في مبادرة وطنية تنم عن روح التكافل في المجتمع البحريني المتحاب والمسالم وتستحق الإشادة والثناء تبرع بنك البحرين الوطني بـ400 ألــــف دينار لتعويض تجار السوق الشعبي المتضررين جراء الحريق الذي أتى على محلاتهم وبسطاتهم التي كانت المصدر الوحيد لبعضهم في العيش وطلب الرزق، وحقيقة أن مبادرة البنك تدل على حسه العالي بالمسؤولية الوطنية أولاً والاجتماعية ثانياً تجاه أبناء الوطن الواحد والوقوف معهم في محنتهم.لقد كان الحريق المؤسف في السوق الشعبي بمثابة الصاعقة التي نزلت على تجاره، حيث توقفوا إجبارياً عن مزاولة أعمالهم وأصبحوا يلتقون في المقهى القريب من السوق متحسرين يقفون على الأطلال، إلا أن صاحب القلب الكبير سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وكعادته ذهب بنفسه في اليوم التالي لموقع الحريق في السوق، وأمر بسرعة الانتهاء من بناء مكان بديل له، وتعويض المتضررين من تجاره وأصحاب الفرشات، حتى يعودوا لأعمالهم وبصورة أفضل مما كانوا عليها سابقاً، وهو الأمر الذي دفع مجلس إدارة بنك البحرين الوطني في التحرك والمساهمة في رصد مبلغ لتعويض أصحاب السوق بهدف دفع عجلة التطور إلى النمو والازدهار. كما إن غرفة تجارة وصناعة البحرين أيضاً كانت هي من قد أخذت زمام المبادرة بالتبرع بمبلــــغ 100 ألف ديــنـــــار لتعويض المتضررين وهو ما جعل الجهود الطيبة بين الغرفة وبنك البحرين الوطني تتوحد من أجل الخير والتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة للحصول على أسماء المتضررين لتحديد نوع وحجم الضرر والحالة الاجتماعية لكل متضرر، ومن بعدها سيتم تحديد حجم وطريقة التعويض بحسب ما تقتضيه كل حالة. بلاشك، إن هذه المساهمة الخيرة بين غرفة تجارة وصناعة البحرين وبنك البحرين الوطني التي نتمنى أن تحذو حذوها باقي المؤسسات والشركات الخاصة تعتبر مثلاً يحتذى به للعمل الوطني المشترك والمسؤول، وهو أيضاً دليل على الالتزام بالشراكة في بناء التأسيس لبناء كيان اجتماعي واقتصادي وتحمل المسؤولية الوطنية والاجتماعية تجاه المجتمع.ما يفرحنا أيضاً هو أن الحياة قد بدأت تعود إلى السوق الشعبي بشكل تدريجي وملحوظ بعد سماح إدارة الدفاع المدني بوزارة الداخلية للمحلات التي لم تتضرر من الحريق بإعادة البيع من جديد وتوافد الزبائن للشراء وهو ما سيساهم في انتعاش السوق وعودة الروح له بعد أن فقدها منذ أن احترق، إلا أن الباعة يأملون من وزارة البلديات والتخطيط العمراني بالعمل على سرعة فتح الموقع المؤقت للمحلات والفرشات المتضررة حتى تعود حركة البيع والشراء كما كانت قديماً ونرى سوق "المقاصيص” كما عهدناه سابقاً يعج بالناس والزبائن.همسة:استبشر تجار السوق الشعبي وأصحاب الفرشات خيراً بعد أن فتح مجلس المناقصات بجلسته الأسبوعية الماضية مناقصة بعطاءات بلغت 2.7 مليون دينار لإعادة تأهيل السوق ولكن بحلة جديدة، وذلك تنفيذاً لأمر رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة