عواصم - (وكالات): أكد البيان الختامي لـ "مؤتمر أصدقاء الشعب السوري” الذي انعقد أمس في إسطنبول "الدعم الكامل لتطبيق” خطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان، مطالباً بـ "تحديد جدول زمني لخطواتها المقبلة” ومعترفاً بالمجلس الوطني السوري "ممثلاً شرعياً” للسوريين. في هذه الأثناء تواصلت عمليات القوات النظامية والاشتباكات مع منشقين في مناطق سورية عدة خاصة في حمص وحماة ودرعا ما أسفر عن سقوط 70 قتيلاً، فيما أعلنت قيادة الجيش الحر في الداخل ترحيبها بخطة عنان واستعدادها لوقف عملياتها عندما "يتوقف قصف القوات النظامية على المدن”. وجاء في نص البيان الموزع على الصحافيين أن "مجموعة الأصدقاء تجدد التأكيد على أهمية التطبيق الكامل من جانب النظام السوري” لمقررات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وخطة عنان المؤلفة من 6 نقاط. وأضاف البيان "إلا أن مجموعة الأصدقاء تعبر عن أسفها لاستمرار أعمال النظام السوري نفسها رغم إعلانه الموافقة على خطة النقاط الست. فمنذ الإعلان عن الموافقة في 27 مارس الماضي، لم يتوقف العنف الذي يقوم به النظام، ومنذ ذلك التاريخ، فقد كثيرون حياتهم”. واعتبر أن ذلك "يبرز كنموذج جديد على عدم صدق النظام”، مضيفاً أن "الحكم سيكون على أفعال النظام لا على وعوده”.وأكد البيان أن "الفرصة المتاحة للنظام لتنفيذ التعهدات التي قام بها للموفد المشترك عنان ليست مفتوحة بلا نهاية”. ودعت المجموعة عنان إلى "تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها عودة إلى مجلس الأمن الدولي إذا استمرت عمليات القتل”. ودعت المجموعة كل أعضائها إلى تحمل مسؤولياتهم. وأعلن وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء المؤتمر أن "83 دولة” شاركت في المؤتمر، ما يدل على "اهتمام متزايد” بالقضية السورية. وقال إن المؤتمرين استمعوا خلال اجتماعهم إلى شهادات من أشخاص قدموا من أحياء بابا عمرو في مدينة حمص في وسط سوريا ومن محافظة حلب ومن مناطق أخرى، وقال "ما سمعناه يشير إلى أن الوضع على الأرض مؤلم أكثر مما تصوره وسائل الإعلام العالمية”. من جهة ثانية، اعترف "مؤتمر أصدقاء سوريا” بالمجلس الوطني السوري المعارض "ممثلاً شرعياً لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه”. كما أكدت المجموعة "دعمها لنشاطات المجلس من أجل سوريا ديمقراطية” واعتبرته "محاوراً رئيساً للمعارضة مع المجتمع الدولي”. وأعلن البيان النهائي أن مؤتمر أصدقاء سوريا المقبل سيعقد في فرنسا من دون تحديد موعد. وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في مؤتمر صحافي بعد المؤتمر إن اعتراف مجموعة أصدقاء سوريا بالمجلس الوطني "كممثل شرعي” للشعب السوري و«محاور رئيس” للمجتمع الدولي يعني أن "النظام أصبح غير شرعي، وأن السلطة القائمة في سوريا أصبحت لا شرعية، وأن من حق الشعب مقاومة هذه السلطة اللاشرعية المغتصبة”. واعتبر أن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري يشكل "خطوة ثانية” بعد مؤتمر أصدقاء سوريا الأول الذي عقد في تونس، على طريق مساعدة الشعب السوري على تحقيق هدفه في التخلص من نظام الرئيس بشار الأسد.وقال غليون رداً على سؤال عن الجهة التي ستقوم بتمويل رواتب عناصر الجيش الحر، وهو الأمر الذي أعلنه في كلمته أمام المؤتمر، إن "التمويل سيتم من ميزانية المجلس الوطني الذي يتلقي مساعدات ومساهمات من دول عدة يستخدمها في أنشطته العسكرية وغير العسكرية”. وأعلن المجلس الوطني السوري أن المقاتلين ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد سيحصلون على رواتب شهرية. كما ستدفع أموال للجنود الذين ينشقون عن الجيش الرسمي، حسب ما أعلن المجلس خلال قمة "أصدقاء الشعب السوري” في تركيا. وقالت وفود المؤتمر إن دول الخليج ستوفر ملايين الدولارات شهرياً للمجلس الوطني السوري المعارض، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وأعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ترحيبها بخطة المبعوث الدولي كوفي عنان، مشددة في الوقت نفسه على مواصلة القتال إلى أن تكف القوات النظامية عن قصف المدن. وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين "نحن مع مبادرة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية”. وفي تركيا، انتقد أمين سر المجلس العسكري النقيب عمار الواوي عدم تبني مؤتمر أصدقاء سوريا تسليح الجيش السوري الحر.واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الرئيس السوري بشار الأسد "يخطئ” إذا اعتقد أنه قادر على هزيمة المعارضة السورية. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في إسطنبول "إن قراءتي للوضع هي أن المعارضة تزداد قوة وليس العكس”، مضيفة أن "الأسد يتصرف كما لو أنه قادر على سحق المعارضة”. وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمته مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائماًن فيه، أي قرار ضد دمشق. وقال "إن فوت مجلس الأمن مرة جديدة فرصة تاريخية، فلن يكون هناك من خيار أمام الأسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه” مندداً بـ "إعدام جماعي” تقوم به قوات النظام بحق السوريين. وأكد أردوغان أن بلاده لا يمكن أن تدعم "أي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة”، مضيفاً أن السوريين "الذين عانوا من تسلط الأسد الأب يعانون اليوم من تسلط الابن”. وشدد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه على ضرورة "تحديد مهلة في الزمن” للنظام السوري لتطبيق خطة عنان. من جهة أخرى، تدخلت الشرطة التركية الأحد لتفريق 50 متظاهراً من أنصار النظام السوري كانوا ينددون بعقد المؤتمر. وفي بغداد، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي شاركت بلاده في مؤتمر أصدقاء سوريا بوفد برئاسة وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي، أن النظام السوري "لن يسقط”. وأضاف المالكي في مؤتمر صحافي "نرفض أي تسليح وعملية إسقاط النظام بالقوة، لأنها ستخلف أزمة تراكمية في المنطقة”. ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة أن 70 شخصاً قتلوا خلال أعمال عنف متفرقة جرت في عدد من المدن السورية، خاصة في حمص وحماة ودرعا. من جانب آخر، تراجعت السلطات الإيرانية عن إعلانها الإفراج عن 5 مهندسين خطفوا قبل أشهر في سوريا موضحة أنه تم الإفراج عن 5 فقط من زوار أماكن مقدسة.