كتبت ـ نور القاسمي:وجدت شخصيات فلسطينية في رسالة العاهل المفدى بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أنها أصابت كبد الحقيقة ووضعت إصبعاً على الجرح، لعجز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن فرض حل الدولتين وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني طيلة عقود.وقالوا إن الرسالة السامية تمهد لموقف عربي جماعي ضاغط على المجتمع الدولي لحل القضية الفلسطينية، داعين الدول العربية إلى تبني المسار الذي خطه العاهل لتظل القضية حية بوجدان العرب وتتصدر قائمة أولوياتهم. ورأوا في تحميل العاهل المسؤولية للمجتمع الدولي تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، وفشله في تحقيق تسوية عادلة ودائمة للقضية على مدى 65 عاماً، اتساقاً مع مواقف البحرين الدائمة تجاه تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. واعتبروا تأكيد العاهل التزام البحرين بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وسعيها لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، دليلاً على مواقف البحرين المبدئية الثابتة تجاه إحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة، وإقامة دولتهم المستقلة، وإحلال السلام بالشرق الأوسط.وعد المنسق في الجالية الفلسطينية بالبحرين رامي رشيد، رفض السعودية مقعد مجلس الأمن بسبب فشله بإيجاد حل عادل للقضيتين الفلسطينية والسورية، وما أثاره العاهل البحريني في رسالته أمس، بمثابة روافع للقضية، تدلل على انتشار التململ العربي من عدم جدوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بحل الصراع العربي الإسرائيلي الممتد منذ عقود. وأضاف أن الأمم المتحدة تكيل بمكيالين في تعاملها مع الصراعات الدولية، لافتاً إلى أن المنظمة الدولية تدخلت في صراعات بمناطق مختلفة من العالم وساهمت بحلها، تاركة القضية الفلسطينية منذ 6 عقود دون حل، رغم أن الشعب الفلسطيني قدم مختلف أوجه التعاون مع الولايات المتحدة والدول الكبرى لحل عادل لقضيتهم المستعصية. ونبه إلى أن المملكة العربية السعودية قدمت مبادرة للسلام العربي في قمة بيروت مارس 2002، ووافقت عليها جميع الدول العربية وبعض دول العالم الإسلامي بينها إيران، ونصت على إقامة علاقات تعاونية كاملة مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وتشمل الأراضي الفلسطينية والجولان السورية وأجزاء من جنوب لبنان، مستدركاً «لكن إسرائيل رفضت المبادة وقوضت سبل الحل».وأكد رشيد أن الطرف الفلسطيني راغب بالحل بعكس الطرف الإسرائيلي الرافض لإيجاد حلول مشتركة، داعياً الأمم المتحدة إلى فرض حل يرضي الطرفين، أسوة بخطوات مماثلة اتخذتها حيال الصراعات والنزاعات في العالم.من جانبه، قال استشاري ومدرب التنمية البشرية د.عماد الزيداني، إن جهود الأمم المتحدة حيال القضية الفلسطينية لا قيمة لها وغير مجدية ومازالت حبراً على ورق، مضيفاً أنها «لن تجدي الشعب الفلسطيني نفعاً إذا ما لم تبذل خطوات جريئة في طريق حل الصراع العربي الإسرائيلي».ولفت الزيداني إلى أن رسالة جلالة الملك التضامنية مع الشعب الفلسطيني، لخصت ما يعانيه هذا الشعب من قهر وظلم ومعاناة مستمرة منذ عقود، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يتمنى أن يرى القدس محررة وتعود أرض فلسطين لأهلها ويرفع الجور والظلم عنهم.ووصف الزيداني رسالة العاهل المفدى بـ»اللفتة الشجاعة»، في زمن تنشغل فيه الدول العربية بحل نزاعاتها الداخلية، وشكر للبحرين حكومة وشعباً اهتمامها بالقضية الفلسطينية ووقوفها مع شعب يقاسي صنوف الظلم والاضطهاد. من جهته، قال الإعلامي الفلسطيني نظمي العرقان، إن ما يربط البحرين بفلسطين علاقات تاريخية ممتدة الجذور، ولم تشبها شائبة يوماً، وتسودها المودة والاحترام.وأضاف أن العلاقات الثنائية بدأت إبان عهد حاكم البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وتطورت وتقدمت بفضل التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.ونبه إلى أن هذه العلاقات ازدادت رسوخاً، بفضل الزيارات المتبادلة بين الوفود البحرينية والفلسطينية، والمشروعات الخيرية والمساعدات الإغاثية المقدمة من المؤسسة الملكية الخيرية بإشراف رئيس مجلس الأمناء سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وتمثلت في بناء المدارس والمستشفيات ومصنع الأطراف الصناعية، وآخرها مكتبة البحرين في القدس الشريف والمركز البحريني الثقافي بإشراف وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة .وأضاف العرقان أن موقف جلالة الملك لدى افتتاحه المجلس الوطني مؤخراً، ودعوته للتركيز على القضية الفلسطينية، تدفعنا للنضال حتى نيل الحرية الكاملة والاستقلال، متمنياً استمرار الدعم العربي لمطالب الشعب الفلسطيني المشروعة.بدوره دعا مستشار الأعمال زياد عريقات، إلى وحدة القرار العربي فيما يخص القضية الفلسطينية، موضحاً أن اتخاذ كل دولة عربية قراراً وتوجهاً مغايراً للأخرى أثر سلباً على القضية الفلسطينية.