أظهرت دراسة جديدة نشرت في بريطانيا أن الركود الاقتصادي يؤثر سلباً في عقول البشر، حيث وجدت أن من يعيشون أزمة اقتصادية وهم في مقتبل العمر يواجهون "تراجعاً في أداء العقل" عندما يكبرون.وتبين من الدراسة أن كبار السن من الرجال أكثر تأثراً بالأزمات الاقتصادية التي واجهتهم عندما كانوا في مقتبل العمر إذا ما قورنوا بالنساء اللواتي بدين أقل تأثراً بالأزمات الاقتصادية التي سبق أن مررن بها.ووجدت الدراسة أن السياسات التي تهدف إلى التخفيف من آثار الركود الاقتصادي قد تمنع تعرض المواطنين إلى الأمراض العقلية عندما يكبرون في السن.ووصلت الدراسة إلى هذه النتائج بعد أن درست أكثر من 12 ألف شخص ينتمون إلى 11 دولة أوروبية، وتتراوح أعمارهم بين 50 عاماً و74 عاماً، حيث تم إخضاعهم لفحوص تتعلق بالذاكرة والقدرات العقلية، كما تم طرح العديد من الأسئلة المتعلقة بتاريخهم العملي أيضاً، وتم ربط هذه النتائج بالركود الاقتصادي الذي مرت به القارة الأوروبية في العام 1959.ورأى الباحثون أن الرجال الذين مر بهم الركود الاقتصادي وهم في سن تتراوح بين 45 عاماً و49 عاماً كان تأثير الأزمة الاقتصادية على حياتهم أكبر، أما النساء اللواتي تأثرن بالأزمة فهن اللواتي كنّ في مقتبل العمر.ونُشرت تفاصيل الدراسة ونتائجها في مجلة طبية متخصصة تصدر في بريطانيا، وتسمى "مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع".ويقول العلماء إن الأشخاص الذين تركوا المدرسة وانتقلوا إلى سوق العمل مبكراً خلال فترات الركود الاقتصادي، كانوا أقل جنياً للمال من غيرهم، إذ تبين أن لجوءهم المبكر إلى سوق العمل لم يكن مفيداً لهم ولا لمستقبلهم.يشار إلى أن العالم يعيش أزمة اقتصادية شاملة بدأت من الولايات المتحدة في أواخر العام 2008 عندما انهار بنك "ليمان براذرز" بسبب أزمة الرهون العقارية في أميركا، ليتحول الأمر إلى أزمة عالمية ما زالت غالبية دول العالم تعاني من تداعياتها حتى الآن.
Variety
الركود الاقتصادي يؤثر في عقل الإنسان بعد سنوات
23 نوفمبر 2013