عواصم - (وكالات): سخر الجنرال العسكري الروسي السابق والمحلل العسكري بصحيفة «غازيتا رو الروسية»، العقيد ميخائيل خوداريونوك، من أداء قوات الرئيس بشار الأسد والقوات الإيرانية وميليشيات «حزب الله» اللبناني خلال الحرب ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة مؤكداً أن «قوات الأسد هربت من تنظيم الدولة «داعش» في معارك تدمر»، مضيفاً أن «القوات الإيرانية وميليشيات «حزب الله» لا تقاتل أبداً، بل يثرثرون، أما لواء «فاطميون» فهو يثير الغبار بلا فعل، بينما تشكيلات الحرس الثوري الإيراني تقف كالأصنام ولا تتقدم».وقال الجنرال الروسي السابق وفقاً للترجمة التي نشرها موقع «عربي 21» الإخباري إن «القوات الروسية متذمرة جداً من قوات الأسد والحرس الثوري و«حزب الله»».وأرجع العقيد خوداريونوك، وفقاً للمقال الذي نشره بالصحيفة الروسية ونشرته مواقع إخبارية عربية ودولية «أسباب هذا الغضب إلى أن قوات النظام وحلفاءها ركزوا على حلب، وتركوا القوات الروسية وحدها في مواجهة «داعش» بمدينة تدمر».وقال إن «القوات الحكومية مع حلفائها من إيران ولبنان يجهزون على آخر المقاتلين في حلب، بينما تعرضت القوات الروسية في تدمر لخطر حقيقي نتيجة الارتباك وجبن القيادة العليا للجيش السوري، إذ أثبتت مرة أخرى ضرورة الانتقال إلى تسوية سياسية في البلاد». وأشار إلى أن «روسيا أعدت كل الظروف اللازمة لذلك، أما الغرب فيتحسس من أي إمكانية لاتفاقية سلام مع المعارضة المعتدلة بدون وسطاء».وأضاف أنه «في البداية جاءت أخبار متقطعة غير مكتملة عن الوضع في تدمر، أما الآن فالصورة أكثر وضوحاً، خاصة بعد أن أفادت بعض المصادر بأن إعادة تجمع قوات «داعش»، وتمركزهم للهجوم على تدمر تمت بدون ملاحظة أجهزة الاستخبارات، ولكن ذلك غير صحيح، لقد تأكدنا من أن القيادة السورية وصلها علم بما يجري مسبقاً».وأشار إلى أنه «حدث ما لم يتوقعه أحد، فقد أصبحت قوات الأسد بعد الطلقات الأولى لـ «داعش» في حالة ذعر، إذ ألقوا أسلحتهم والآليات العسكرية، وهربوا من تدمر، ولكن الجنود الروس قاتلوا وحدهم، وكانت المجموعة العسكرية الروسية نحو 200 فرد مجموعة قيادة، إضافة إلى 120 من مجموعة الحراسة من القوات الخاصة، هؤلاء بقوا في المدينة، ودافعوا عنها بجهود فردية».وأضاف أنه «تمت محاصرتهم من قبل مقاتلي «داعش»، ولكي يتم إنقاذهم ونقلهم من هناك تم فتح ممر بالقوة، إذ قام الطيران الروسي بتدمير 11 آلية عسكرية للمتشددين، واضطر الروس إلى ترك جزء من تسليحهم ومعداتهم العسكرية».ووفقاً للمحلل العسكري، فإن أول الهاربين المذعورين كان نائب رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السورية النظامية، وكان في حالة من الهلع، وتبعه الجنود وصغار الضباط، وكل من رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان السورية وقائد قوات الصواريخ والمدفعية للجيش السوري وقائد أركان الفيلق الثالث وقائد الفرقة الـ 18 للدبابات». وبين أنهم «عثروا بصعوبة على نائب رئيس أركان جيش الأسد بعد يومين من البحث عنه، ولا يمكن وصف حالة كبار القادة العسكريين السوريين إلا بالجبن والتخاذل والذعر». وأضاف «سيطرت في أوساط القوات السورية بالقرب من تدمر حالة من الفوضى العارمة، وحسب مصادر مطلعة وشهود عيان، فإن الأسد اعترف للروس بأفعال وسلوك قواته العسكرية، وقد تم عزل نائب رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السورية من منصبه وتسريحه من الجيش». وتابع «أثناء الهجوم الداعشي، كانت السلطات الرسمية في دمشق تتحدث للسوريين عن بطولات الجيش السوري الخارقة في الدفاع عن تدمر مضحين بالغالي والنفيس!».