كيف لا وهي المحافظة التي لاتهدأ من الاحتفالات بتحقيق البطولات والألقاب المحلية والخارجية؟ كيف لا وهي دار التميز والإبداع في كل المجالات؟ كيف لا وكل شبر من أرضها وكل قطرة ماء من شواطئها تحكي قصة عراقة البحرين بماضيها وحاضرها بين البر والبحر؟ «فكم أنتِ كبيرة أم المدن» ... بعد أنْ سطَّر رجالك في يوم الأحد الماضي أروع ملحمة في الولاء وحب الوطن، قبل حب شعار النادي فلم يلعب أبناء المحرق مباراة إياب النهائي الخليجي، أمام فريق الوصل الإماراتي المدجج بمحترفين على مستوى عالٍ بقيادة المدرب الأسطورة مارادونا باسم المحرق فقط، لكن في ذلك اليوم لعبوا باسم البحرين الغالي على الجميع، واستطاعوا العودة باللقب للبحرين لينضم إلى خزائن قلعة الكؤوس في عراد.فمن شاهد لقاء ذئاب المحرق والوصل الإماراتي لعرف معنى « البحرين غالية « بمشاهدة منظر لاعبي المحرق، وقد حرثوا أرض ملعب زعبيل من أجل اللقب الأول وفرحة الشعب البحريني المتعطش للبطولة بشتى انتمائاته للأندية المحلية، ونشروا الفرح في كل أرجاء البحرين بيت بيت قرية قرية ومدينة مدينة، وكم كنا بحاجة لهذه الفرحة لكسر الحالة النفسية الصعبة.التواضع يكسر الغرورسجل عيسى السعدون المدرب الوطني لنادي المحرق اسمه بأحرف من ذهب في عالم الساحرة المستديرة «كرة القدم» بعد تفوقه على الأسطورة مارادونا وحرمانه من تحقيق أول ألقابه كمدرب، بعد أن بصم الجميع لمرداونا بالعشرة على تحقيق لقب البطولة، خصوصاً وأنَّ الوصل قد تفوق على المحرق في المنامة بنتيجة كبيرة، جعلت من مهمة المحرق في دبي شبه مستحيلة، إلا أنَّ السعدون وكتيبته الحمراء بتواضعهم -التواضع في الخُلق وليس المستوى- استطاعوا أن يقلبوا الطاولة على مردونا ويكسروا غروره، بعد أن احتفل مقدماً بالبطولة، ويقول أبناء المحرق كلمتهم بأنه لا مستحيل على أبناء البحرين والمحرق على وجه التحديد.ربَّ ضارةٍ نافعةقد تكون إصابة سيد المرمى وحامي عرين نادي المحرق الأساسي السيد محمد جعفر هي شرارة انطلاق النجم الحارس الشاب عبدالله الكعبي في عالم الحراسة البحرينية والخليجية، بعد أنْ زاد تألقه تألقاً في المباراة الختامية، واستطاع أنْ يخطف اللقب للمحرق بتصديه لركلة الجزاء الأخيرة لنادي الوصل. ختاماً نبارك لشعب البحرين عامة ولأهالي المحرق خاصة على هذا اللقب، وهذه الفرحة بفوزهم باللقب الخليجي الأول على حساب أسطورة كرة القدم مارادونا.