شمّر الموت عن ساعديه في نوفمبر الجاري بطريقة غريبة، فيها ألغاز ويصعب تفسيرها، فقد استهدف نوادي كرة قدم عربية ونجومها ومشجعيها بشكل خاص، وبالجملة.أمس الأحد 24 نوفمبر مثلا، كان الحكم السوداني عوض طلب يدير مباراة في مدينة "الحصاحيصا" بولاية الجزيرة، بين فريق "الإصلاح" ومواطنه "الاتحاد ودالفادني" عندما شعر بدوار في الشوط الثاني من المباراة.ترنح عوض على مرأى من الجمهور واللاعبين وسقط على الأرض، فحملوه إلى مستشفى قريب في "الحصاحيصا" البعيدة 121 كيلومترا عن الخرطوم، وفيه فارق الحياة بعد دقائق معدودات.أمس الأحد أيضا توفي مهاجم "نادي الفيصلي" الأردني، قصي الخوالدة، وعمره 20 سنة، أثناء خوضه لمباراة مع فريق "الجزيرة" في دوري الشباب، وشرحت إدارة ناديه السبب في موقعها على الانترنت بالقول ان الخوالدة "توفي إثر ابتلاعه لسانه وعدم تمكن المسعفين من إنقاذه، حيث تم نقله إلى إحدى المستشفيات القريبة من ملعب المباراة، إلا أنه فارق الحياة".مجزرة الجزائر: مقتل 22 فرحاً بالتأهلوالأكثر ألما بين فصول "المجزرة الكروية" لهذا الشهر، كان الخميس الماضي 21 نوفمبر، ففيه سقط 22 قتيلا، ومعهم أكثر من 240 ابتلوا بجروحات متنوعة، ومن فرح عارم عم جزائريين خرجوا بالآلاف الى الشوارع احتفالا بتأهل منتخبهم لنهائيات كأس العالم في البرازيل العالم المقبل، بعد ازاحته لمنتخب بوركينافاسو في مباراة نارية انتهت بهدف يتيم مقابل لا شيء.المتحدث باسم هيئة الدفاع المدني، نسيم برناوي، قال إن الهيئة أحصت 7 قتلى في حوادث مميتة خلال الاحتفالات، أحدهم قضى بسكتة قلبية من فرحته بتأهل المنتخب، و4 انقلبت بهم سيارة في مدينة "بسكرة" فقضوا وهم يهزجون ويهللون.ونعى برناوي مقتل 15 آخرين، وشرح أن الألعاب النارية كانت السبب الرئيسي بإصابة 240 بجروح، إلى جانب حوادث سير واحتكاكات وهرج ومرج وانفلاتات عشوائية كان صعبا السيطرة عليها خلال الاحتفالات.وأيضا الخميس 21 نوفمبر ظهر أن صديقا للاعب "الأهلي" المصري أحمد عبد الظاهر، توفي أيضا، فقد ذكر وكيله محمد شيحة أنه أثناء التحقيق مع اللاعب أكد أنه لا ينتمي لأي تيار ديني أو سياسي وأنه رفع شارة رابعة "من أجل وفاة أحد أصدقائه" وفق تعبيره.وقال شيحة في مداخلة هاتفية مع الإعلامي خيري رمضان ببرنامج "ممكن" على قناة "سي بي سي" إن عبد الظاهر قدم اعتذارا للنادي ومجلس الإدارة والجماهير وهو ما أكده في التحقيق "وأنه لو عاد به الزمن للوراء ما كان رفع شارة رابعة" كما قال.من الخرطوم حيث فارق الحياة في الإماراتوخلال البحث عمن ابتلاهم نوفمبر بسلبياته القاتلة، وجد أن الموت استهدف يوم الأربعاء الماضي ابن لاعب وسط الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك المصري، أحمد توفيق، واسم ابنه توفيق أيضا.. مات الوليد الصغير بعد أيام قليلة من ولادته بمسقط رأس أبيه اللاعب في الشرقية.كذلك الأربعاء الماضي، وهو 20 نوفمبر، تلقى نجم "نادي الوحدة" ومنتخب الإمارات لكرة القدم، إسماعيل مطر، نعيا بوفاة شقيقه إبراهيم، الذي كان يخضع لعلاج في لندن. وجاء النعي المحزن لإسماعيل بعد ساعات من تحقيقه نصرا كبيراً ضمن تصفيات كأس آسيا 2015 على فيتنام.