باتت مسابقات كرة اليد في البحرين أضعف وأقل شعبية مما كانت عليه سابقاً والمقياس الأكبر لانحدار مستوى اللعبة هو الإقبال الجماهيري الضعيف جداً لدرجة أن بعض المباريات تكاد تخلو مدرجاتها من الحضور عدا بعض لاعبي الفريقين المتنافسين من خارج الكشف الذي حدده المدرب للمباراة!إن من يحضر مباريات الموسم بأكمله منذ الانطلاقة وحتى الختام من فنيين وإداريين وحتى الصحافيين يدرك ما أعنيه من معنى للضعف وفقدان الشعبية ويدرك أسباب هذا التدني في المستوى للعبة كرة اليد بعد أن كانت هي اللعبة الشعبية الأولى في البحرين.بالعودة إلى آخر النهائيات في الموسم الماضي والموسم الذي سبقه وبإعادة شريط النهائيات والحضور الجماهيري فيها سنرى الفرق بين الموسمين الماضيين والمواسم التي سبقتها عندما كانت النهائيات بين الغريمين الأزليين لكرة اليد البحرينية «النجمة والأهلي» فقد كانت صالة رعاية الشباب بالجفير تغص بالمشجعين وكأني لازلت أسمع جملة المعلق الرياضي «محمد علي حسين» في أحد اللقاءات وهو يصرخ يكاد السقف أن يسقط من فوقي عندما امتلأت صالة الجفير بالجماهير البيضاء النجماوية والصفراء الأهلاوية لدرجة أن الجماهير افترشت سقف غرفة التعليق.أوشكت جماهيرية لعبة كرة اليد في البحرين على الانقراض والاختفاء من على الساحة لتصبح اللعبة صاحبة الشعبية الأقل، هذا الأمر سببه الأكبر هو انخفاض المستوى الفني للأندية المشاركة في اللعبة، إضافة إلى اختفاء المواهب المميزة التي تجذب الجماهير ففي السابق كانت الجماهير تتوافد على ملاعب كرة اليد حباً في فرقها وإن كانت غير منافسة أضف إلى ذلك أن الجماهير كانت تتوافد من شتى مناطق البحرين ومن دول الخليج الشقيقة لمشاهدة المستويات المتطورة للعبة والاستمتاع باللمسات واللمحات الجمالية للاعبين المميزين أمثال الجنرال نبيل طه وبدر ميرزا وعدنان سيار وسعيد جوهر والأخوين عبد النبي والتوأمين حسن وحسين وغيرهم الكثير ممن أثروا المستويات الفنية للعبة بعد تركهم اللعبة ورغم أن البعض مازال مستمراً في ممارسة اللعبة.ففي السابق كنا نتسابق لحضور المباريات من أجل مشاهدة الجنرال وكتيبته أو ميرزا ونسوره إلا أن مانراه الآن من تواضع في المستوى الفني في جميع الأندية يشكل حالة نفور للجماهير التي تعودت على المتعة في لعبة كرة اليد والتي تعودت على الاساليب الفنية الراقية والمميزة التي تجبر الجمهور على الحضور، ولا نبخس البعض حقهم في اللعبة إلا أن تميزهم لم يصل بهم إلى مستوى الجيل السابق.تفاءلنا سابقا بعد أن أصبح لدى معظم الأندية صالة رياضية يستطيع أن يمارس فيها لعبة كرة اليد بعيداً عن الشمس والظروف المناخية الصعبة، وتفاءلنا أكثر بعد قانون السماح بانتقال اللاعبين ممن أعمارهم تجاوزت الثلاثين دون قيود صعبة كما كان في السابق - ولنا عودة لموضع الانتقال في الفترات القادمة-إلا أن الوضع بقي كما هو بل زاد للأسوأ وأخذت اللعبة في التقهقر والانحدار فنياً وجماهيرياً.أما الآن ومع زيادة ميزانية الاتحادات بمختلف الرياضات أتمنى بأن يتم دراسة قنوات صرف هذه الميزانيات بحيث تكون في مكانها الصحيح كي تصب في مصلحة اللعبة بشكل عام ومصلحة تطويرها وتطوير الأندية لعودتها إلى الصدارة من جديد وإعادة هيبتها المفقودةFahad4sport@gmail.com