كثيرة هي الأحاديث والتصريحات التي يطلقها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء الموقر، فأحاديثه الوطنية عن الوطن والمواطن كثيرة، يطلقها سموه في كل مناسبة وفي كل محفل وفي كل لقاء رسمي وأهلي، هموم وطنه تشغله كثيراً، بل في لقائه المستمر مع المواطنين يبحث دائماً عن الحلول، حتى ولو كانت بسيطة، لكي يُخفف عن كاهل المواطن من تلك المشاكل الحياتية أو العوائق التي تواجهه عند إجراء أية مُعاملة حكومية. والسبب في هذا النهج هو أن لا تخدش كرامة المواطن البحريني وأن لا يصبح شيئاً صغيراً في وطنه، فالوطن البحريني كبير ويكبر أكثر بمواطنيه.المواطن أين ما كان ومن كان هو في نظر قيادته إنسان يستحق الاعتزاز ومواطن يُكن له التقدير، لذا يجب على المسؤولين في جميع مؤسسات الدولة أن تقتدي بقائدها، وأن تعي هذه النظرة القيادية للمواطن البحريني وأن تترجمها، فهذه المؤسسات وموظفيها باختلاف درجاتهم ومناصبهم وجدوا من أجل هذا المواطن، فهناك الكثير من المعاملات للمواطنين استمرت زمناً طويلاً على مكاتب وفي إدراج بعض المؤسسات الحكومية، خلال هذه الفترة الزمنية التي انقضت التي لم تعالج هذه المعاملة قد فوتت على المواطن الكثير من الآمال، قد تسمى في هذه المؤسسات (إجراءات رسمية) بينما يُسميها المواطن (تعطيل حقوق)، والمعاملات الحكومية للمواطنين تختلف، قد تكون معاملات إدارية، صحية، مالية وغيرها من التسميات، لكنها تبقى في النهاية معاملة للمواطن الذي يُريد أن ينتفع من وجودها. إن هذا النهج الكريم يؤكد لنا أن أي دعم يُقدم إلى المواطن في أي مؤسسة حكومية أو مجتمعية لتحقيق مقاصده ليست مِنة له بل هي حقاً من حقوقه الإنسانية، وهو نهج يتطلب التعاون وترسيخه كأساس للتعامل من كافة مسؤولي الدولة في كافة قطاعاتها، وهذا الأمر يتطلب غرس ثقافة توطين النفس الإنسانية للآخرين. نعم هناك قوانين وإجراءات لكنها وجدت من أجل المواطن لا من أجل عرقلة مصالحه ولا من أجل تعطيل منافعه، فالقوانين والإجراءات إن لم تخدم المواطن فهي ليست بذات قيمة. وإذا فقد المواطن كرامته في وطنه فليس للوطن أية كرامة، لكون كرامة المواطن من كرامة وطنه، وحتى يحمي المواطن هذه الكرامة عليه أن يعي جيداً أيضاً أن دوره كمواطن يتطلب حماية هذا الوطن والذود عنه، وإن لم يفعل ذلك فكيف سيعيش هذا المواطن في وطن يتعرض يومياً إلى التهديد وتحديات تتعلق بهويته وسيادته وهو صامت لا يفعل شيئاً تجاه ذلك، وكيف ستكون للوطن كرامة إذا قامت مجموعة تدعي بالوطنية والديمقراطية بالتعدي على الوطن وانتهاك حقوقه؟المواطن الصالح والرشيد لا يمكن أن يصمت حيال هذه التحديات، ولن ينفك مدافعاً عن سيادة وطنه وهويته، ولن يهدأ له بال إلا إذا تحقق الأمن وانتشر الاستقرار في ربوع وطنه. إذن الكرامة الوطنية والإنسانية لا تتعلق فقط بحقوقه في وطنه بل أيضاً تتعلق بواجباته نحو وطنه.إن هذا التوجيه الوطني لصاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تجاه مواطني مملكة البحرين يشعر الجميع بالغبطة والسرور، ويؤكد أن الوطن في أيدِ أمينة، وأن النفس التي تعيش فيها لن تكون خائفة ولا وجلة. وهو توجيه يصب في السياسة الحكيمة التي انتهجها صاحب السمو منذ أن عرف مذاق القيادة وتلمس دروبها في شبابه، وما زال سموه شباباً في فكره ورؤيته، وما زال يافعاً في ثقافته وباسلاً في حراكه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومؤثراً في كل مَن يجلس إليه ويتقرب منه. ومَن يقرأ تاريخ البحرين الحديث يجد أن ما تحقق للبحرين من منجزات ومكاسب كان لهذا الأمير فضلاً في ذلك.