أعلن معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية, اليوم الثلاثاء, ان المملكة اختيرت كمنسق لدول مجلس التعاون مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا "الآسيان" خلال السنوات الثلاث المقبلة , وجددت طرح اقامة صرح ثقافي بحثي تحت اسم "معهد مجلس التعاون والاسيان" يكون مقره مملكة البحرين , مشددا على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.وقال معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في مؤتمر صحافي عقب اختتام الاجتماع الثالث لوزراء خارجية مجلس التعاون، ودول رابطة امم شرق اسيان "الاسيان" في المنامة اليوم، ان الاجتماع اثمر عن محاور استراتيجية كبيرة , مشيرا الى ان مملكة البحرين باعتبارها "منسق" من جانب دول مجلس التعاون , ستتولى تنسيق العلاقة مع دول الاسيان وتطوير اَليات الحوار خلال الثلاث سنوات المقبلة , وذلك بالشراكة مع ماليزيا المنسق من جانب الاسيان في الوقت الراهن.وعد وزير الخارجية اختيار مملكة البحرين كمنسق من جانب دول مجلس التعاون مسئولية قائمة على اساس متين من توجيهات القيادة الرشيد لتعزيز كافة سبل اواصر العلاقات مع قارة اسيا ، وأوضح انه تم الاتفاق على ان تكون العلاقة بين دول مجلس التعاون ورابطة أمم جنوب شرق آسيا " الآسيان " متعددة وتشمل مختلف الجوانب , كما تم التوافق على ان تستضيف سنغافورة منتدى بين الجانبين سيحضره مسئولون وشخصيات غير حكومية من رجال الاعمال , وما يتعلق بالعمالة , وكل ماله التي لها دور في انماء هذه العلاقة بين المنطقتين.وأوضح انه صدر عن الاجتماع بيان ختامي مهم اشاد برؤية عاهل البلاد المفدى التي قدمها في القمة الخليجية في العام 2009 , حول ضرورة تفعيل وتطوير العلاقات بين دول مجلس التعاون , ودول الاسيان وهى الرؤية التي يقدرها الجميع.ونوه بأن البيان رحب بنتائج حوار التعاون الاسيوي الذي اختتم اعماله امس في المنامة والذي يضم 33 دولة بعد انضمام تركيا , كما رحب باختيار المنامة كأول "عاصمة للسياحة في اسيا" , والذي يعد مكسبا لمملكة البحرين التي طرحت مسبقا فكرة السياحة البينية , وتم التأكيد عليها في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.وبين انه تم الاتفاق على مراجعة الاسس الثلاثة التي تم الاتفاق عليها وهى " ابرام اتفاقية اطارية اقتصادية بين المنطقتين , وابرام اتفاقية للتجارة الحرة , وابرام اتفاقيات في المجال التعليمي والثقافي " , كما تم بحث قضية الامن الغذائي التي تستحوذ على اهتمام بالغ من قبل مجلس التعاون , وقضية " امن الطاقة " التي تهم دول رابطة امم شرق اسيان " الاسيان"، كما تم التأكيد على ضرورة اعادة النظر في اَليات عمل التعاون المشترك بين الجانبين وتنظيمها ودفعها الى الامام وتلافي اي بطء في تنفيذ اهدافها, مشيرا الى انه تم سيتم عقد القمة القادمة في دولة "الرئاسة بجنوب شرق اسيا" وهى دولة ميانمار قبل نهاية العام القادم.ولفت معاليه الى ان اجتماعات دول مجلس التعاون ورابطة أمم جنوب شرق آسيا " الآسيان "انطلقت في مملكة البحرين في 2009 باقتراح من مملكة البحرين مع دولة سنغافورة , حيث عقد اول اجتماع في المنامة, , فيما عقد الاجتماع الثاني في سنغافورة في 2010 , بينما عاد الاجتماع الثالث الى مملكة البحرين.وشدد على ان عقد اجتماعين في مملكة البحرين يؤكد حرص صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة , وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر , وصاحب السمو الملكي ولي العهد على تقوية اواصر العلاقات المشتركة التاريخية مع قارة اسيا , كما يدلل على ذلك حوار التعاون الاسيوي الذي اختتم اعماله امس في المنامة مع دول الاسيان حيث تتشابك هذه العلاقات على مستوى الشعوب , فيما تطورت في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها, مؤكدا ان هناك اساسا متينا للبناء عليه بين الجانبين.ونوه الى انه خلال رئاسة مملكة البحرين للدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تم التأكيد على أهمية عقد الاجتماع الثالث لوزراء خارجية مجلس التعاون مع دول رابطة امم شرق اسيان " الاسيان " بالمنامة.