هجوم عنيف شنه "تويتريون” من المعادين للسلطة في البحرين على الدكتور فيصل القاسم صاحب برنامج الاتجاه المعاكس، لا بسبب برنامجه المثير للجدل الذي يعتمد أسلوب "شعللها”، ولكن بسبب "معاكسته” لتغريداته التي أطربت أولئك فترة من الزمن حتى بدا القاسم خير إعلامي أنجبته البشرية، ثم ليكتشفوا أنه "مو خوش رجال” عندما عبر في تغريدة واحدة -واحدة فقط- عن رأيه في أمر معين فشنوا هجومهم عليه فتحول من مناصر للثوار وثوري إلى شخص يستحق كل ما هو سيئ من كلام وربما من أفعال.فيصل القاسم وعلى طريقته في برنامجه الاتجاه المعاكس تعود أن يثير أسئلة بطريقة "رايح جاي”، فهو مرة مع هذا الطرف ليثير ذاك الطرف ومرة مع ذاك الطرف ليثير هذا الطرف وهو أمر تفرضه طبيعة البرنامج، حيث ظل لعدد كبير من التغريدات يعبر عن تعاطفه مع المعسكر المضاد للسلطة في البحرين ثم لسبب أو لآخر”غير الموجة” فكتب التغريدة التالية التي ثار أولئك ضده وأنعموا عليه من دون تردد بنوط الخيانة. تغريدة فيصل القاسم تقول: "عجيب أمر بعض الأخوة في البحرين، فهم ثائرون ضد نظامهم ومؤيدون للنظام في سوريا المشتبك مع جزء لا يستهان به من شعبه.. فعلاً غريب”. ملاحظة تعبر عن رأيه وهي ملخص لسؤال متوفر بكثرة في أذهان الكثيرين، فهناك بالفعل تناقض في مواقفهم، هم ضد النظام البحريني ويريدون من العالم أجمع أن يقف إلى جانبهم، وهم في نفس الوقت مع النظام السوري الذي فعل ما فعل وقال ما قال ولا يتوانى عن تحريك آلة القتل أينما توجه، هم مع ذاك النظام المشتبك مع شعبه والذي كذب كذبة وصدقها عندما قال إن ما يحدث في سوريا هو أن مجموعة من "الشبيحة” الخارجة عن النظام والممولين والمسنودين من جهات خارجية مشبوهة هي التي تعيث فساداً في سوريا، وأن كل ما يفعله النظام هو أنه يدافع عن نفسه وعن السوريين الذين هم ضحية أولئك الشبيحة! دون أن ينتبه إلى أنه يفضح نفسه بنفسه ذلك أن النظام الذي لا يمتلك القدرة على توقيف شبيحة طوال هذه المدة إما أنه هو "الشبيحة” والشبيحة يناضلون ضده أو أنه من الضعف بحيث لا يستحق أن يدير بلداً. وقوف الواقفين ضد النظام في البحرين -الذي يتعامل بنفس طويل مع كل هؤلاء وما يقومون به من أفعال تعطل حياة الناس وتقلقهم وتقض مضجعهم- مع النظام السوري والتصفيق له عند الإعلان عن حصيلة القتلى في نهاية كل يوم والترديد معه أن الشبيحة هم الذين يقتلون الناس وليس النظام السوري، هذا الوقوف اللافت يستدعي بالفعل التساؤل بل التساؤل بقوة لأن فيه تناقضاً، فكيف بـ "ثوار” يقفون ضد السلطة في بلدهم يساندون نظاماً متوحشاً لا يرتاح إلى أن أعلن في ختام يومه عن أن حصيلة القتلى "صكت” المائة؟ ثم كيف لهؤلاء "الثوار” أن يقبلوا حصولهم على الدعم بأنواعه من النظام الإيراني الذي يساند النظام الظالم في سوريا؟تناقض يستدعي أكثر من تغريدة من فيصل القاسم ومن غيره، لأنه من غير المعقول أن يقف هؤلاء مع الظالم في مكان ويطالبون العالم النظر في مظلوميتهم في بلادهم، ولأنه من غير المقبول أن يصفقوا لنظام قاتل ويجتهدوا في الدفاع عنه وتبرير أفعاله المتوحشة وهم يرون بأم أعينهم كل هذا العدد من الأبرياء يقتلون يومياً من غير ذنب ويرمون في الشوارع ويدفنون في مقابر جماعية. ملاحظتك يا دكتور فيصل في محلها والجماعة ملزمة بالإجابة عنها، فهو أفضل من سن أسنانها ضدك وضد اللي خلفوك!
Opinion
«رحت ملح» يا فيصل القاسم!
28 يونيو 2012