فخطاب العنف والتطرف يمهد الأرضية للجريمة الإرهابية». وختم الوزير الإماراتي تغريداته بالقول إن «المحصلة تأكيد طيف التيار المتطرف والإرهابي، والممتد من الإخوان إلى «داعش»، على لغة العنف كأداة سياسية، الهدف هو السلطة والغطاء خطاب ديني متوتر».