هربت الفتاة السعودية هدى (22 عاما) الى اليمن من اجل حب حياتها عرفات (25 عاما) بعدما رفض اهلها تزويجها منه، وباتت قصة روميو وجولييت العربيين التي يختلط فيها الحب والقبلية والسياسة تلهب مشاعر اليمنيين.واستقطبت هدى آل نيران، المنقبة التي تحدت المحظور بفرارها من اجل الحب في مجتمع محافظ جدا، تعاطفا من الالاف اليمنيين عبر فيسبوك، وايضا خلال مثولها امام المحكمة الاحد بتهمة دخول البلاد بطريقة غير شرعية.وقد طالبت امام المحكمة باعتبارها لاجئة في اليمن بهدف قطع الطريق امام ترحيلها.وتجمع المئات امام المحكمة التي احيطت بتدابير امنية مشددة، رافعين صور هدى وعرفات وشعارات مؤيدة لحبهما.ومن هذه الشعارات، "كلنا هدى"، "ايها السعوديون، هدى لن ترحل" و"الحب لا يقف امام الحدود والجنسيات".امام على فيسبوك، فباتت قصة حب "روميو وجولييت" العرب كما بات يطلق عليهما، حديث الساعة.وكتب رفيق مصلح الضليعي على صفحة خاصة مؤيدة لزواج الشاب والشابة قصيدة بالعامية قال فيها: "الى متى التخلف بايزيد، وايش بالحب وايش الذي يعيبه. يلعن ابو العادات وام التقاليد، لا سببت فراق الحبيب من حبيبه".وتوالت الهدايا للحبيبين استعدادا لزواجهما المنتظر، ففيما تبرع رجل اعمال بشقة لزوجي المستقبل، قدم لهما آخر اثاث غرفة نوم.وبدورهم، اكد فنانون يمنيون رغبتهم بالتطوع لاحياء حفلات بمناسبة العرس، وذلك لسبع ليال متتالية.وكانت المفوضية السامية لحقوق الانسان منحت هدى اوراق الطلب الخاص باللجوء الإنساني في اليمن، وقد باشرت الفتاة المسار القانوني للحصول على صفة لاجئ، اذ انها تؤكد ان حياتها معرضة للخطر في حال العودة الى السعودية.وقال مصدر المفوضية ان حصول هدى على صفة لاجئ يجعلها تتمتع "بالحماية الدولية ولا يجب بالتالي ترحيلها".واجلت المحكمة النظر في قضية هدى الى الاول من كانون الاول/ديسمبر حتى تتمكن المفوضية من دراسة ملف الفتاة التي فرت الى اليمن بعد رفض اسرتها تزوجيها من عرفات.واكد المحامي المتطوع نيابة منظمة هود الحقوقية، عبد الرقيب القاضي، لوكالة فرنس برس أن قضية الفتاة السعودية هي "انسانية بحتة".وقال "ان طلب حق اللجوء الإنساني اتى وفقا لاتفاقية اللاجئين لعام 1951 التي اقرت بأن حق اللجوء لا يجب أن يسبب توتر بين البلدين" المعنيين.وأضاف "أما بخصوص التعاطف الشعبي اليمني مع قضية هدى فهذا طبيعي كون الفتاة السعودية طالبة لجوء في اليمن، ووفقا للشريعة الإسلامية فهي في حكم المستجير باليمن، فاذا كان الشرع الإسلامي قد أوجب أن يجير المسلم الكافر إذا طلب اللجوء أي الاستجارة، فكيف بالفتاة السعودية المسلمة والجارة، هذا علاوة على العادات والتقاليد في مثل هذه الحالات، إضافة إلى المعاهدات الدولية التي صادقت عليها اليمن بشأن اللاجئين".واكد المحامي وجود "ضغوط على الجانب اليمني لترحيل الفتاة" مشيرا الى تقدم "ممثل السفارة السعودية في صنعاء بطلب أمام المحكمة لترحيل هدى لكن المحكمة لم تفصل في هذا الطلب".وشدد على ان "هناك خطرا قائما على حياة الفتاة إذا تم ترحيلها، وهو خطر مصدره السلطات السعودية وأهلها كون الفتاة السعودية أفصحت أمام المحكمة بعدم رغبتها بان يقوم محامي السفارة السعودية بالدفاع عنها وذلك لوجود تعارض بين طلباتها المتمثلة بطلب اللجوء في اليمن وبين طلب محامي السفارة الذي طلب ترحيلها إلى السعودية".وبحسب الروايات المتداولة بين مؤيدي حب هدى وعرفات، فان اهل الفتاة رفضوا تزويجها من الشاب اليمني رغم تقدم اهله الى اهلها بشكل رسمي، اذ كانوا يريدون تزويجها من شاب سعودي من دون رضاها.ورفضت هدى زواجها من الشاب السعودي فقام اهلها بمعاقبتها بحسب الروايات، الا انها هربت الى اليمن من اجل عرفات الذي تحبه وتريد ان تتزوجه، وبدأت عندها قصة جولييت السعودية الجريئة التي تحدت المحظور بمعارضة رغبة اهلها وبهربها من اجل الحب.