وفي رده على اسئلة الصحفيين أكد معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية ان مملكة البحرين كانت سباقة في اصدار بيان يرحب باتفاق الدول الكبرى " 5+1 " مع ايران حول ملفها النووي , وكانت من اوائل الدول التي تتطلع الى نزع فتيل هذه الازمة , مشيرا الى ان هذه النتائج تتماشي مع ما كانت تطالب به المملكة من ضرورة اخلاء منطقة الشرق الاوسط سيما المنطقة الخليجية من الاسلحة النووية , منوها الى ان هذا الاتفاق حتى وان كان مرحلي وأولي فهو مهم لانه يصب في نزع فتيل هذه الازمة , مؤكدا ان الجميع يريد ان يرى مناخا ملائما لتكون هناك علاقة طيبة بين جميع دول المنطقة , سواء بين البحرين وايران أو بين الدول الاخرى مع طهران.وجدد معالي وزير الخارجية الترحيب بهذا الاتفاق , الذي يصب في استقرار المنطقة , معربا عن تطلعه الى الوصول الى اتفاق كامل في المستقبل يقي المنطقة اية شرور , مشددا على أهمية مسألة السلامة النووية باعتباره موضوع بالغ الاهمية بالنسبة لدول الخليج العربية والذي سيتم التركيز عليه في الفترة المقبلة , خاصة وان المفاعلات قد تنشأ عنها مخاطر التسربات او اخطاء في التكنولوجيا او اخطاء غير مقصودة.من جهة اخرى نوه معالي وزير الخارجية الى ان بيان الاتحاد الاوروبي الذي صدر اليوم دعا الجميع في مملكة البحرين الى الجلوس الى مائدة الحوار , مشددا على ان ذلك هو موقف حكومة مملكة البحرين الموقرة التي دعت الجميع الى الحوار , مبينا معاليه ان استكمال حوار التوافق الوطني , ليس اول او آخر حوار في مملكة البحرين , سيما وان مملكة البحرين بنيت منذ عقود على الحوار , الذي نجحنا فيه دائما , وتمكنا من خلاله على تجاوز كافة العقبات في جميع المراحل.وشدد على ان المملكة ملتزمة بتنفيذ توصيات لجنة البحرين لتقصي الحقائق حسبما اكد حضرة عاهل البلاد المفدى حينما استلم جلالته تقرير اللجنة , مشيرا الى انه تم تطبيق معظم هذه التوصيات بالكامل فيما تتطلب بعض التوصيات بعض الوقت لتنفيذها بشكل شامل ومتكامل.من جانب اخر اوضح معالي وزير الخارجية أهمية الامن الغذائي لمنطقة الخليج , مشيرا الى ان القطاع الخاص سبق القطاع الحكومي في هذا المجال , وهو ما تبين خلال اجتماع اليوم , حيث وضع الاسس لهذه العلاقة , مشيرا الى ان الحكومات تسهل ايه صعوبات امام القطاع الخاص في جميع المجالات الثنائية المشتركة. ونوه في هذا الصدد الى وجود اتفاقيات ثنائية بين بعض بلدان الخليج ودول الاسيان حول الامن الغذائي من خلال استيراد اللحوم , والزراعة , مشددا على أهمية وجود شراكة كاملة بعيدة المدى في ظل احتياج الاسيان كذلك الى الطاقة.وأوضح ان تعميق البعد الاستراتيجي والشراكة الاقتصادية بين الجانبين , يشكل ارضية صلبة للاتفاق على الامور السياسية , سيما ونحن لا نتحدث عن اندماج , مبينا ان المواضيع السياسية التي تتعلق بالمنطقة , وبدول الاسيان, تم الابتعاد عن مناقشتها , لاننا ما زلنا في طور بناء اللبنات المؤسسية المشتركة التي ستبنى عليها التوافقات السياسية في شتى القضايا , غير ان ذلك لا يمنع مناقشة اية حدث سياسي طارئ أو حيوي.وفي رد على سؤال حول التوجه الى الشرق أكد معالي وزير الخارجية ان التعاون مع دول اسيا لا يعني تغييرا او تحولا في سياستنا الخارجية , مذكرا بانه قد تم عقد اجتماع بين الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون في الصيف الماضي , وهو تعاون ممتد منذ اكثر من 20 سنة، مبينا ان ذلك لا يعني اننا لا نسعى الى عقد شراكات وتحالفات مع الدول الناشئة , خصوصا قارة اسيا ذات المستقبل الواعد.وبشأن اقامة صرح ثقافي بحثي تحت اسم " معهد مجلس التعاون والاسيان " في البحرين أوضح معاليه ان هذه الفكرة قد تم طرحها منذ الاجتماع الاول بالمنامة في 2009 , لافتا الى ان هذا الصرح سيصبح رافدا للثقافة والبحث وسيمكن الجانبين من الاستفادة منه وسيدفع العلاقات المشتركة الى الامام.وأوضح بأن الاجتماع الوزاري الخليجي الذي سيعقد في دولة الكويت غدا تحضيرا للقمة الخليجية التي تستضيفها الكويت خلال شهر ديسمبر المقبل, سيتناول الموضوعات المدرجة على جدول الاعمال ومدى التقدم الذي تم تحقيقه فيها ومن بينها موضوع المياه ومشروعات التحلية وموضوعات اخرى كثيرة ستطرح علي اجتماع اصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس الذين سيناقشون كذلك اخر التطورات الجارية في المنطقة.
Bahrain
البحرين ستتولى تنسيق العلاقة مع دول الاسيان خلال الثلاث سنوات المقبلة
26 نوفمبر 2013