ما أروع تلك الأعرابية التي أوصلت ابنتها حين تزوجت، فأوصتها بوصية جميلة: كوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له أمة يكن لك عبداً، فشتان شتان بينهما وبين من توصي ابنتها عند الزواج "لا تصيرين مدمغة من أول الأيام خليه يشوف شخصيتك إذا قال أسود قولي أبيض وإذا قال أبيض قولي أسود”، فهذه الكلمات يمكن أن تهدم بيتاً وتفرق أُسرة، وغالباً ما يكون تدخل الأهل سلبياً وليس إيجابياً، فالفرق بين التدخل الإيجابي والتدخل السلبي: الإيجابي هدفه الإصلاح ويقال للمخطئ أخطأت، وللمقصّر قصرّت دون محاباة لطرف على طرف، كما كان يفعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع علي وفاطمة رضي الله عنهما، وأما التدخّل السلبي فهو على قاعدة انصر ابنتك ظالمة أو مظلومة، ليس المهم الإصلاح المهم أن يعرف الزوج "بنتنا عندها أهل يدافعون عنها ويحمون كرامتها”، ومن التدخلات الخطيرة تدخل أم الزوجة وأم الزوج دون مراعاة لمصلحة الزوجين معاً، ولهذا أمرنا الله عز وجل بمنع كل تدخل سلبي يضر بالزوجين أو بأحدهما، فالأصل أن الزوجين يحلان مشكلاتهما بنفسيهما، فإن استعصى عليهما الحل توجب على الزوجين والأهل أن يختاروا حكماً من أهل الزوجة وحكماً من أهل الزوج والمقصود بالحكم الحكيم العاقل قال تعالى: "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما” والحكمة الربانية من إبعاد تدخل الأهل المباشر هو أن الأهل لا ينظرون للموضوع إلا بعين العاطفة وليس بعين العدل والإصلاح ودمتم على طريق السعادة.
Opinion
تدخلات الأهل السلبية تفسد الحياة الزوجية
22 يونيو 2012