عواصم - (وكالات): يعاني نحو 200 ألف نسمة في ريف حمص الشمالي أوضاعا إنسانية غاية في السوء بسبب الحصار ونقص المواد الغذائية والطبية، خاصة أن المنطقة تتعرض لأشد عاصفة ثلجية منذ سنوات عدة، وسط مناشدات دولية لإغاثة النازحين في ريفيْ حمص وحلب. في غضون ذلك، صعّدت قوات الرئيس بشار الأسد والميليشيات الموالية له من قصفها الجوي والمدفعي المكثف لقرى وادي بردى بريف دمشق، بينما أعلنت المعارضة المسلحة صدها هجوماً للنظام وحلفائه وتكبيدهم خسائر فادحة. في حين ناشد أهالي المنطقة المجتمع الدولي التدخل العاجل لحمايتهم.وقالت مصادر في ريف حمص الشمالي إن آلاف السكان والنازحين يعيشون بمنازل متهالكة حيث تكثر الثقوب في جدرانها، ولا تصل إليها خدمات الكهرباء والماء ولا المساعدات الإنسانية.وفي ريف حلب الشمالي، قال ناشطون إن طفلين يبلغان من العمر عامين و3 أعوام توفيا بمخيم باب السلامة في أعزاز جراء احتراق خيمتهما بمخيم باب السلامة، في حين نقل الوالدان إلى المستشفيات التركية للعلاج.من جهة أخرى، بعث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط رسائل إلى كل من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» استعرض فيها معاناة المدنيين في سوريا، وبخاصة مدينة حلب. بدورها، أرسلت سيدة تركيا الأولى أمينة أردوغان رسالة إلى زوجات قادة العالم، تدعو فيها جميع نساء العالم للتحرك من أجل نساء وأطفال سوريا، وقالت «إننا مجبرون في المرحلة الحالية على فعل ما هو أكثر من ذرف الدموع من أجل سوريا (...) قلوبنا لم تعد تتحمل هذا الألم». في السياق ذاته، صعّدت قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له من قصفها الجوي والمدفعي المكثف لقرى وادي بردى بريف دمشق. وقالت مصادر إن المعارضة المسلحة قتلت 20 مقاتلاً من قوات النظام والمليشيات الداعمة له، وأسرت 3 آخرين بينهم ضابط، وذلك خلال صدها هجوماً على بلدتي بسيمة ودير مقرن في وادي بردى بريف دمشق. وأضافت المصادر أن قوات النظام شنت قصفاً جويا وصاروخياً مكثفاً على الأحياء السكنية في بلدة بسيمة والجبال المحيطة ببلدة إفرة، مما أسفر عن سقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى ودمار في الأبنية والممتلكات. وكان القصف على بلدات وادي بردى قد أدى إلى قتل 14 شخصا خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث صعّدت قوات النظام عملياتها العسكرية منذ عدة أيام، بهدف الضغط على المعارضة المسلحة لإجبارها على القبول بتسوية تفضي بتسليم المنطقة لقوات النظام. في غضون ذلك ناشد أهالي منطقة وادي بردى السورية المجتمع الدولي التدخل العاجل لحمايتهم مع استمرار قصف النظام وميليشيا «حزب الله» للقرى السكنية فيه. من ناحية أخرى، دعت تركيا أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة «داعش» إلى تقديم دعم جوي للقوات التي تدعمها تركيا وتحاصر مدينة الباب السورية الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف. وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي «يجب أن يقوم التحالف الدولي بواجباته فيما يتعلق بالدعم الجوي للمعركة التي نخوضها في الباب. عدم تقديم الدعم اللازم أمر غير مقبول». وذكر الجيش التركي أن «داعش» قتل أمس الأول ما لا يقل عن 30 مدنياً وأصاب كثيرين آخرين لمنع الناس من الفرار من المدينة الواقعة شمال سوريا. ويحاصر مقاتلون من المعارضة السورية تدعمهم قوات تركية منذ أسابيع البلدة في إطار عملية «درع الفرات» التي بدأتها تركيا قبل نحو 4 أشهر لإخراج عناصر التنظيم المتشدد ومقاتلين أكراد من المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا. وضربت الطائرات الحربية التركية مئات الأهداف التابعة لـ «داعش» في الأسابيع الأخيرة. وأبلغ كالين الصحفيين أنه جرى «تحييد» ما إجماليه 226 من مسلحي التنظيم المتطرف في أحدث العمليات حول الباب. من جانبه، قال رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف إنه مستعد لاستضافة المحادثات متعددة الأطراف بشأن الصراع في سوريا في العاصمة أستانة.