وقبلها بيوم، أي الثلاثاء 19 نوفمبر، توفي في "المستشفى الكويتي" بالشارقة، نجم الدين حسن، قائد منتخب السودان لكرة القدم، الحائز في 1970 لقب بطولة أمم إفريقيا. نجم الدين توفي بعد صراع مع مرض، لم تذكر نوعيته صحيفة "الإمارات اليوم" التي نشرت نعي نجم الدين الذي توفي بعمر 68 سنة.ولعب نجم في "نادي النيل" بالخرطوم، وهو من الأعرق بالسودان، وتم اختياره خلال فترة قصيرة للعب بصفوف منتخب بلده المعروف بلقب "صقور الجديان" فسطع نجمه قبل أن يسافر إلى الإمارات لخوض تجربة الاحتراف، حيث انضم في 1974 لفريق الشارقة. كما لعب في 1976 مع فريق الإمارات العسكري، ودرب بعد اعتزاله عددا من الفرق الإماراتية، بينها الشارقة والشعب.مصريان وسعودي وفلسطينيويوم الأحد 17 نوفمبر أعلن مجلس إدارة "نادي جمهورية شبين" المصري، الحداد 3 أيام على وفاة اللاعب وعضو مجلس الإدارة السابق مصطفى نصار الذي وافته المنية عن عمر يناهز 50 عاما.وقبله بأيام، أي الأربعاء 14 نوفمبر، كان لاعب "الاتحاد" والمنتخب السعودي، فهد المولد، في معسكره التدريبي بالدمام يستعد لمباراة اليوم التالي مع منتخب العراق ضمن تصفيات آسيا 2015 حين تلقى نعيا بوفاة جدته، لكنه أصر على البقاء مع زملائه، باعتبار أن البعثة كانت ستغادر بعد المباراة الى الصين لمباراة مع منتخبها، وهي التي خاضها الثلاثاء الماضي وانتهت بالتعادل.وفي 14 نوفمبر أيضا توفي لاعب "الثقافي" السابق، وعضو الهيئة الإدارية سابقا، حسام الدين جلاد، من جلطة دماغية لم تمهله، ففارق الحياة بعمر 57 سنة. والجلاد هو فلسطيني من طولكرم، ولعب للفريق الأول للعنابي في جيله الذهبي بالثمانينات وكان بين أبرز لاعبي خط الوسط.وقبله الثلاثاء 12 نوفمبر توفي المصري حاتم الكردي، لاعب النادي الأهلي سابقا، بصراع مع المرض، ففارق الحياة بعمر 51 سنة. وكان الكردي أحد نجوم فريق "القلعة الحمراء" في ثمانينيات القرن الماضي.الوحيد الذي نجا من المجزرةوتوفي في يوم الاثنين 4 نوفمبر، الفريق المصري عبد المحسن مرتجى، رئيس النادي الأهلي الأسبق. كذلك فقدت أكاديمية "نادي بارادو" الجزائري في اليوم نفسه أحد أبرز لاعبيها، وهو عبد الوهاب ناف بحادث مرور أودى بحياته وهو في طريقه من مدينة "الكاليتوس" إلى الملعب للالتحاق بالتدريبات.وكان عبد الوهاب صانعا للألعاب شهيرا، وفق ما يصفونه أيضا بأحسن ما أنجبت الأكاديمية التي التحق بها وهو طفل عمره 11 سنة، حيث تم تصعيده هذا الموسم إلى فريق الكبار وشارك لأول مرة معهم في لقاء محلي ضد رائد القبة "فأبهر الجميع بفنياته الرائعة" طبقا لما يصفون.والوحيد الذي تملص من "مجزرة نوفمبر" الكروية هو مدير فريق "أهلي" طرابلس الفني ومدربه السابق، المصري حسام البدري، فقد انتشرت شائعات كغيوم الجراد في ليبيا وخارجها بأنه قضى قتيلا وسط معركة بين مسلحين في طرابلس، لذلك أسرع ونفى الشائعات وقال: "أنا على قيد الحياة كما ترون، ولم أتعرض لأي حادث".. كان ذلك في منتصف نوفمبر تماما.