المسألة جد "مو غشمرة” الأحد عشر مليون دولار دخلت البلد بإقرار "الداخلية” وعدم تكذيب الأمريكان، ودخلت "كاش وبشنط”.فبيان وزارة الداخلية يوم 13 مايو نص على التالي: "صرح القائم بأعمال مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني بأن رجلاً أمريكياً تقدم إلى ضابط الجمارك بمطار البحرين الدولي وأفصح عن حوزته لمبلغ وقدره 11 مليون دولار، وبعد الاستيضاح والتحقيق واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، اتضح بأن المبلغ يخص قيادة البحرية الأمريكية وهو رواتب لمنتسبيها في البحرين والخليج، مضيفاً بأنه جرى تسليمهم المبلغ بعد اتخاذ اللازم”.ثم أجابت وزارة الداخلية البارحة على بعض التساؤلات ببيانها المنشور في الصفحة "9” في "الوطن”، مؤكدة أن المبلغ دخل البلد فعلاً، ووصفوا الطريقة التي تم فيها إدخاله بـ "القانونية” رغم أنهم أقرّوا بأنها المرة الأُولى التي يتم فيها دخول مبلغ بهذا الحجم وبهذا الشكل؛ إذ جرت العادة -حسب بيانهم- أن يتم تحويله عن طريق مكاتب الصرافة المرخصة. لا أملك أنا وغيري إلا أن أشكك أكثر حتى بعد بيان "الداخلية” الثاني بالطريقة الغريبة التي تم فيها إدخال المبلغ، اسمحوا لي فقد زدتم الأمر تعقيداً، وأشكك أكثر بمحاولة إظهار الأمر وكأنه قانوني، وحتى كونه دخل بعلم السلطات البحرينية لا ينفي أن في الأمر سلوكاً مريباً.عادة لا تُصرف الأموال "كاش” بهذا الحجم إلا لتبييضها اسألوا أهل البنوك، أو للقيام بعمليات لا تسجل بشكل رسمي، فما بالك والمبلغ بهذا الحجم الكبير، فلمَ تجازف الولايات المتحدة الأمريكية بنقل 11 مليون دولار "كاش” على متن طائرة وإن كانت حربية؟ ولمَ تقبل البحرين تمرير هذا المبلغ بهذه الطريقة التي يصعب تعقبها؟ وأي مصرف سيقبل دخوله؟ إذ رغم توضيح وزارة الداخلية إلا أن مجرد قبول السلطات البحرينية بهذا الإجراء الاستثنائي يضع ألف علامة استفهام، لقد أصبح رد وزارة الداخلية مادة للتندّر من قبل القطاع المصرفي، بالتأكيد هناك استثناء غير تقليدي، غير طبيعي أجبر البحرين على قبول هذا الإجراء؛ هل الاستثناء له علاقة بالاتفاقية الأمنية؟ وهل الاتفاقية الأمنية تعطي الولايات المتحدة الأمريكية استثناءات أخرى خارج العرف والقانون والتحرّك بمساحة تمس سيادة الدولة؟ هل قبول البحرين إدخال مبلغ بهذا الحجم لمجرد أن السلطات الأمريكية هي التي أخطرت مسبقاً عنه فقط، ولو كانت دولة أخرى طلبت فستمنع؟ إنها إجابات تفتح باب الشبهات أكثر مما تغلقه.إلى هذه اللحظة لم ألمس الاهتمام الكافي بالموضوع إلا من جمعية الأصالة، أفهم لماذا يضطرب "أصحاب الشبهات”، وأفهم لماذا يحاولون التضليل وصرف الانتباه وتحويل الأمر إلى "نكات ثقيلة الطينة”، بل لشدة ارتباكهم كذبوا دخول الأحد عشر مليوناً واعتقدوها نكتة، وكأن الداخلية تستطيع أن تتجرَّأ بالكذب على البحرية الأمريكية ما لم يكن لديها ما يثبت صحة أقوالها؟ ولا أدري ما الذي سيقولونه الآن والبيان الثاني يؤكد دخول 11 مليون دولار "كاش” للبحرين؟! الغريب أن الأمريكان ساكتون تماماً وهذا ما يثير الريبة أكثر.. إنما الذي لا أفهمه هو كيف لنواب الأمة وللقوى السياسية جميعها ولمؤسسات المجتمع المدني خاصة أن تتفرج ساكتة على الموضوع