مرة أخرى يقدم الفريق الإيطالي درس مجاني في كرة القدم إلى إيكير كاسياس ورفاقه مواصلة بذلك العقدة الإيطالية، التي بقيت مخيمة على صدر الكرة الإسبانية.. فالفريق الإسباني لم يتمكن من الفوز على إيطاليا في أيِّ مباراة رسمية حتى الآن -وإن اعتبر لقاءهما الآخر في منافسات كأس الأمم الأوروبية 2008، قد انتهى بالتعادل قبل أنْ يتمكن الإسبان بحسمه بركلات الترجيح.وبالرغم من أغلب الترشيحات التي انصبت لصالح الفريق الإسبانى، إلا أنَّ التعادل الإيجابي خيَّم على نتيجة لقاء الفريقين، بعد أداء قوي ومتوازن من قبل الطليان، فلا عزاء للفريق الإسباني، الذى كان يمنِّي النفس بالخروج من اللقاء بفوز تاريخي على المنتخب الأزرق -إلا أنَّ العزاء الوحيد كان مستوى الفريقين بتقديم مباراة اعتبرت الأفضل، وجاء الأداء الإيطالي قوي سيَّطر من خلاله الدفاع الحديدي الشهير بقيادة المدافع الصلب "كاليني”على مكامن القوة في الفريق الإسباني الذي لعب بمهاجم واحد.وأظهر الفريق الإيطالي انضباط تكتيكي كبير، خاصة في وسط الملعب بقيادة العجوز "بيرلو”، ونفذوا خطة المدرب باستنزاف قدرات الفريق الإسباني. وبدأ الفريق الإيطالي الشوط الثانى وكأنه يبدأ المباراة من جديد، حتى تغيرات المدرب جاءت على أحسن وجه.. وقدم الفريق شوطيين على أعلى مستوى، بالرغم ما تمر به الكرة الإيطالية من مطبات الفضائح المتتالية.أما الفريق الإسباني المرشح الأقوى للبطولة، وجد صعوبات كبيرة فى منطقة الوسط التي يعشقها الإسبان بوجود (اينيستا - تشافي - الونسو - بوسكيتس - فبريغاس)، رغم السيطرة التي فرضها هذا الخماسي على خط الوسط، لكنه ظهر وكأنه قد استنزف تماماً، بعد منافسات دوري محلي طويل، ومنافسات دوري أبطال أوروبا نافس فيها عملاقي أوروبا (ريال مدريد - برشلونة) والذي ينتمي إليهم أغلب لاعبي المنتخب - بينما (نافس الفريقان الآخران اتليتيكو مدريد - اتليتيكو بلباو) فى البطولة الأقل حجماً حتى النهاية.. وهذا قد يكون السبب الأول فى قتل مستوى الفريق، الذي ظهر بأقل من المستوى الذي كان قد قدمه قبل 4 أعوام فى كأس أوروبا -وقبل عامين فى كأس العالم وحقق من خلالها الفوز بالبطولتين.كان هذا أحد الأسباب التي أدت إلى تعادل الفريق الإسباني، لكن السبب الأول هو تألق الدفاع الإيطالي، الذي كان كالعادة عند مستوى الحدث والمسؤولية، ودافع عن مرماه بكل بسالة.. عموماً الطليان دائماً يقدمون الدروس في ملاعب كرة القدم.. وليس خارجها!