لم تصل ولم تحقق أي بطولة أو كأس خليج على مر الزمن ما حققته بطولة خليجي 17 قبل 8 أعوام بالدوحة، لنجاح البطولة، ونجاح "ما بعد البطولة”.لكن مهلاً.. فهل من نجاح متعلق ببطولة، وحدث بعدها؟!فما خلقته اللجنة الإعلامية ولجنة العلاقات العامة لخليجي 17 كان له الأثر الأكثر توسعاً بين الجمهور القطري باقتناصه بكل يسر عن طريق الوسائل المرئية وغير المرئية، فجعل الاتحاد القطري تلك البطولة هي شرارة انطلاقة دوري المحترفين القطري، وكانت تلك المحاور الإعلامية أداة لبدء المشروع القطري في تطوير الدوري عن طريق بطولة اسمها خليجي 17، وهي خطوة ذكية لم تفعلها سوى الولايات المتحدة في 1994 والمكسيك في 1986 ولربما ستفعلها روسيا عام 2018، فاستغلال البطولة لتطوير الدوري المحلي وخلق الاحتراف في البيئة الكروية هو أغلب ما تسعى إليه اتحادات كرة القدم العالمية الآن.ولازلت أتذكر الحشد الجماهيري الكبير جداً في كافة مباريات البطولة، واهتمام القنوات بتلك البطولة أكثر من أي بطولة إقليمية جرت، فبالتأكيد هناك أسباب رسمية كشراء الحقوق وما شابه ذلك ولكن مهلاً هل من سبب خفي لا نراه؟ فالفلسفة الإعلامية والتخطيط لما بعدها هما السببان اللذان اتخذتهما البطولة منهلاً لها وقد كان في محله وأكثر حتى، بل كانت إفرازاتها مثمرة حقاً استغلالاً لتأثير الإعلام في يومنا هذا، الذي أصبح بإمكانه أن يؤول لسبب افتعال وإخماد حروب، فلا أقلل من أهمية الإعلام بقولي إنه كالطالب الصربي الذي أشعل حرباً عالمية بقتله لولي عهد النمسا عام 1914.ولعل ما سيعيب جودة بطولتنا المقبلة أثرها المعدوم على الدوري المحلي، وتأكدي لم يأت من فراغ لغياب المنشآت والتغطية المتأخرة جداً بصيانة الملاعب وعدم تعيين اللجان التي ستتولى مهامها، فدورينا الذي أصبح ظامئاً ضائعاً في واد يرثى له يحتاج هذا الاهتمام والدعم كما فعلت قطر باستغلال بطولتها في اتجاه دوريها، فكل بطولة تقام الآن تكون وسيلة لتطوير رياضة الدولة نفسها، وليس عدداً من المباريات التي تنتهي بكأس فضية أو ذهبية!فاتبع في كل بطولة تقيمها ثلاث: خطة مسبقة متوازنة مع طاقة الموارد المحلية، إعلام متوافق وبدرجة كبيرة مع المشروع، استغلال العاملين الأخيرين في بناء وتطوير الرياضة المحلية لما سيليها من مرحلة.همسةولربما "البعض” يقرأ الفقرة الأخيرة فيرد في نفسه قائلاً "إحنا ما عندنا إعلام يتوافق مع الخطط الرياضية”.. سيتحقق ذلك يا سيدي العزيز عندما يكون الجهاز الإعلامي رقيباً فاسداً.. فلا تنس إنه يريد الصلاح والمثال، وليس التشويه والعبث.. وبين هذا وذاك.. فضاء شاسع من الاختلاف!