عواصم - (وكالات): أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مقتل 12 شخصاً وإصابة 48 عندما دهست شاحنة حشداً في سوق للميلاد في برلين واصفة الحادث بأنه «اعتداء إرهابي»، ما يشكل صدمة للبلاد ويحرك الجدل حول سياستها المتعلقة بالهجرة. من جانبه، قال وزير داخلية ولاية سارلاند الألمانية كلاوس بويلون إن ألمانيا في حالة حرب.وفي وقت لاحق، أعلن تنظيم الدولة «داعش» مسؤوليته عن الاعتداء قبل أن تقول شرطة برلين إن منفذ الهجوم الدامي بالشاحنة قد يكون «على الأرجح» طليقاً، بعدما أكدت بداية أنها اعتقلت طالب لجوء باكستاني يشتبه في أنه ارتكب الاعتداء. وتذكر المأساة التي وصفتها ميركل بأنها «عمل إرهابي» في إلمانيا التي كانت حتى الآن بمنأى من هجمات على نطاق واسع، باعتداء نيس في 14 يوليو الماضي الذي أوقع 86 قتيلاً. وأسفر اعتداء برلين عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 48، بينهم 18 شخصاً بحال خطرة، وفق آخر حصيلة. وقال قائد شرطة برلين كلاوس كانت «على الأرجح هناك مجرم خطير في المنطقة، وهذا بالطبع يثير قلق الناس». وتجري حالياً تحليلات لتحديد ما إذا كان الحمض النووي لطالب لجوء باكستاني «23 عاماً» اعتقل مساء أمس الأول وقدم على أنه مشتبه به، يتطابق مع «آثار» عثر عليها داخل الشاحنة. لكن النائب العام الاتحادي لمكافحة الإرهاب بيتر فرانك، المكلف الإشراف على التحقيق، قلل من الاحتمال قائلاً «علينا أن نستعد لفكرة ألا يكون الشخص المعتقل هو مرتكب» الاعتداء. وجاءت التطورات بعيد إعلان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير عن عملية اعتقال نفذت مساء أمس الأول بحق مشتبه به باكستاني وصل إلى ألمانيا في 31 ديسمبر 2015 عن طريق البلقان و»تسجل في برلين في فبراير» كطالب لجوء. وأضاف دي ميزيير «إنه ينفي ارتكابه الجريمة. ومازال التحقيق مستمراً»، مشيراً إلى أن تنظيم الدولة «داعش» لم يعلن «حتى اللحظة» مسؤوليته عن المجزرة. ولايزال الارتباك سيد الموقف في أعقاب الاعتداء، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة. وأوضحت صحيفة دي فيلت أنه قبض على المشتبه به بعد فترة وجيزة من وقوع الحادث في مكان سياحي في برلين، بعدما لاحقه مسافة كيلومترين أحد الشهود الذي كان يوجه الشرطة عن طريق الهاتف. وقبل إعلان الشرطة شكوكها، كانت ميركل قالت إنه «اعتداء إرهابي» مشيرة إلى احتمال أن يكون منفذه طالب لجوء. وسرعان ما بدأت الانتقادات لميركل حول سياستها المنفتحة على صعيد الهجرة. وكتب ماركوس بريتزل أحد المسؤولين في حزب «البديل لألمانيا» اليميني على «تويتر» «إنهم ضحايا ميركل»، في حين رأت القيادية في الحزب فراوكي بيتري أن «ألمانيا لم تعد آمنة» بمواجهة «إرهاب المتطرف». ونددت بقرار المستشارة فتح أبواب ألمانيا عام 2015 لنحو 900 ألف لاجئ ومهاجر فروا من الحرب والفقر من دول تشهد نزاعات. كما وصل قرابة 300 ألف آخرين عام 2016. وزارت ميركل مكان الحادث مع عدد من الوزراء للمشاركة بالوقوف في دقيقة صمت، قبل زيارة موقع الحطام وتوقيع سجل تعاز. وبين القتلى 6 ألمان بحسب الشرطة، فيما تتواصل عمليات التعرف على آخرين. وعثر أيضاً على جثة بولندي في الشاحنة وقد قتل «رميا بالرصاص». وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الإقليمية إنه قد يكون سائق الشاحنة التي سرقت منه. وتم تنكيس الأعلام فوق المباني العامة وسيقام قداس على أرواح الضحايا في كاتدرائية سانت ادويج وسط برلين. يذكر أن ألمانيا ظلت حتى الآن بمنأى من اعتداءات متطرفة ضخمة، لكنها شهدت مؤخراً عدة اعتداءات متفرقة. وتبنى تنظيم الدولة في يوليو الماضي اعتداءين منفصلين نفذهما سوري في الـ27 من العمر وطالب لجوء في الـ17 يرجح أنه أفغاني، أحدهما بواسطة قنبلة والآخر بالسلاح الأبيض، وأوقعا عدة جرحى. كما يشتبه بأن فتى ألمانياً عراقياً عمره 12 عاماً حاول تفجير عبوة في سوق لعيد الميلاد نهاية نوفمبر الماضي لدوافع يعتقد أنها متطرفة، وفق ما أعلنت السلطات الألمانية واصفة القضية بأنها «مخيفة». وفي أكتوبر الماضي انتحر سوري في السجن بعد توقيفه وأفاد المحققون بأنه كان يحضر لارتكاب اعتداء على مطار في برلين.في غضون ذلك، أعلنت الدول الأوروبية وفي مقدمها فرنسا تشديد الإجراءات الأمنية في أسواق الميلاد عبر تكثيف الدوريات ونصب الحواجز الأمنية بعد اعتداء برلين، الأخير في سلسلة هجمات غير مسبوقة.
ألمانيا: مجزرة سوق الميلاد ببرلين اعتداء إرهابي أوقع 12 قتيلاً
21 ديسمبر 2016