تذكرت المقولة المشهورة للمشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين حين قال في لقاء صحفي "إذا عدتم عدنا 200%”، وهو يعني حينها أن القوات جاهزة في أي لحظة لبسط الأمن وردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على مقدرات الوطن أو التفكير في زعزعة الأمن والاستقرار، وهو ما جعل علي سلمان يستوعب تلك المقولة ولكن بعد عام كامل ليرد بأنه لم يستخدم إلا 50% مما لديهم من "مولوتوف” وأسياخ ضد رجال الأمن.حقيقة أن الرجل الفاضل الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة يعتبر رجلاً وطنياً خالصاً في حبه لتراب البحرين وأبنائها بكل شرائحهم، حيث كان إبان فترة السلامة الوطنية حريصاً على أرواح الجميع من رجال الأمن والجيش ومن المواطنين ولم تطلق رصاصة واحدة ضد أي مواطن بل إن قوات الجيش حينها كانوا يلتزمون أقصى درجات ضبط النفس بأوامر من المشير نفسه لأن دماء البحرينيين غالية ولا يريد أحد إراقتها، وهو ما يجب أن تدركه من تسمي نفسها معارضة بقيادة جمعية الوفاق التي كانت ولازالت سبباً في الأزمة بعد تعنتها في وضع الشروط المسبقة للجلوس على طاولة الحوار، والغريب أيضاً أن أمينها العام يهدد ويتوعد ولكن، كما قالها المشير لمن لم يستوعبوا الدرس "إن عدتم عدنا” وستكون العودة أقوى، وعلى علي سلمان وغيره أن يعلم بأن الرد سيكون قاسياً وقوياً وقد أعذر من أنذر.كما على أمين عام الوفاق أن يدرك أيضاً بأن ما قاله في خطبته من إساءة واضحة تعرض فيها بل وتطاول على قوة الدفاع دون أي مبرر أن يعلم بأن هذه القوة هي الحصن المنيع ضد أي معتد وأنها السور الذي سيصد أي عدوان بمساعدة، وأن يعلم بأن قوات الجيش عادت إلى ثكناتها لكنها مستعدة للرجوع إلى الشارع وبسط الأمن في حالة وقوع أي خطر، كما إن قوات درع الجزيرة موجودة وستبقى في البحرين تحسباً لمواجهة أي خطر خارجي هو أعلم بهذا الخطر ومن خطط لدخوله وسمح له في التدخل بشؤوننا الداخلية.أنصح علي سلمان أن يعود إلى تصريحات المشير الذي يؤكد دائماً بأن القوات المسلحة في كامل جهوزيتها وأنه إذا ما حصل ما يسيء لأمن الوطن ستعود أقوى من ذي قبل لصد وردع من يريد العودة إلى التصعيد والعنف أو من يحن إلى عودة أيام "الدوار” سيئ الصيت ونصب الخيام ومخالفة القانون، فحرية التعبير عن الرأي التي كفلها الدستور لا تعني التخريب والتحريض على أعمال العنف ومحاولة النيل من أمن واستقرار الوطن.إذا ما أردنا أن نعود بالبحرين كما كانت بلد الحب والتسامح على جميع الأطراف تحكيم العقل لتجنيب البلاد الفتنة التي إن اشتعلت لن يستفيد منها أي طرف لأنها كما يقال ستأتي على الأخضر واليابس ولن تبقي شيئاً إلا وأحرقته، وبالتالي فإن على المعارضة خصوصاً الوفاق وأمينها العام أن تبتعد عن الخطابات التأزيمية والتحريضية التي لن تزيد النار إلا اشتعالاً، فالوطن اليوم بحاجة إلى خطابات الاعتدال والتسامح والتهدئة وليس إلى خطابات تحريضية مليئة بالحقد والضغينة.أصبحنا اليوم وعلى رغم أن الحرية في التعبير مكفولة إلا أن البعض مثل علي سلمان استغل هذه المساحة من الحرية وأصبح يهدد ويتوعد ويتعدى على القوات المسلحة وهي المؤسسة العسكرية التي تحمي الوطن من أي اعتداء، وبالتالي فإن هذه الحرية قد انفلتت ويجب حيال ذلك تطبيق القانون على الجميع بلا أية استثناءات فالكل سواسية أمام القانون وعلى من يحرض في خطبه أن يحاسب ويعاقب وفق الجرم الذي اقترفه وأن يحاكم حاله حال غيره لأن القانون فوق الجميع وهو الضمانة الوحيدة للاستقرار.بعد عام ونصف ولازلنا نشهد بشكل يومي عمليات الحرق والتخريب بهدف تشويه سمعة البحرين في الخارج، واستهداف رجال الأمن والمواطنين في أرواحهم وما استشهاد الشاب أحمد الظفيري إلا دليل على ذلك حيث قتل بلا أي ذنب اقترفه سوى أنه ذهب لإزاحة بعض الإطارات المشتعلة عن الطريق فانفجرت به إحدى القنابل المصنعة محلياً من قبل الإرهابيين الذين لن يرتدعوا إلى حين يتم الضرب بيد من حديد واستخدام القوة وإعادة الحياة إلى طبيعتها. وبالتالي على الدولة أن تعي تماماً أنها إذا ما تمادت وتغاضت أكثر عن الأعمال الإرهابية التي يقوم بها هؤلاء الإرهابيون فإن ذلك سيجرنا إلى منزلق خطير بعدها لن تستطيع الدولة ذاتها من إعادة الأمور إلى نصابها إذا ما انفلتت الزمام، وبعدها سيخرج الجميع عن القانون بعد أن نفد الصبر على الأفعال الغوغائية التي تقوم بها المعارضة وأنصارها، وسيأخذ كل ذي حق حقه بالقوة وكأننا في شريعة الغاب