عواصم - (وكالات): قتل نحو 30 شخصاً بينهم شرطيون وعمال إغاثة في تفجيرات وقصف مدفعي داخل وبالقرب من الموصل التي يخوض الجيش العراقي معارك لاستعادتها من متطرفي تنظيم الدولة «داعش» شمال العراق، فيما فرضت القوات الحكومية حظر التجوال في حي كوكجلي شرق المدينة بعد انفجار 3 سيارات مفخخة نفذها «انتحاريون» وخلفت عشرات القتلى والجرحى، كما بدأت حملة دهم وتفتيش بحثاً عن متورطين. وتنبه منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بشكل يومي إلى الخسائر البشرية المرتفعة في صفوف المدنيين جراء المعارك الجارية منذ أكثر من شهرين لإخراج «داعش» من ثاني مدن العراق التي احتلها في صيف 2014. وأدت المعارك إلى نزوح قرابة 100 ألف شخص منذ منتصف أكتوبر الماضي وتخشى منظمات الإغاثة أن يبلغ عدد النازحين مليون شخص مع استمرار القتال. وتزداد مخاوف منظمات الإغاثة والمنظمات الدولية يوماً بعد يوم بشأن مصير السكان الذين لا يزالون في الموصل. وأدت 3 تفجيرات متزامنة بسيارات مفخخة في سوق بلدة كوكجلي شرق الموصل والتي استعادها الجيش العراقي في بداية نوفمبر الماضي إلى مقتل 23 شخصا هم 8 شرطيين و15 مدنياً، وفق بيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة. وأعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجوم في بيان نشره على تويتر مؤكداً أن العمليات نفذها 3 انتحاريين. وفي داخل الموصل، تتواصل المعارك ضد المتطرفين.وتقترب قوات مكافحة الإرهاب تدريجاً من نهر دجلة الذي يعبر الموصل. وتؤكد قيادة الأركان استعادة نصف الأحياء الشرقية للمدينة في حين لا يزال المتطرفون يسيطرون على الأحياء الغربية ويقاومون ضربات الجيش بشراسة. وبات واضحاً أن الموصل لن تحرر قبل نهاية السنة خلافاً لما أعلنه رئيس الوزراء حيدر العبادي. وأكد العبادي خلال مؤتمر صحافي أنه لم يتم تعليق المعارك التي تساندها قوات التحالف الدولي. ولكن المدنيين يدفعون ثمناً باهظاً للقتال إذ أفادت الأمم المتحدة ان 11 شخصاً لقوا حتفهم هم 7 مدنيين و4 من عمال الإغاثة في قصف عشوائي بقذائف بالهاون خلال اليومين الماضيين. وقالت ليز غراند منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في العراق أن المدنيين «كانوا يقفون في الطابور لتسلم المساعدات العاجلة». ولم توضح جنسية موظفي الإغاثة ولا المنظمات التي ينتمون إليها ولكن محمود السورجي المتحدث باسم «متطوعي نينوى» قال إن عاملين إنسانيين من جمعية «فزعة» العراقية قتلوا في القصف. وقالت غراند إن «الناس الذين ينتظرون تسلم المساعدات هم في الأصل ضعفاء ويحتاجون للمساعدة. إنهم يحتاجون للحماية وليس أن يتعرضوا للقصف». ويتزامن التحذير مع صدور تقريرين لمنظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية هذا الأسبوع يتحدثان عن التجاوزات والصدمات النفسية التي يتعرض لها أهالي الموصل. وقالت هيومن رايتس ووتش إن المتطرفين يستهدفون المدنيين بصورة متعمدة عندما يرفضون تحويلهم إلى دروع بشرية ومرافقتهم خلال انسحابهم. وتحدثت منظمة العفو عن الصدمات النفسية المروعة التي يتعرض لها أطفال الموصل. وقالت المنظمة إن «الأطفال المحاصرين جراء القتال الوحشي في الموصل رأوا أشياء لا ينبغي لأحد، مهما كان عمره، أن يراها».في شأن متصل، قالت «هيومن رايتس ووتش» إن جماعتين عراقيتين مسلحتين ترتبطان بحزب العمال الكردستاني، تجندان أطفالاً للقتال. وأضافت المنظمة أنها وثقت 29 حالة تجنيد أطفال أكراد وأيزيديين قامت بها وحدات حماية الشعب الكردية - الذراع المسلح لحزب العمال الكردستاني - ووحدات مقاومة شنكال. وتنتشر عناصر وحدات حماية الشعب الكردي في تركيا وسوريا والعراق وتقاتل ضد القوات التركية وجماعات مسلحة من بينها «داعش». وجاء في بيان المنظمة أنه «في حالتين خطفت جماعات مسلحة أطفالاً أو أساءت لهم بشكل بالغ عند محاولتهم ترك هذه الجماعات».