وقال إن «مقاتلي «حزب الله» حسب تقديرات الخبراء العسكريين فهم لا يقاتلون أبداً، بل يثرثرون. وأما لواء «فاطميون» المكلف بالهجوم من جهة الغرب، فهو يثير الغبار بلا فعل. وتشكيلات الحرس الثوري الإيراني تقف كالأصنام ولا تتقدم».وأوضح أن «الجنرال الإيراني يستطيع أن يؤكد لك 5 مرات في اليوم ويقسم ويتعهد للزملاء الروس ويضرب بيديه على صدره، بأن المهمة القتالية ستنفذ بحذافيرها! ولكن بعد ساعة بعد سؤاله: لماذا يقف المقاتلون في أماكنهم ولا يهجمون، يجيب الجنرال الإيراني بسؤال ساذج: هل المعركة بدأت حقاً؟».وقال إن «المستشارين العسكريين الروس يتحدثون بيأس، كما لا يجوز الثقة بالإيرانيين»، مؤكداً أنه «تبلور لدى العسكريين الروس انطباع عن الإيرانيين بأنهم ثرثارون بكل معنى الكلمة». من ناحية أخرى، أرجئت حتى إشعار آخر مساء أمس عملية الإجلاء التي كان مقرراً أن تشمل دفعة جديدة من المقاتلين والمدنيين المحاصرين في آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب السورية، إضافة إلى 4 آلاف آخرين من بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب المجاورة.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تأجلت عملية الإجلاء للحالات الإنسانية من بلدتي الفوعة وكفريا حتى إشعار آخر حتى يتم الاطمئنان إلى وجود ضمانات دولية». بدوره، أكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل المعارضة في حلب، أن «عملية الإجلاء من حلب توقفت مؤقتاً»، لكنه أوضح أن اعتداء مسلحين على 20 حافلة أرسلت لإتمام عملية الإجلاء «لن يؤثر على استئناف العملية في وقت لاحق».وفي وقت سابق، أقدم مسلحون على حرق 20 حافلة مخصصة لإجلاء سكان من الفوعة وكفريا خلال وجودها في محيط البلدتين. وأشار المرصد السوري إلى مقتل أحد السائقين.وقالت مصادر إن الآلاف وبينهم عدد كبير من الأطفال اضطروا إلى البقاء لساعات في العراء في حي العامرية وسط برد شديد بانتظار قافلة جديدة. ولجأ بعضهم إلى إحراق الثياب والحاجيات التي كانت معهم للشعور بالدفء مع انخفاض الحرارة دون الست درجات مساءً.ومنذ الخميس الماضي، تم إجلاء نحو 8500 شخص بينهم 3 آلاف مقاتل من مناطق سيطرة الفصائل في حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم 500 حالة بين جريح ومريض، بموجب اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا أساساً قبل دخول إيران على خط المفاوضات. وفي نيويورك، قال دبلوماسيون إنه «تم التوافق بين فرنسا وروسيا في مجلس الأمن على مشروع قرار بشأن مراقبة الأمم المتحدة لعملية الإجلاء من حلب والتصويت اليوم».
جنرال روسي: ميليشيات طهران و«حزب الله» تثرثر ولا تحارب بسوريا
19 ديسمبر 2016