تعتبر عملية إصلاح وتأهيل النزلاء المحور الرئيس للاستراتيجية التي تنتهجها وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للإصلاح والتأهيل، والتي تولي اهتماماً لتقديم أفضل الخدمات والبرامج الإصلاحية والتأهيلية التي من شأنها مساعدة النزلاء على تخطي هذه المرحلة من حياتهم وإعادة بناء مستقبلهم مما يستوجب احتوائهم وتوجيههم والأخذ بيدهم نحو غد أفضل ولضمان عودتهم إلى المجتمع أفراد يساهمون في بناء ورفعة الوطن.وانطلاقا من هذه الاستراتيجية فإن الإدارة العامة للإصلاح والتأهيل لا تألوا جهداً في حفظ وصون حقوق النزلاء، من خلال تطبيق الأنظمة والقوانين سواء الخاصة بمراكز الإصلاح والتأهيل أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحقوق النزلاء والموقوفين، وذلك من أجل تحسين الخدمات المقدمة للنزيل على اختلاف أنواعها، كتوفير الخدمات والعيادات الصحية في كافة مركز إصلاح وتأهيل والمزودة بأفضل الخبرات الطبية والأدوية، حيث يتم متابعة المرضى من النزلاء بشكل يومي ومستمر للوقوف على حالتهم الصحية وتوفير كافة التسهيلات لنقل المرضى إلى المستشفيات الحكومية لمتابعة حالتهم إذا دعت الحاجة لذلك.وتعمل مراكز الإصلاح والتأهيل في مملكة البحرين على توفير باقة متكاملة من البرامج الإصلاحية والتأهيلية والتي صممت بكل دقة لتشمل الجوانب الصحية والنفسية والتعليمية والدينية والثقافية والرياضية، ومن هذه البرامج إطلاق برنامج مركز ناصر للتدريب والتأهيل النزلاء والذي يمنح النزيل شهادة الثانوية المهنية، كما يقدم برنامج التعلم الذاتي لمواصلة التعليم في كافة المراحل ذاتياً داخل المركز، حيث تقوم وزارة التربية والتعليم بالإشراف عليه مباشرة، هذا بالإضافة إلى برنامج الورش المهنية كالنجارة والكهرباء والإلكترونيات والخط والرسم والنحت.كما توفر مراكز الإصلاح والتأهيل البرامج الدينية والتي تهدف إلى حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجوديه، ودراسة علومه، هذا بالإضافة البرنامج المتكامل للتعافي من الإدمان والذي يقدم سلسة من البرامج التوعوية والمحاضرات الهادفة لتعافي النزيل من الإدمان على المخدرات، وبرنامج التعافي السلوكي، وجميع الألعاب الشعبية ومباريات كرة القدم، إضافة إلى برامج مخصصة للنزيلات كبرنامج تعليم الخياطة، وتعليم الطبخ، والمشغولات اليدوية.ويجب التنويه إلى أن عملية الإصلاح والتأهيل تبدأ من الوالدين، فهم بوابة الأمن والأمان للأبناء الصغار الذين يعيشون ويتربون تحت كنفهم، فالاهتمام والتربية والمتابعة والقدوة الحسنة والتثقيف جميعها عوامل تسهم في تنشئة جيل صالح وواعي يساهم في بناء المجتمع، مما يستوجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم وفتح باب الحوار والنقاش معهم وضرورة حمايتهم من أصدقاء السوء، كما يستطيع الوالدين الاستعانة بالاستشاريين والأطباء المختصين في مجال التربية وعلم النفس والسلوك.ويأتي تنظيم أسبوع النزيل الخليجي الموحد في كل عام من شهر ديسمبر ليفتح مجالات أوسع من التعاون والاستفادة وتبادل خبرات الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي، حيث يتم خلال هذا الأسبوع تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات والزيارات المشتركة، وذلك لضمان تقديم أفضل ما يمكن تقديمه للنزلاء بغية الوصول إلى الهدف الرئيس من العملية الإصلاحية وهو عودة النزيل مرة أخرى للمجتمع كفرد مساهم في بناء وازدهار بلده.