القاهرة - (وكالات): شهدت مصر جدلاً سياسياً عقب إعلان المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر محمد بديع ترشيح الجماعة نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر للانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما بدأت حركة انقسامات تعصف بالجماعة، التي حصدت غالبية مقاعد البرلمان، والتي أكدت في أكثر من مناسبة، عدم اعتزامها الدفع بأحد مرشحيها للسباق الرئاسي. من جانبه، أعلن القيادي الإخواني، كمال الهلباوي، استقالته من الجماعة، كما وجه انتقادات حادة إلى جماعة الإخوان، التي سبق وأن قامت بفصل أحد أبرز قيادييها، وهو عبد المنعم أبو الفتوح، عندما أعلن اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية.وأعلن الهلباوي عن استقالته من الجماعة، على الهواء مباشرةً، خلال لقاء مع إحدى القنوات الخاصة في مصر، معرباً عن شعوره بـ«حزن شديد”، إزاء ما وصفه "الأداء المتخبط لقيادات الإخوان، وسعيها إلى السلطة”، معتبراً أنه "لا يختلف عن سعي الرئيس السابق حسني مبارك، والحزب الوطني السابق”، للانفراد بالسلطة. وأورد موقع التلفزيون المصري أن حزب "الحرية والعدالة”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قام برفع استطلاع للرأي، حول ترشيح خيرت الشاطر للانتخابات الرئاسية، من صفحته الرسمية، بعدما أظهرت النتائج الأولية للاستطلاع أن غالبية الأصوات جاءت ضد ترشح الشاطر. كما شنت مواقع التواصل الاجتماعي "هجمة شرسة” على دعاية جماعة الإخوان المسلمين لترشيح الشاطر، بعدما تم تدشين صفحة رسمية على "فيسبوك” لحملته الرسمية، برز فيها صورة الشاطر مرتدياً ملابس السجن، مع ظهور "بوسترات” دعائية تشبهه بـ "النبي يوسف”، وأنه خرج من السجن ليحكم مصر.من جانبه، جدد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، تأكيده على أن ما دفع مجلس شورى الجماعة، والهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، إلى ترشيح الشاطر لرئاسة الجمهورية، هو أن "الحكومة لم تقم بدورها في هذه المرحلة، مما عرقل أداء مجلس الشعب، وأدى إلى استمرار تمسك إدارة البلاد بحكومة غير مقنعة، ولم تحقق إرادة الشعب المصري”. وحول اعتراض بعض القياديين في الجماعة على قرار ترشيح الشاطر، قال مرشد الجماعة إن "جميع المعارضين، من داخل مجلس شورى الجماعة، استجابوا لأغلبية الشورى.”من جانبه قال القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد مرسي إن هذا الموقف ليس تغييراً لمبادىء الإخوان، ولكن هذا القرار جاء وفقاً للمستجدات الداخلية والخارجية دفعتنا لاتخاذ هذا القرار. وفي أول رد فعل سريع على ذلك القرار من قبل الإخوان، قال حمدين صباحي، المرشح المحتمل للرئاسة الجمهورية: إن جماعة الإخوان تقع في تناقض مع نفسها، وذلك يؤثر سلباً على صورة الإخوان أمام الشعب المصري، مشيراً إلى أن "فرصة الشاطر ضعيفة، لأن الشعب المصري لا يريد الهيمنة، وكأننا نعيد الطغيان بأدوات ديمقراطية”.ويرى المحلل السياسي عمرو الشوبكي في ترشيح الشاطر تصعيداً جديداً بين المجلس العسكري والإخوان، موضحاً أن آخرين رأوا أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الانقسام وربما الانشقاق داخل الجماعة، بسبب إصرار البعض ولا سيما الشباب على تأييد القيادي السابق للجماعة عبدالمنعم أبو الفتوح. من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة ستحكم على السياسيين المصريين من خلال مدى احترامهم لحقوق شعبهم، وذلك رداً على أسئلة الصحافيين في إسطنبول بشأن موقف بلادها من تقدم جماعة الإخوان المسلمين بمرشح للرئاسة.